كانت ليلة زفافها ليلة استثنائية في حياتي لقد رايت ابنتي في ثوبها الابيض الطويل وهي في قمة جمالها وروعتها ، كانت بريئة الملامح باهرة الحسن مشرقة . امسكت بها وضممتها الى صدري بحنان غامر وانهمرت دموعي فرحا وهي بجانب زوجها ، وجاشت في نفسي مشاعر شتى : ماذا اقول؟ هل اقول : ان هذا الفتى جاء ليخطفها من حضني ويواريها عني ؟ هل اقول انه جاء ليقطف وردتي التي طالما تألقت في صحراء حياتي وكنت ارعاها واغمرها بنهر حناني اختلطت مشاعري بين الفرح والحزن والخوف على فقدان ابنتي الوحيدة التي كانت علاقتي بها اكثر من مجرد أم بابنتها ، إنها ابنتي وصديقتي ورفيقة دربي . نضحك معا ونحزن معا ونبكي معا عندما تشتد متاعب الدنيا علينا نتشارك معا في حل مشكلاتنا . . لم اكن اتوقع من انها كبرت واصبحت محط انظار الخطاب والعرسان وادرك ان نهايتها في بيت زوجها ، وكلما ادركت هذه الحقيقة اكذب على نفسي واقول لا لا .. لن تتركني وتتزوج على الرغم من انني ادعي لها دوما بالستر برجل يصونها ويحميها ويكون منزلة أب وأخ وزج لها .
ترى هل تشعر كل الامهات بهذا الشعور ..........؟ واذا كانت أم العروس تشعر بهذا .... فماذا تشعر أم العريس .....؟
أم العريس تقول : عندما تقدم ابني لخطبة من يحب ، في البداية عارضت كثيرا وفي الحقيقة لم يكن هناك سبب مقنع للرفض ولكن مجرد شعوري بابتعاده عني وان احدا سوف يصبح اقرب مني اليه ارفض رفضا شديدا ، وخصوصا ان علاقتي به متينة وهو يحبني كثيرا بعدها احسست بخطئي عندما بدا بالابتعاد عني ، عندما اشتد رفضي للفتاة التي يحب وشعرت بانني أنانية في هذا الشعور فوافقت وفعلا عاد الي ابني بحب بعد زواجه وبدات اشعر انه اقرب الي مما كان في السابق بفضل زوجته ومعاملتهها الطيبة .