لا يستطع احد أن ينكر أن لكل فرد من أفراد المجتمع وجوده وكيانه الخاص به، وأن بكل مجتمع من المجتمعات فئة تتطلب خدمات خاصة لكي تتكيف مع البيئة التي يعيشون فيها ، وهذا التكيف لا يتأتي من قبلهم بل يقع عاتقه علي من يحيطون بهم ويطلق علي هذه الفئة مسمى "ذوي الاحتياجات الخاصة" وهم مجموعة من الأفراد يحتاجون إلي نوع خاص من التربية وخدمات عديدة مرتبطة بها نظرا لانحراف مستوي أدائهم عن متوسط أداء نظرائهم العاديين نظرًا لفقد مقدرتهم علي التواصل مع الآخرين بالدرجة التي يستلزم معها تعديل البرامج التربوية والتعليمية المعتادة.
وتمثل هذه الفئة من 10-12% من أفراد المجتمع ويمكن تصنيفها إلي أفراد ذوي الإعاقة السمعية – لغة الإشارات- الإعاقة الحركية- تيبس العضلات وتقلصها والتحول العظمي الإعاقة الاجتماعية- الإعاقة الكلامية – مشاكل النطق-الإعاقة البصرية-لغة بريل – إشارات فاقدي البصر-الإعاقة الذهنية – إصابات المخ -التخلف العقلي- نقص الانتباه والنشاط الزائد – الإعاقة البدنية- الصداع النصفي – إصابات الحبل الشوكي – الشلل الدماغي-البتراء الفيل – والإرهاق المزمن – الإعاقة التعليمية – بطء التعلم-التأخر الدراسي وصعوبات التعلم الإنمائية والأكاديمية التفوق العقلي والموهبة الإبداعية والقدرات الخاصة – الاضطرابات السلوكية والانفعالية- التوحد-الإدمان – وتقدم السن.
وتختلف طبيعة الأفراد "ذوي الاحتياجات الخاصة" عن الأفراد العاديين في كثير من الجوانب الجسمية والعقلية والنفسية والحركية,,,الخ. وهذا ما يحتم بالضرورة وجود برامج تربوية خاصة بهؤلاء الأفراد ، تتنوع وفقاً لاختلاف وتباين هذه الاحتياجات والمتطلبات الخاصة التي ينبغي مساندتها وتلبيتها وتقديم البرامج والمساعدات لتحقيق التكيف النفسي والاجتماعي لهم. ولذا يجب أن تشتمل هذه البرامج التربوية عالي النواحي التالية:
نواحي علاجية:تتعلق بمساعدتهم علي التكيف
نواحي وقائية: تتعلق بمساعدتهم علي التهيئة لمواجهة ظروف الحياة وإشباع رغباتهم
نواحي إنمائية: تساعدهم علي النمو ليصبحوا فئة منتجة ومشاركة ونشطة.
وبالتعرف على الخصائص والاحتياجات المشتركة التي تجمع بين أفراد هذه الفئة يمكن تحديد واختيار الأسلوب التعليمي الذي يتناسب ونمط تعلمهم ، ووضع برامج التعليم والتعلم في ضوئها ، لكي ينمو أو يتعلموا طوال حياتهم أو من خلال فترة من حياتهم.ويمكنهم أن يشاركوا بفاعلية أو يتدربوا أو يتوافقوا مع المتطلبات الحياتية بقدر ما يستطيعون. ويتأتى ذلك من خلال الاستثمار الأمثل لتكنولوجيا التعليم بما تتضمنه من وسائل وأساليب واستراتيجيات تحث على التعلم النشط المحفز والتدريب التقني والمهني الذي يخرج أفراد منتجين ومتوائمين مع الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل.
ومن ثم باتت الرؤية حتمية وضرورية لمواجهة التحديات المستقبلية الداخلية التي تشكلها فئة "ذوي الاحتياجات الخاصة"للتربية عامة ولتكنولوجيا التعليم خاصة، والمتمثل البعض منها في تمهين هؤلاء المتعلمين ، نظراً للتزايد الملحوظ في أعدادهم.فضلاً عن أهمية دراسة الواقع المعاصر وما تحمله طياته من آثار وتحديات فكرية ، اجتماعية، تقنية، تنموية،موروثات ثقافية ، وتداعيات في المستقبل.
