dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: أمسية ثقافية في الأدب الكردي...محاضرة للكاتبة : أمل محي الدين الكردي في عمان الجمعة سبتمبر 10, 2010 6:09 pm | |
| لا يخلو تراث أي شعب في العالم من ومضات في ميادين الثقافة والأدب والعلوم والفنون، فإنها لن تضيع أبدا، بل ستبقى ما بقي الشعب لأنها تمثل روحه ونبض حياته. كم هو جميل ورائع أن نحتفي بالعظماء وهم أحياء, ومن هم العظماء؟ نعم ما أعنيه بالدرجة الأولى العظماء ممن برعوا في الأدب بجميع أجناسه؟ وبرزوا على الساحة الثقافية والمحلية والعالمية, بل هم مشاعل نور سطروا لتاريخ الشعوب أجمل الكتابات الأدبية الخالدة, وتركوا آثاراً رائعة, وأن الشعب الكردي الذي برز فيه كمٌ من المبدعين ومنهم من وصل إلى مرحلة العالمية في فن الرواية والسينما والغناء. والأكراد شعب يملك التراث الثقافي، الذي يعتبر الدليل الثابت على صمود هذا الشعب الذي كافح وناضل واستمر رغم كل محاولات محوه من الوجود. فقد ظل الكردي يختزن في ثقافته المتواترة الكثير من الآثار المروية أو المدونة بما تشمله من قصص وأساطير شعبية أو شعر راق، تدل بمجموعها على فكر خصب، وخيال واسع، كما أنها في معظمها بعيدة عن الركاكة والغثاثة والتكلف، ويقول الرحالة الفرنسي فازد: (إن الكردي يمتاز بإحساسه الثاقب بالأدب والشعر). يحفل الأدب الكردي بكثير من الملاحم الشعرية، والقصص والحكايات الشعبية، التي انتقلت بالتواتر، وتناقلها الرواة جيلا بعد جيل حتى وصلت إلى عصرنا الحالي، فوجدت من يهتم ويعتني بها وبدراستها وتدوينها ثم نشرها. كما يحتوي هذا الأدب على كل ما يشمل التقاليد والبطولات والحروب، وهي أكثر من أن تعد وتحصى، لأنها تشكل أدب التراث الذي يحتاج إليه أكثر من غيره إلى همم المفكرين من أجل جمعه وإظهاره للناس، لأنها تعبر عن حاجات العصر الذي رويت فيه، ويعطي انطباعا عن أحوال المجتمع الذي تروي وتحكي عنه متمثلا بأبطال وأحداث الحكاية. تلك الأحداث التي لا تخلو أبدا من لمسات إنسانية وعاطفية واضحة تبرز في هيكلية بناء الحكاية وحوارها ولعلها لا تخلو أبدا من تقديس روح الشجاعة والبطولة والإيثار. وعلى الرغم من إن الحكاية قد احتلت مكان الصدارة في الأدب الكردي إلا أن هذا لا يعني خلو الأدب الكردي من القصة، فقد ظهرت القصة أيضا بصورة رائعة جدا من خلال مجموعة من الروايات التي جمعت شروط القصة الأدبية، وأمثلة ذلك كثيرة: * قصة (ممو زين): وهي عبارة عن رواية وملحمة شعرية ألفها شعراً الشيخ العلامة أحمد الخاني أمير شعراء الأكراد عام 1591 ثم نقلها إلى العربية وصاغ بنيانها القصصي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس قسم العقائد والأديان بجامعة دمشق. وهي رواية إنسانية غرامية مأساوية ممتعة، تتحدث عن العاشقين (ممو) و(زين) لكن ممو لم يكن في نفس مستوى حبيبته، من حيث النسب والوضع الاجتماعي، وعندما علم أمير بوطان وهو شقيق زين بحكاية الحب غضب على ممو وزّج به في السجن، وذلك