كوباني: مدينة حدودية تقع شمال سوريا على الضفة اليسرى لنهر الفرات عند دخوله الاراضي السورية حيث يكون امتداد سهل سروج كانت قبل عام 1900م
عبارة عن قريتين ( كانيه عربان _ كانيه مرشد ) وإثر بناء محطة للخط الحديدي بين القريتين من قبل الشركة الالمانية ( كومباني ) تحولت لبلدة صغيرة
تتبع لقضاء سروج ويقال بأن تسمية المدينة جاءت من الشركة المذكورة( كومباني = كوباني ) ، ويقال أيضا أن التسمية جاءت نتيجة اتحاد القبائل البرازية الموجودة في المنطقة
ضد الخطر الذي كان يشكله الملليين عليهم من سلب ونهب ( كوم باني )أما تسميتها المعربة فهي نسبة الى قرية ( كاني عربان )
وترجمة حرفيا من الكردية الى العربية ( عين العرب ) وسميت القرية بـ ( كاني عربان ) كون العرب الرحل ( البدو ) كانوا يقصدون المنطقة في فصل الربيع
بهدف سقاية مواشيهم ورعيها ويهجروها الفصول الاخرى. وقد كان في المدينة 3 عيون ماء كبيرة جف آخرها في 1988.
ويقال بأن شوارعها الشطرنجية خططت من قبل الجيش الفرنسي وبعض دوائرها الرسمية كــ (السرايا = مبنى مديرية المنطقة) كانت بالأصل مخافر قديمة للجيش الفرنسي المحتل آنذاك للمنطقة.
إداريا: تتبع كوباني لمحافظة حلب وتعد عن مركز المحافظة حوالي 160 كم
يتجاوز عدد سكان المنطقة 300 الف نسمة موزعين على المدينة والقرى المجاورة والبالغ عددها 440 قرية وناحيتان هما _ صرين والشيوخ _
أما عدد سكان المدينة فيتجاوز 40 ألف نسمة وسكانها أكراد عدا بعض من العائلة العربية الذين قدموا بهدف التوظيف في الدوائر الحكومية مع العلم ان معظمهم صار ينطق الكردية كأهلها وخاصة
المتوالدين في كوباني وقديما كان يسكنها عدد كبير من الأرمن الذين نجوا من مذابح التي تعرض لها الارمن على يد الاتراك ولكن فيما بعد هاجروا الى حلب والولايات المتحدة واستقروا هناك.
وتقع كوباني على ارتفاع 510 م عن سطح البحر .
عشائر كوباني: يقيم في المنطقة إتحاد قبائل برازي والذي يضم القبائل التالية : كيتكان – شيخان – شدادان – ميران – بيشان – عليدينان – معفان
زرواران – عاصيان – ديدان – دنان _ قره كيجان أوخيان . و الى هذا الاتحاد ينسب برازيو حماه .
مع العلم أن فكرة العشائرية من ( صلة القرابة والعادات والتقاليد والثأر.. ) يتمسك بها كبار المنطقة أما شبابها فيتداولوها كثقافة من تاريخهم لاغير .
تاريخ كوباني القديم: يعود تاريخ القديم لــ كوباني إلى عصور ماقبل الميلاد ويشهد على ذلك الآثار المكتشفة في قرى شيران وكه ري سور وجعده وشيوخ ..
ومعظمها تعود الى الحضارتين الحثية والاشورية نذكر منها :
شيران ( ارسلان طاش ) أو ( حداتو قديما ) :موقع أثري في الجزيرة العليا، يبعد عن مدينة كوباني 7كم باتجاه الجنوب الشرقي، على الطريق التجارية القديمة بين حران وتل أحمر بارسيب.
كان الموقع حاضرة آرامية باسم حداتو. ثم أصبحت مقراً للحاكم الآشوري بعد ضمها إلى الإمبراطورية الآشورية. أهم الآثار المكتشفة في هذا الموقع الأثري:
سور المدينة وأبوابها المحمية بتماثيل أسود ضخمة. يبلغ طول السور المستطيل الشكل 750م وعرضه 550م.
ثمة بناء كبير مجاور للمعبد سمي بيت العاجيات بسبب القطع الفنية العديدة المصنوعة من العاج والتي تعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ق.م
وتماثيل عديدة أهمها تمثال الإله حامل صندوق الأعطيات، وأهم الآثار هي تماثيل الأسود الضخمة التي كانت تحمي المعبد. وأكثرها نقل إلى استانبول في العصر العثماني الأخير.