ويتمثل دور التكنولوجيا الحديثة في تقديم الرؤى المستقبلية ، والخدمات ، والحلول الإبداعية المبتكرة لمشكلات التعليم والتي تسهم في إعادة صياغة وتصميم المحتوى التعليمي المقدم لهم بشكل يساعدهم في الحصول علي المعلومة بيسر وسهولة ، وفي تقديم التطبيق والممارسة والتدريب والتجريب الفعلي من خلال الممارسات التربوية المتنوعة لتشكيل شخصيتهم وتنظيم تعلمهم واكتسابهم للمعارف والمهارات الاجتماعية للتواصل بفاعلية ، وتقديم الخدمات التعليمية سواء التي تسعى إلي تنشيط قدراتهم العقلية وتأهيلهم حتى لا تعرضوا لمشكلات نفسية وتربوية، ولكي يندمجوا في المجتمع ويصبحوا أفراد منتجين لا عبئًا على أسرهم ومجتمعهم،أو لمن يقومون بتقديم هذه الخدمات لهؤلاء الفئة من الأفراد لمساعدتهم على النمو إلي أقصى حد تؤهلهم له إمكاناتهم وقدراتهم لتحقيق النمو السليم الذي يتم من خلاله تحقيق ذاتهم.
وتتمثل هذه الحلول في المحاور التالية:
حلول مادية: متمثلة في توفير الأجهزة والأدوات والمواد والوسائل والمصادر التعليمية والبرمجيات أو اقتنائها.
حلول فكرية: تشتق من نظريات التعليم والتعلم وتحويلها إلي كفايات تعليمية لتوفير بيئة تعليمية مناسبة لهؤلاء الأفراد ، وإعداد الكوادر البشرية المدربة واللازمة للعمل في هذا المجال وفق معايير وأسس تربوية يمكن إكسابها من خلال برامج الإعداد.
حلول تصميميه: تتمثل في مراعاة الأساليب التقنية عند تصميم وتطوير مصادر التعلم والبرامج والمواد التعليمية – المنتجة أو الجاهزة- التي تتناسب وطبيعة هذه الفئة من المتعلمين واحتياجاتهم.
كما ينصب دور التكنولوجيا الحديثة على النواحي التعليمية المرتبطة بالإعاقة ، فيما يلي:
التدريب: على كيفية التعامل مع هذه الاحتياجات في ضوء الاهتمام العالمي والقومي بذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم. والحاجة إلي التوسع بإدخال نظام الوحدات التأهيلية المبني على الكفاية في مناهج هذا النوع من التعليم الهادف إلي التأهيل وإعادة التأهيل لمهن ومهارات تستجد الحاجة إليها، واعتماد برامج جديدة تأخذ بعين الاعتبار حاجاتهم ومتطلباتهم، حيث لم يحصل المعلمون على تدريب كاف لدمج التكنولوجيا والتعلم التقني في جوهر التعليم الصفي. كما لم يحصلوا على الدعم الفني الذي يسهم في حل المشكلات وقت حدوثها.
الإعداد: إن التطور العلمي والتكنولوجي السريع في مجال التربية الخاصة يقضي بالضرورة إلي إعادة التفكير الجاد في مراجعة برامج إعداد المعلم قبل الخدمة في ضوء التحولات النظرية والفلسفات التربوية المعاصرة، لإستشراق نماذج تربوية بديلة لهذا الإعداد لتنفيذ التدريب الميداني الذي يعتمد على التعاون بين جميع الهيئات المعنية بالتدريس، لتقديم خبرات تكاملية للمعلم ، ونمذجة التكنولوجيا في التعليم بدلاً من تقديم مهارات تدريسية على نحو مجزأ، وتوفير كوادر بشرية ليتفاعلوا مع الكم الهائل من المعارف المرتبطة بمجال إعاقة ما، ولديهم اتجاهات ايجابية نحو هذه الفئة من الأفراد. وتشمل هذه الكوادر البشرية المعلم الكفء المؤهل أكاديمياً، تربويًا ، مهنياً ، ثقافياً قبل وأثناء الخدمة تتولي مهام التأهيل والتعليم المستمر والأخصائي الذي تتوفر لدية كفاءات تؤهله لتنفيذ البرامج التعليمية وتقديم دور التكنولوجيا في قاعة الدراسة كأداة للبحث والتفاعل وللضبط الذاتي لسرعة التعلم. كما يتضمن الإعداد أيضًا في ثناياه إعداد المقررات والمناهج الخاصة بهذه الفئة من المتعلمين، وتحديث الأنظمة والبرامج الخاصة بالتدريب التقني والمهني لمعلمي هذه الفئة لرفع مستوى الإنتاجية والمهارات التي يزداد تنميطها باضطراد.
