جمعية هواة الفلك: نحن بمعزل عن النقاش فهناك من سيتهمنا بالجهل لأننا مازلنا نناقش دوران الأرض
أكدت جمعية هواة الفلك السورية بناءً على الحسابات الفلكية أن أول أيام عيد الفطر ستكون يوم الجمعة الموافق لـ10 أيلول الحالي ويأتي ذلك خلافاً لما كان قد أكده سابقاً الطيار السوري السابق نادر جنيد لسيريانيوز بأن أول أيام العيد ستكون يوم الخميس 9 أيلول وذلك اعتماداً على نظريته التي تقول أن الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس، ما نفته جمعية هواة الفلك جملة وتفصيلاً بقولها " سواء قبلنا آم لم نقبل الأرض تدور وستبقى تدور حول الشمس".
وأوضح رئيس جمعية هواة الفلك السورية محمد العصيري, في تصريح لسيريانيوز, أن "الحسابات الفلكية أظهرت أن أول أيام عيد الفطر سيصادف يوم الجمعة المقبل في معظم الدول العربية في حالة نادرة, باستثناء ليبيا".
وقال "يولد هلال شوال حوالي الساعة 1.30 ظهراً من يوم الأربعاء في جميع الدول العربية, ويغرب عند الساعة 6.34 أي قبل غروب الشمس بأكثر من ربع ساعة, والتي تغرب 6.49 مساء, ما يعني أنه لايمكن رؤية هلال العيد ليلة الأربعاء حتى لو اسُـتخدم التلسكوب أو أحدث التقنيات الحديثة لأن ضوء الشمس يحجب رؤية الهلال تماماً".
وأضاف العصيري "طالما أنه لايمكن رؤية الهلال ليلة الأربعاء فإن الخميس هو المتتم لشهر رمضان, والجمعة أول أيام عيد الفطر السعيد", لافتاً إلى أن "صاحب القرار الأول والأخير في تحديد بداية شوال هو القاضي الشرعي الأول والجهات الشرعية المختصة, فيما تقدم الجمعية دراسة علمية للاستئناس بها". وفيما يتعلق بمدى اتفاق أو اختلاف الدول العربية على تحديد مطلع شوال؛ قال رئيس جمعية هواة الفلك "قد يشهد هذا العيد اتفاقاً بين جميع الدول العربية باستثناء ليبيا على أول أيام العيد وهي حالة قليلة الحدوث إن لم تكن نادرة, كما أن عـُمان, التي بدأت الصيام متأخرة يوماً عن الدول العربية, قد تعلن الجمعة أول أيام العيد".
الأمر مسلم به ولا داع للنقاش
وقال العصيري لسيريانيوز في رد على نظرية جنيد حول ثبات الكرة الأرضية وعدم دورانها حول نفسها وحول الشمس إن" الجمعية لا تريد الدخول في معمعة النقاش حول امر مسلم به ومثبت سابقاً، و تؤكد الجمعية أن نظرية جنيد من الجانب العلمي خاطئة تماماً وقد تجاوز العالم هذه الفكرة وخاصة أنه يومياً تدور الأقمار الصناعية مع الأرض لتحافظ على البث التلفزيوني والاتصالات، ولو أن الأرض ثابتة لا تدور لكانت التكنولوجيا مختلفة ولما وصل الإنسان لم وصل إليه الآن".
وتابع العصيري إنه "من غير المعقول أن تدور كل الأجسام في الكون حول نفسها وحول مراكز أخرى، وتكون الأرض هي الثابتة وحدها علماً أن الأرض مثلها مثل بقية الأجسام الكونية، وجميع الرحلات الفضائية والدراسات الفلكية التي استندت للتحليل والقوانين وتحققت بالمشاهدة والتجريب تعتبر هذا الموضوع من المسلمات" مشيراً إلى أن " الجمعية تؤكد على الدقة العلمية للدكتور إبراهيم سعيد( الذي رد على نظرية جنيد في المادة السابقة) وتؤيد رده على الأفكار المطروحة ، وحتى لا نكون طرفاً في هذا السجال فإن النظرية تحوي الكثير من الأخطاء العلمية وخاصة الخطأ الكبير في تحديد ولادة وفترة دوران القمر حول الأرض والتي يقيسها بكل بساطة أصغر هاوي فلك ويمكن تقديرها وحسابها" .
وأردف العصيري إن القول بأن الأرض ثابتة لا تدور يناقض أدنى فكرة علمية، وقد تجاوز هذا الموضوع مرحلة النقاش وأصبح مسلمة تعتمد عليها التكنولوجيا التي نستخدمها كل يوم ويكفي أن نتوقع كيف سيكون البث الإذاعي والتلفزيوني لو أن الأرض مسطحة ولا تدور !، مع العلم أن محطات الفضاء الدولية والتي تقوم جمعيتنا برصدها ومتابعتها تدور أحيانا بنفس سرعة دوران الأرض وهذا مالا يجعلها ثابتة فوق نقطة معينة لترسل المعلومات وتتبادل البيانات".
وفي رد مرسل لسيريانيوز من جمعية هواة الفلك على نظرية نادر جنيد تم تناول الفكرة بحد ذاتها حيث نص الرد على أنه " من الجميل أن تنطلق بعض الأفكار الجريئة ولكن أفكار تؤثر إيجاباً بالعلم وأفكار تطرح حلول لمواضيع الساعة وتناقش وتبرهن على نقاط غامضة لا أن تكون هذه الأفكار مدعاة للضحك والسخرية من قبل الآخرين لشعوبنا العربية، فهناك من سيقول انظروا إلى الجهل فما زالوا يتحدثون عن دوران الأرض ونحن استخدمنا دوران الأرض للحصول على قوة دافعة لأبوللو حين هبطت على سطح القمر" .
ويضيف الرد "كما هو معروف فإن نشرات الأخبار تذكر حالة الطقس خلال 24 ساعة القادمة مستخدمة الأقمار الصناعية التي تدور بسرعة دوران الأرض، وفي النهاية سواء قبلنا آم لم نقبل الأرض تدور وستبقى تدور حول الشمس، والقمر يدور حول الأرض والكواكب تدور حول الشمس والتي بدورها مع كواكبها تدور حول مركز مجرتنا وكله محسوب وبدقة عالية ويكفي الدخول إلى المواقع العلمية ومتابعة الصور أو زيارة الهيئة العامة للاستشعار عن بعد أو الأرصاد الجوية لمتابعة حركة الأرض ودورانها بشكل علمي، ألا يدل هذا على أن الموضوع أصبح بعيدا عن النقاش ؟".