بتحريض من الفتّان (بكو) لكن الأمير اضطر إلى إطلاق سراحه والموافقة على زواجهما خوفا من التمرد الشعبي. غير إن ذلك حدث بعد فوات الأوان، فقد مات ممو العاشق ثم ماتت المعشوقة زين... * ملحمة (قلعة دم دم): وهي رواية تتحدث وتصف مقاومة ودفاع الأكراد البطولي في تلك القلعة في مواجهة جيش الشاه عباس، ملك الفرس في القرن التاسع عشر، وكيف فضّل المدافعون عن القلعة الموت رجالا ونساء وأطفالا على الاستسلام للأعداء. * قصة (بائع السلال): وهي حكاية فلكلورية تتحدث عن طهارة الرجل الكردي وعفافه، وترفعه عن الدنايا وتجنبه الرذيلة، حققتها ونشرتها المستشرقة السوفييتية ش موسيليان لنيل درجة الدكتوراه .وغيرها من القصص والحكايات المشهورة مثل سيامند ابن الأدغال التي كتبها أيضا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي. هذا عن الحكايات والقصة سواء الشعبية غير المدونة أو الأدب المدون، أما على مستوى الشعر فيحتوي الأدب الكردي على كنز شعري عظيم، اشتهر من خلاله عدد من فطاحل الشعر الكردي، وقد تناول هؤلاء الشعراء جميع جوانب وأغراض الشعر من غزل ووصف وفخر وحماس ووطني، لكل الأثر الأكثر وضوحا هو الجانب الديني والصوفي خاصة، ومن أبرز الشعراء الأكراد: * الشيخ أحمد الخاني (امير الشعراء): وقد سبق الحديث عن ديوانه الشعري القصصي (ممو زين) وله العديد من المؤلفات النثرية بالإضافة الى شعره، وكان من الضليعين بالعربية والفارسية الى جانب لغته الأم الكردية. * الملا الجزري: وهو الشيخ احمد الجزيري من جزيرة بوتان توفي عام 1160 هجري، بعد ان خلف ديوانا سمي باسمه. * ملا احمد بالو: المتوفى عام 1990 وخلف سبعة دواوين لم ينشر منها سوى ديوان واحد، وتميز شعره بالفصاحة والجزالة وقوة التراكيب، ونظم قصيدة من عشرة آلاف بيت، على غرار الكوميديا الإلهية لدانتي. ومن الشعراء المعاصرين الشاعر المشهور هجار وهو من أكراد إيران، وكذلك كتب في الشعر السياسي كاميران بدرخان، وعبدالله كوران. لكن الأبرز على الساحة الأدبية الكردية المعاصرة الشاعر (جكر خوين) الذي توفي عام 1984 وهو من مدينة القامشلي في سوريا وقد خلف ثمانية دواوين تناول فيها المظالم التي وقعت على شعبه الكردي. بعد هذا العرض البسيط والموجز جدا من خلال إلقاء نظرة على الأدب الكردي، يمكن حصر الأسباب والعراقيل التي واجهت تطور الأدب الكردي فيما يلي: * الوضع الأمني غير المستقر من خلال الحروب التي قامت ضد هذا الشعب الآمن، والذي بقي مشغولا حتى اليوم بهمومه وآلامه، ولو أن كثيرا من الأدب الكردي المعاصر كان إفرازا من إفرازات تلك الآلام. * عدم تطوير اللغة الكردية والسبب هو منع دراسة اللغة منعا تعصبيا، وهو الأمر الذي أدى الى قلة الكتابة والتدوين. * سيطرة الفقر المدقع والذي حال دون انشغال الكثير من المهتمين بدراسة الأدب والتحقيق فيه. * التأخير في إنشاء وسائل الإعلام لنشر الأدب وتنميته. على الرغم من إنشاء قنوات تلفزيونية كردية في التسعينيات والتي