ولقد ابتدأ التنقيب في هذا التل منذ عام 1929م ومازال خافياً القسم الأعظم من آثار هذا الموقع الذي يرجع إلى القرن التاسع والثامن ق.م وحتى الحقبة الهلنستية، فالمعبد يعود إلى هذه الحقبة الأخيرة
وقد أحيطت المدينة بسور مبني من ألواح الطين وله ثلاث بوابات كانت تحرسها اسود حجرية. وقد كسيت جوانب الأسوار عند القاعدة بألواح حجرية متتابعة تحمل نقوشاً بارزة تمثل جنوداً آشوريين
وبعض السكان المحليين وهم يدفعون الجزية. وتعود الأسود إلى عصر الملك الآشوري تيغلات بلاصر الثالث 744-727ق.م. وكانت هذه الأسود موضوعة عند بوابة حداتو.
مع العلم أن هذه المدينة ضمت إلى الدولة الآشورية منذ عصر شلمناصر الثالث ثم أصبحت مقراً لمقاطعة مستقلة. وفي بعض غرف القصر عثر على أفاريز من الرسوم يبلغ عرضها حوالي 80سم
وهي أشكال هندسية وزخرفية .
أما المعبد الآشوري فلم ينقب عنه إلا جزئياً. وكان محمياً عند مدخله بتمثالي ثورين كبيرين. ومن محتويات المعبد ستة من تماثيل الآلهة، أبرزها تمثال الإله حامل صندوق الأعطيات موجود
في متحف حلب وارتفاعه 1.73م وهو واحد من ستة تماثيل مماثلة كانت موجودة في المعبد، والقرنان البارزان فوق رأسه هما علامة الألوهية.
وفي متحف حلب عرض لبعض الرسوم الجدارية الملونة التي زينت قاعات قصر كاشلمانصر.
كري سور ( تل أحمر ) أو ( برسيب قديما ):
وهي كانت مركز عاصمة بيت عديني كما عثر الأثريون فيها على أعداد كبيرة من المنحوتات والتماثيل التي تمثل آلهة الخصب والطقس .. والتي تعود إلى العهد الحثي.
بالإضافة لاكتشلف قصر ملكي يعود إلى عصر الملك تغلات بيلاصر الثالث الآشوري (727 _745 ق.م) .
جعده:
الضفة اليمنى من حوض الفرات الأوسط وقد عثرت البعثة السورية الفرنسية التي قامت سنة 2007 بأعمال التنقيب الأثري على لوحة فنية تعود إلى الألف الحادي عشر قبل الميلاد .
واللوحة عبارة عن أشكال هندسية كالمربعات المستطيلات المتدرجة والمناظرة بالألوان الأبيض والأسود والأحمر والمشكلة باستخدام مواد ملونة طبيعية .
وهي مرسومة بشكل مباشر على الجدران الطينية وبذلك تعتبر من اقدم اللوحات في العالم مشيراً إلى أنها اكتشفت ضمن بيت دائري مبني من الحجارة والطين وفيه بروزات نحو الداخل بطول مترين وارتفاع 5 أمتار وعرض متر واحد .
واما البيت كان مخصصا لإقامة الطقوس الدينية والمناسبات الاجتماعية ليكون بذلك اصل المعابد في الفترات اللاحقة وانه يقع ضمن قرية بناها المزارعون الاوائل الذين تركوا مهنة الصيد .
وقد تم اكتشاف أجزاء من اللبن عليها رسومات فنية على أرضية البيت إضافة إلى اكتشاف تمثال لرجل كامل بطول اقل من خمسة سنتيمترات بوضعية الوقوف وعدد من الأدوات الصوانية والعظمية .
وذلك بالاضافة لعدد من الدافن المحفورة في التلال ونحو أربعين مغارة مترامية في أطراف المدينة تعود لعصري الروماني والبيزنطي وهي على شكل البيوت الحديثة توزع الى عدة غرف ..
راجع قسم الصور لمشاهدة الأثارة المكتشفة .
كوباني اليوم :
تتنوع مظاهر النشاطات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية مثل المركز الثقافي العربي والمصرف الزراعي ومديرية الزراعة ومؤسسة الحبوب والهاتف والبريد وويذكر بأنها كانت من اقدم المدن الصغيرة
في المنطقة بوجود دار السينما، سينما مسي ولكن مع الاسف تم إغلاقها.
التعليم: توجد في كوباني ثانويتان عامتان وثانوية صناعية تقنية واخرى للفنون النسوية وايضاً ثانوية زراعية كما يوجد فيها معهد شرعي اسلامي للبنين واخر للبنات.
الزراعة: تشتهركوباني بزراعة القمح والشعير والعدس, واشتهرت في الآونة الأخيرة انتشرت زراعة الكمون بشكل واسع حتى وصل إلى حد التصدير للدول المجاورة
بالاضافة الى زراعة اشجار الزيتون والفستق الحلبي وبمساحات واسعة .
الصناعة: سكانها عمال نشيطون و قد اشتهرت حفّاراتهم وحصّاداتهم الزراعية المجمّعة محلياً في عين العرب من قطع صناعية أجنبية الصنع حتى في بلدان بعيدة كالجزائر والمغرب والسودان والعراق مؤخرا .
____________________