منذ يومين، شكّل تسجيل نشر على شبكة الإنترنيت صدمة في الشارع السعودي.
وفي المقطع صيّادان يتباهيان بقتلهما 20 غزالاً بينها خمس رؤوس من نوع المَها الوضيحي المهددة بالانقراض. مجزرة فظيعة ارتكبت في قلب محمية طبيعية.
وصور الشريط الصيادين وهما يحصيان طرائدهما بفخر واعتزاز بينما تصدح في الخلف الموسيقى الشعبية. يحملان أسلحة من النوع الذي يستعمله القناصة والمحظّر استعماله للصيد في المملكة العربية السعودية. وقد أقدما على نشر هذا التسجيل وعنوناه " تحدوا المحمية".
وكان الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية وإنمائها، الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود، قد أدان بشدة هذا الصيد الجائر وأهاب بعموم الأهالي إلى الإبلاغ عن أي معلومات يمكن أن تقود إلى توقيف الجناة في أسرع وقت ممكن.
وأوضح الأمير أن الهيئة السعودية للحياة الفطرية علمت بالحادثة منذ نحو شهرين، لكنها لم ترغب في التصريح بشأنها قبل إلقاء القبض على الجناة.
وبحسب وسائل إعلام سعودية محلية ، فإن اللهجة التي كان يتحدث بها الصيادان هي لهجة سكان محافظة وادي الدواسر التابعة لمنطقة الرياض. وهذا ما يدفع بعدد من الخبراء إلى القول بوقوع الحادثة في محمية "عروق بني معارض" القريبة من المحافظة.
هذه المحمية التي أنشئت سنة 1994 تمتد على مساحة تقارب الـ12 الف كم مربع غرب الربع الخالي، أكبر صحراء رملية في العالم.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
يتنافس الصيادون في ما بينهم لاصطياد أكبر عدد من الطرائد النادرة
يعيش محمد السعيدي في القطيف، شرق المملكة العربية السعودية ، على الأراضي الزراعية التي تملكها عائلته، غالبًا ما تسمع عيارات نارية لصيادين يصطادون بشكل جائر البطّ والإوز وسواها من الطيور المائية التي تهبط في المستنقعات الواقعة ضمن هذه الأراضي.
يخضع الصيد في المملكة لضوابط كثيرة. فهناك بيان رسميّ يحدّد كل سنة الفترة التي يسمح خلالها بالصيد ضمن مناطق غير محمية وغير عمرانية. ومع ذلك، بدأت تختفي منذ سنوات بعض الحيوانات التي كنا نراها بكثرة في السابق مثل ابن عرس واليمام المطوّق والبلبل وطائر الحسون وغيرهم .
فبعد أن انقطعت حملات التوعية المتلفزة منذ حوالي 4 أو 5 سنوات، ازدادت حالات الصيد الجائر. ومع بداية كلّ ربيع ونهاية الخريف، يتزامن موسم هجرة الطيور مع ارتفاع حالات الصيد الجائر. وما شاهده البعض في التسجيل ما هو سوى مثال آخر عنها.
هؤلاء الصيادون هم عادة من فئات بدوية تربت في الصحراء بدون أي توعية بيئية ومع ممارسات حياتية قائمة على الصيد. يقتحمون المحميات حبّا بالمغامرة والتحدي.
فهم يتنافسون في ما بينهم لاصطياد أكبر عدد من الطرائد النادرة. ولذا تراهم يتباهون بما يفعلونه.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
كما يجذبهم طعم لحوم هذه الحيوانات. فلحم الغزال طعمه لذيذ. صحيح أن صيد الغزلان ممنوع لكنّ مزارع خاصة للأسف تربّيها وتبيع لحومها بأغلى الأسعار. فسعر غزال صغير لا يقلّ عن 4000 ريال (785 يورو). وقد يصل سعر بعض لحوم الغزلان إلى 8000 ريال (1570) يورو .
أين دور الانسان في الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي في الطبيعة ؟؟؟؟؟؟؟