ساعدت ولو بشكل بسيط في نشر ودراسة الأدب الكردي. وهكذا يظهر أن الأدب الكردي غني بكل ما يتصل بالأدب، ويظهر عليه الأثر الديني، والموقف الإسلامي بشكل واضح وجلي وخاصة في الأدب القديم. ويبقى هنا أمر أريد بيانه، وهو أهمية دراسة الكتاب العرب للأدب الكردي والاطلاع عليه، بسبب الروابط التي تجمع بين الشعبين الذين بنيا معا الحضارة الإسلامية، فهما الأولى بهذا المضمار من المستشرقين، الشرقيين والغربيين. الأدب الكردي جزء من الأدب الإنساني الذي يسيل رقة ويفيض عاطفة ويزهو جمالاً؛ إذ يرسم فيه الخيال صورًا رائعة تقرؤها الأجيال حكمًا منيرة وأنغامًا ساحرة ومعاني رائعة لا تحول ولا يعتريها أفول، فإذا أضيف إلى هذا كله ميزات شعب قاطن في أجمل بقاع الأرض مع طيبة في النفس وشجاعة وقوة وبسطة في الجسم والخلق، فكيف سيكون المولود الجديد؟ إنه لا شك جامع للحسن والمجد من أطرافه، وهو مهوى الأفئدة ومأوى الأصالة وموطن الإعجاز. وسنحاول الأن إظهار جوانب مضيئة وملامح مشرقة من هذا الأدب الرفيع. بالرغم مما يكتنف الترجمة من برودة وشحوب ألوان يخفيان البريق الأصيل والألوان الزاهية؛ فقد قال بعض النقاد: إن الترجمة في الميدان الفني خيانة، ولكن هذا الحكم على ما به من وجاهة قاس ٍ؛ لأن الخيانة هي تعمد إخفاء الحق وإظهار الباطل، والمترجم لا يألو جهدًا في إظهار النصوص المترجمة قريبًا من النص الأصلي، ولكن ما حيلته إذا كان لكل لغة مقاييس جمال تختلف عن اللغة الأخرى، ولا يمكن إظهار الجمال الأصيل ونقله إلى موطن غير موطنه، ولكني أميل إلى رأي أقلّ من هذا قسوةًً وأقرب إلى الواقع، إذ يقول: إن النص الأدبي في لغته الأصلية كالصور بألوانها الزاهية المختلفة، أما النص المترجم فهو صورة بالأسود والأبيض فقط. هذا، وما لا ينال أجمعه لا يترك أنفعه، إن الأدب الكردي هو المكتوب باللغة الكردية، أما الأدب المكتوب بلغة أخرى من قبل أدباء أكراد فهو ليس أدبًا كرديًا، وهناك الكثير من النصوص الأدبية العربية الرائعة كتبها أدباء أكراد متمكنون من الثقافة العربية الإسلامية، ومنهم البيتوشي الذي يقول: بدت شعرة بيضاء في أصل لمّتي فبادرتها بالقطع والقلع والنتف فقالت على ضعفي اعتديت بقوة رويدك للجيش الذي جاء من خلفي الغزل والافتتان بالطبيعة: إن الكرد والأدباء منهم بخاصة، يهيمون بحب كردستان، بيئتهم الجميلة التي يكاد جمالها يفوق أجمل بقاع الأرض، فهي منطقة جبلية شاهقة الجبال لا يكاد الثلج يبارح هاماتها طوال أيام السنة، وإن روافد دجلة و الفرات تستمد مياهها من أواسط كردستان، وعندما تمر هذه الروافد عبر الممرات الجبلية والوديان تكون فسيفساء رائعة الجمال بألوانها الزاهية وثمارها اليانعة ونسيمها العليل، ويُكثر الشعراء ذكر وادي أخماخان في أشعارهم كمثل على هذه الوديان الزاهية وليس أزهاها وأجملها. الشاعر الذي يوازن بين جمال ابنة عمه وجمال أخماخان : ابنة العم جمالك نار و نور تشبهين ينابيع أخماخان وأنت تثبين كظبية بين زهور أخماخان