التصميم: تبنى سياسات واستراتيجيات قومية للتعليم التقني والمهني تلبي احتياجات هذه الفئة ، وتتجاوب مع المستحدثات التكنولوجية والعلمية وانعكاساتها على متطلبات سوق العمل والنمو المتزايد في إعداد " ذوي الاحتياجات الخاصة" من خلال تصميم التعليم ومصادر تعلم للمحتوى التعليمي المقدم لمتعلمي هذه الفئة بما يسهم في نمو الذاكرة والإدراك والتخيل وتركيز الانتباه، والذي يسهم بدوره في سعة معالجة المعلومات التي ترتبط بدورها بالانتباه الاختياري لدى المتعلم عن طريق الإثراء التنبيهي.
الإنتاج: يتمثل في الأفراد ذوي الخبرة في إنتاج البرامج والمواد التعليمية سواء كانت هذه البرامج لأغراض تدريسية أو تدريبية ، علاجية أو إثرائية، حيث يفتقد المعلمون للبرمجيات التي تدعم الأهداف الرئيسة للمنهج والمصممة بشكل جيد بناءً على الافتراضات الحديثة حول التعلم والتدريس لهذه الفئة من المتعلمين.
الإدارة: تتمثل في تنظيم وإدارة المشروعات والمعارف ومصادرها داخل العملية التعليمية للتحقيق، بالإضافة إلي الإجراءات والأعمال الروتينية والمهام التنظيمية لتصعيد الاستفادة من تكنولوجيا الاتصال الحديثة وشبكات المعلومات لتحديث وتطوير البرامج التربوية والتعليمية وتبني مشروع إنشاء شبكة معلوماتية خاصة بهذه الفئة وتوافر الدعم التعليمي للتدريب والاستشارة عند الطلب فتوظيف التكنولوجيا عامة وتكنولوجيا التعليم خاصة بفعالية في الموقف التعليمي يتطلب رؤية واضحة لأهدافنا وتطوير خططا تقنية محددة لتحقيقها.
التوزيع: يتمثل في إمكانية نسخ ونشر وتبادل مصادر التعلم المنتجة بمختلف أنواعها بين أفراد هذه الفئة، أو بين الأفراد المسئولين عن تعلم هذه الفئة لتوظيفها وتعلمهم وتعليمهم.
وتتمثل وسائل التكنولوجيا الحديثة في ظل ظهور مستحدثات لا حصر لها، فيما يلي:
أولا- وسائط الكترونية تستخدم كأدوات توصيل وتعليم وتعلم، ومن أمثلتها:
مؤتمرات الفيديو Video Conferences ، المؤتمرات المسموعة Video Conferences ، المؤتمرات المسموعة عن بعد Tele Conferences Audio/ ، النص الفائقHyper Text، الفيديو التفاعلي Interactive Video، الوسائط الفائقة Hypermedia، الوسائط المتعددة التفاعليةInteractive Multimedia، النظم الخبيرة Expert Systems، الكمبيوتر التفاعلي ، المحاكاة الكمبيوترية ، الألعاب التعليمية الكمبيوترية ، تكنولوجيا التحديق بالعين Eye Gaza، التخاطب الصوتي ، التصفح بالصوت عبر الانترنت ، التسجيلات المسموعة، التسجيلات المرئية، برامج الأقمار الصناعية Satellite Programs، الخادم التربوي Pedagogical Server، الاتصال بواسطة الكمبيوتر Computer Mediated Communication، البرامج التعليمية غير المشتركة – الخاصة بكل فئة- Disjointed Incremental ، التعليم عن بعد ، المدرسة الالكترونية E-School، الجامعة الالكترونية Virtual University....الخ.
ثانياً-وسائط الكترونية تستخدم كمصادر للمعلومات، ومن أمثلتها:
الكتاب الالكتروني E-Book، البريد الالكتروني E-mail، المناقشات المباشرة Online Discussions، المكتبة الالكترونية E- Library، قواعد البيانات المباشرة Online Databases، رسومات بيانية وتكوينات خطية مسموعة Audio Graphics، المعمل الافتراضي Virtual Laboratory ، لمتحف الافتراضي Virtual Museums ، قاعات الدراسة الافتراضية Virtual Classrooms، المتعلم الافتراضي Virtual Learner، التدريب الافتراضي على الانترنت ، الاستدعاء المباشر على الهواء Call-In، المقررات تحت الطلب Courses on Demand....الخ.
تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة*