شط إسكندرية يا شط الهوى
رحنا إسكندرية رمانا الهوى
يا دنيا هنية و ليالي رضية
أحملها بعينيه شط إسكندرية
البحر و رياحو و الفلك الغريب
يحملها جراحو و يرحل في المغيب
يتمهل شوية و يتودع شوية
و تعانق المية شط إسكندرية
ليالي مشيتك يا شط الغرام
و إن أنا نسيتك ينساني المنام
و الشاهد عليه غنوة أمارية
و النسمة البحرية و شط إسكندرية
أمس أنتهينا - الأخوين رحباني
أمس إنتهينا فلا كنا و لا كان يا صاحب الوعد خلي الوعد نسيان
طاف النعاس على ماضيك و أرتحلت حدائق العمر بكياُ فأهدأ الآن
كان الوداع أبتسامات مبللة بالدمع حينا وبالتذكار أحيانا
حتى الهدايا و كانت كل ثروتنا ليل الوداع نسيناها هدايانا
شريط شعر عبيق الضوء محرمة و نجمة سقطت من غصن لقيانا
أسلمتها لرياح الأرض تحملها حين الهبوب فلا أدركت شوطئنا
يا رحلة في مدى النسيان موجعة ما كان أغنى الهوى عنها و أغنانا
فتحهن علي - سعيد عقل
فتحهن علي القمر شو إلو
هول ألف غنيي عيونك يا حلو
جابتلي العصفورة علبي فيها لعب
يوقعوا بجورا بنت و صبي دهب
و اسأل أنا قلبى كيف الدنيي بزورا
تبكي و عا العلبي تغمز العصفورة
صحيح رح حبك خبيلك وخبي
و ما يوجعك قلبك لأ يوجعك قلبي
إلك أنا و من هالورد يسألك
شو الزهر يفنى الزهر أبقى أنا إلك
رجعت في المساء - الأخوين رحباني
رجعت في المساء كالقمر المهاجر
حقولك السماء حصانك البيادر
أنا نسيت وجهي تركته يسافر
سافرت البحار لم تأخذ السفينة
و أنت كالنهار تشرق في المدينة
و الريح تبكي في الساحة الحزينة
أعرف يا حبيبي أنك ضل مائل
و أن أيامك لا تقيم و كالمدى تبعد ثم تبعد
أعرف يا حبيبي و تحت سقف الليل و المطر
و بحضور الخوف و الأسماء و العناصر
و كل ما لا أسم له في الكون
أعلن حبي لك و إتحادي بحزن عينيك
و أرض الزهر في بلادي و ينزل المساء
من روابينا القمر - سعيد عقل
من روابينا القمر جاءه أمله خبر
جايلته رندلى و دمى الحسن الآخر
طالما فاجئنه حافيا فوق الزهر
مزقت من ثوبه نزوات لا تذر
هم ما هم و من غزلنا يكسى القمر
العذارى حوله في الربى عقد شرر
ضحكة طافرة و نشيد في الأثر
و المساء المنتحي بعد هاتيك الصور
ذاهل شال به صوتنا المختكر
و الروابي نهضت فوق تجوال النظر
يا ترى العمر قمر
سيد الهوى - الأخوين رحباني
سيد الهوى قمري مورق الجمال طري
دائم الوجد و الغوى سيد الهوى قمرى
وجهه الغض حين لاح عصف الليل بالحلي
و بكت زهرة الملاح مذرئة شعره الفتي
و أنا أغسل الندى عن ملاعب الشجر
أكتب الشوق موعدا في وريقة العمر
طالع الخصر بالهتاف و حكى صوته المدل
يا شراع على ضفاف من ضفاف السنا يطل
سامح العمر و اهتدى بعد طوله سفري
و شدا بلبل شدا بالجمال و الذكر
يبكي و يضحك - الأخطل الصغير
يبكي و يضحك لا حزنا و لا فرحا كعاشق خط سطرا في الهوى و محا
من بسمة النجم همس في قصائده و من مخالسة الظبي الذي سنح
قلب تمرس باللذات و هو فتاُ كبرعم لمسته الريح فأنفتح
ما للأقاحية السمراء قد صرفت عنا هواها أرق الحسن ما سمح
لو كنت تدرين ما ألقاه من شجن لكنت أرفق من آسى و من صفح
غداة لوحت بالأمال باسمة لا أنا الذي ثار و أنقاد الذي جمح
فالروض مهما زها غفر إذا حرمت من جانح رف أو من صادح صدح
يا زائري في الضحى - الأخوين رحباني
يا زائري في الضحى و الحب قد سمح
عيناك أعلنتا أن الربيع صحا
غنيت في سهري حتى بكى الوتر
يا صاحب العمر ولى بنا العمر
ها صادح صدحا يستوطن الفرح
غنى على حرق في البال و انجرح
سكناك في الهدب ضوء و متسع
الطيب يرحل بي و الشوق و الولع
يا لافحا لفحا أرض الهوى و محا
ما كان من شجر و الحب قد سمح
أقول لطفلتي - الأخوين رحباني
أقول لطفلتي إذا الليل برد و صمت الربى ربا لا تحد
نصلي فأنت صغيرة و إن الصغار صلاتهم لا ترد
أقول لجارتي الا جئتي نسهر فعندي تين و لوز و سكر
نغني فأنت وحيدة و إن الغناء يخلي إنتظاركِ أقصر
عندي بيت و أرضٌ صغيرة فأنا الأن يسكنني الأمان
لا أبيع أرضي بذهب الأرض تراب بلادي تراب الجنان و فيه ينام الزمان
أقول لبيتنا إذا صرت وحدي و هبت ليال بثلج و برد
ليالي و بيتي نار و يمضي الشتاء رفيقاُ كغابة ورد
قال يا بيتا لنا - الأخوين رحباني
قال يا بيتا لنا جاورتك الأنهر
ليت ما كان هنا من سنن لا يهجر
أفلتت من غصنها وردة في معبر
هتفت أخت لها لا تروحي أنتظري
ذاكر ليلة هنا قلت أين القمر
جاء حتى بابنا قمر يعتذر
صاح بي عند الربى في الممر الأخضر
بلبل ملؤ الصبا هاتفا لا تكبري
كلهم قد كبروا أهلنا و الزهر
و أنا في هدب من أهوى سنون تعبر
نجمة الليل - الأخوين رحباني
كتبت إليك من عتب رسالة عاشق تعب
رسائله منازله يعمرها بلا سبب
يعود إليك عند الليل حين تهوه القصب
يساؤل كيف حال الدار كيف مطارح اللعب
و يمسح دمعة سبقتك رغم تمنع الهدب
أنا أعطيت هذا الليل اسمائي و هاجر بي
جعلت نجومه كتب رسمتك نجمة الكتب