وخصلات شعرك تتهادى كما تهادى أغصان أخماخان ويقول شاعر آخر وهو ، الذي جعل حبيبته جزءًا من هذه الطبيعة التي تحيط به، فيحيطهما بحبه وهيامه. يقول على لسانها: أنا زهرة برية عليها شعاع الشمس و الندى إن لم تقترب منها فستبعد عنك إلى المدى إن لم تسقها ماء الحب ستجف جذورها ولا تتفتح و لا يفوح عبيرها أنا زهرة الجبال القصية أيها الفتى المحب للزهور لن تجد أجمل مني تعال و اقطفني و اذهب بي حيث شئت فإني سأبهجك ومن مظاهر عشق الأكراد لموطنهم الجميل والطبيعة الساحرة المحيطة بهم أنهم يسمون أبناءهم ـ عدا الأسماء الدينية وأبطال تاريخهم وملاحمهم والحيوانات القوية التي تعيش معهم ـ لاسيّما بناتهم، بأسماء الورود الجميلة الرائعة مثل: نرجس وياسمين وجلنار. وإن جوهم الجبلي الصحي جعل منهم أقوياء أشداء، ومع مظهر الخشونة هذا فهم عاطفيون متفائلون ظرفاء. والتفاؤل هو مفتاح الفلاح والفوز، أما التشاؤم فهو باب إلى الخذلان والاندثار. فلذلك يعطون أوقات الفراغ أهمية كبيرة ويقدرونها حق قدرها فتكون عندهم استجمامًا لمواصلة السعي الحثيث إلى الأهداف العليا. حكم كردية: وكان الكثير من الكرد رعاة غنم، وقد شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العمل بقوله: «ما بعث الله من نبي إلا رعى الغنم»، فهي تتيح لأهلها طول التأمّل في جو فسيح لا تحدّه حدود، ولا تحبسه سُقف، ولا تكدّره ضوضاء، بصحبة تلك الحيوانات الأليفة الوديعة، التي لا تأخذ إلا القليل، وتعطي الخير الوفير. وتظهر آثار هذه المهنة في أدب الكرد، لاسيّما في أمثالهم التي تزين كلامهم. كما تظهر آثارها في تعلّق الكرد في الأساطير ذات الطابع الرعوي فيتذوقون أناشيد الرعاة ذات الأنغام الساحرة. والأمثال أقرب أنواع الأدب إلى النفس الإنسانية، لأنها منتزعة من واقع الحياة، وهي من جوامع الكلم ذات المعاني الغزيرة والألفاظ القليلة. وهي كما يقول البلاغيون استعارات تمثيلية تقال في حوادث معينة،ثم تمرّ وقائع مشابهة لها فتذكّر الإنسان بتلك الحوادث التي ضربت مثلاً، والأمثال الكردية غزيرة معبرة عن حياتهم وبيئتهم، وبعضها مستوحى من حياتهم الرعوية كقولهم: * يسقط حق الكبش الضعيف أمام الكبش ذي القرون. * العنزة الجرباء تشرب من رأس النبع. * مئة خروف تستظل بشجرة واحدة. *الخروف الخارج عن القطيع يكون لقمة سائغة للذئب. وبعضها يدل على مكانة المرأة وقدسيتها وتعلّقها بالرجل، كقولهم: * وراء كل شعر أشقر شارب أحمر. *الفتيات الشابات معابد. *الله خلق المرأة والمرأة تخلق المنزل. وبعضها الآخر يدل على حب الأطفال ووجوب الاهتمام بهم، كقولهم: * الأطفال فاكهة المنزل. * المنزل الغني بالمال يمكن هدمه، أما الغني بالأطفال فلا يهدم. * المنزل الذي فيه طفل لا يدخله الشيطان. وبعضها يشير إلى إحساس دقيق واندماج بالمناظر الطبيعية والنشاطات اليومية التي يعيشون معها، فتوحي لهم بتشبيهات ذات نكهة جميلة لطيفة و حِكم واقعية، من ذلك قولهم: * لا جبال عالية بلا ثلج، ولا