مع الاسف هناك جرائم لا يعاقب عليها القانون، ولو كان التشريع يسمح لزج الليث حجو وممدوح حمادة في السجن لتسببهم في الأذى للملايين الذين أحبوا مسلسل ضيعة ضايعة و تابعوه على مدى سنوات.
لا يعرف الكاتب ولا المخرج (ولا أعلم من صاحب فكرة المجزرة بينهما في الحلقة الأخيرة) بأن هذه النهاية لم تنهِ حلقات المسلسل وحسب، بل حولته إلى ذكرى حزينة لن يرغب أي مشاهد في استرجاعها مرة أخرى.
وكما علمت من ما تم تناقله قبل أن تقع هذه الفاجعة، بأن سبب قتل سكان "أم الطنافس" جميعهم في الحلقة الأخيرة هو فقط خوف أصحاب المسلسل من المضي بجزء ثالث أو الاستفادة من شخصيات المسلسل في أعمال أخرى.
وأي "غباء" في هذا المبرر، وأي جريمة في قتل مئات المواقف والذكريات الجميلة من أجل هذا السبب "التافه".
فقد فوجئ المشاهدين (رغم أن الخبر شاع قبل نهاية الحلقة الأخيرة ولم نصدق) بقتل المخرج والكاتب لجميع سكان "أم الطنافس" بطريقة جماعية ومأساوية، حاول الليث حجو والكاتب ممدوح حمادة إعطاءها طابع كوميدي فزادا "الطين بلة"، واعتقد بأن معظم من شاهد نهاية المسلسل الكوميدي (وكثير منهم أطفال) قد أصيب بصدمة عاطفية غير متوقعة.
حتى أن المرء يستغرب أن صانعي هذا المسلسل المميز "شكلا ومضمونا" عن كل ما قدم من كوميديا في العقود الأخيرة ، من أين امتلكوا القدرة والوحشية على قتل ودفن كل تلك الذكريات الجميلة عبر 60 حلقة في مشهدين أو ثلاثة.
وإذا كانت غلطة الشاطر "بألف" فإن غلطة صاحب هذه الفكرة العظيمة بمليون بل بمليار!!
وسأقول لصاحب الفكرة ما فاته..
إن مشاهد قتل هذه الشخصيات المحببة من خلال فكرة التلوث الاشعاعي العبقرية (بين قوسين) في مجزرة جماعية، ستجعل من الصعب علينا وعلى كل من يسمع بهذه النهاية أن يمتلك الرغبة والإرادة في مشاهدة هذه المسلسل بحلقاته الستين مرة ثانية.
وبينما أعدنا مشاهدة الجزء الأول أكثر من مرة، فإنه سيكون من الصعب علينا أن نعيد مشاهدة الجزء الثاني (وحتى الأول) لأننا ببساطة لن نمتلك القدرة على الضحك وعلى الأغلب ستمتلئ أعيننا بالدموع. نعم لقد حكم صاحب الفكرة على المسلسل بالإعدام وعلى ترك ذكرى أليمة جدا في نفوس متابعيه وإحساس بالندم على كل تلك الساعات التي قضيناها ونحن مسمرين أمام التلفزيون نشاهد مغامرات أسعد وجودة وسكان "أم الطنافس الفوقا" والسعادة تغمرنا.
نعم لقد اغتال الكاتب والمخرج كل تلك الساعات في جريمة بشعة، وبرأيي الخاص لا يملكا الاثنان حق التسبب لنا بهذه الأذية.
وإذا كان لا بد من إنهاء المسلسل بهذه الطريقة غير المبررة والمأساوية، كان يجب عليهما أن يضعا قبلا تحذير في بداية أول حلقة، من أن المسلسل يتضمن مشاهد مؤذية للغاية حتى يعذف محبي الكوميديا عن مشاهدة هذه التراجيديا من العيار الثقيل.
من ناحيتي، لن أستطيع أن أشاهد أيا من حلقات المسلسل مرة ثانية، ولا أريد أن أتذكر أي من مشاهده، والتندر بها ولا الضحك عند استرجاعها، ولو كان في هذا الكلام مديح غير مباشر لصاحبا العمل ودلالة على قوة تأثير العمل بالمشاهدين.
إلا أنه برأي الخاص أيضا، يزيد من ثقل الجرم الذي ارتكبوه بحقنا، والشعور بالندم الذي رافقنا على أننا تابعنا مسلسل ضيعة ضايعة.