وديان عميقة بلا ماء. * أثقل الصخور لا تضغط إلا على مكانها. * بعدما تشرب الدجاجة الظامئة تنظر إلى بارئها. * القدر المكسور بيد ربة الدار لا يحدث صوتًا. * من يعرف الحياة جيدًا لا يهاب الموت. * الله هو الذي يبني عش العصفور الأعمى، ويسهر على إطعام الضيوف. * من له عين صفراء فهو حسود. ومما يدل على اهتمام المجتمع الكردي بالمرأة، واهتمام الرجل باختيار زوجته قولهم: * لا تنظر إلى المرأة بل انظر إلى أقربائها. * اختر الخال ثم اصحب المرأة إلى المنزل. وفي الوسط الريفي يتقابل الشباب عند منابع المياه، وخلال أعمال الحقل يكثر تبادل الأحاديث والحوارات، وتغني الفتيات أغاني الحب الكثيرة، معبرات عن مشاعرهن بكثير من الرموز والاستعارات ذات الطابع المحلي؛ اعتزازًا بجاذبيتهن ودلالهن مع استعداد كامل للتضحية، وبذل كل غال في سبيل رضا الحبيب، في تعبير واضح عن الوفاء له وتقديم كل ما يسعده. فهذه إحدى الشواعر الكرديات تعبر عن وفائها واستعدادها للتضحية بكل غال لتجهيز جواد ابن عمها فتقول: أقراطي سأسبك منها النعال أساوري سأصوغ منها المسامير ضفائري سأحوك منها الأحزمة خصلات شعري سأجعلها أعنّـة لجوادك والمرأة الكردية ملكة مصونة تدبر شؤونه كيفما تشاء. وهدهدات الأمهات لأطفالهن تبعث في الدار الحنان والعطف والمحبة حتى لتجعل الأب القاسي حانيًا رقيقًا حينما يسمع هدهدة زوجته الشابة لرضيعها، هذه الهدهدات من نظم وتلحين الجدات، وفيها دلالة واضحة على الترابط والحنوّ الأسري، وهذا نموذج من هذه الهدهدات: لوري لوري أيها الطفل الطيب ذو العيون السود و الحواجب الهلالية حين أنظر إليك يمتلئ قلبي حبًا نم برقة وسكون يا طفلي الطيب ترعرع بسرعة لتكون سندًا لأبيك كن شجاعًا لتصون بيتك الجديد نامت الظبية مع الخشف الوليد نامت كل الجبال و الوديان نم أنت هانئًا لوري رعاك الرحمن من مظاهر اهتمام بعض الأكراد بالمرأة واعتزازهم بوظيفتها الرئيسة في تربية الأطفال أنهم يجعلون على قبرها تربيعة مرمرية عليها صورة مهد. أما الأغاني الكردية فلا حصر لها وهي كثيرة متعددة، فأغاني الليل غير أغاني النهار، بل أغاني الصباح غير أغاني بقية النهار. وأغاني الأطفال تختلف عن أغاني الشباب، وهي بدورها غير أغاني الشيوخ والنساء، وثمة أغان تغنّى في الجبل وأخرى في السهل والوديان. ومنها أغاني الحب وأناشيد الحرب وأغاني الرقصات العديدة والمواويل الكثيرة كتلك التي تدندن بها الفتيات العاملات في الغزْل والحصاد. ومن هذه الأغاني أغنية الخريف التي تستوحي مناظره بتأملات قاتمة كئيبة: الضباب قد حجب الجبال وأترعت الوديان بالمياه الصاخبة وقد غطى الثلج أعالي القمم واقترب الشتاء وانتقلت الخيام من مراعي الصيف إلى السهول والوديان وانتهى طيش الأيام الجميلة واندثرت آثار العشاق ولم يبق إلا ذكريات الوداع والأسف على الشوق الذي لم يجد الكلمات. نكتفي بهذا القدر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته امل محي الدين الكردي | |
|