المطرب العراقي كاظم الساهر سيطرح ألبومه في الأسواق في الرابع عشر من الشهر الحالي. وفيه يواظب الساهر على الغناء من أشعار الشاعر السوري الراحل نزار قباني، فهو منذ العام 1994 عندما غنى "اختاري" قدم عشرين قصيدة لقباني، فضلا عن تلحينه أربع قصائد للمطربات ماجدة الرومي، غادة رجب ولطيفة التي لحن لها أغنيتين، كما قدم معها "دويتو" من أشعار قباني بعنوان "القدس".
والسؤال هل يجدي الرجوع الدائم الى كلمات نزار قباني، هل يعاني الوسط الفني من ازمة كتّاب كلمة؟
يقول الكثيرون من المراقبين أن كاظم الساهر استنفد تجربة التعاون مع قباني!! فهل يمكن أن يقدم جديدا في اغنياته الجديدة، وهل ثمة ملحن مختلف ليلحن كلمات قباني بطريقة مختلفة؟ فالمراقب لأغنيات كاظم من كلمات نزار يلاحظ أنها على خط واحد و"ريتم" واحد، كأنه يغني قصيدة طويلة وليس مجموعة أغنيات. فمثل كلمات نزار قباني التي كتبت كأنها مغناة تحتاج الى جانب صوت كاظم الساهر الى ألحان جديدة مثل ألحان بليغ حمدي أو توزيع جديد يجعلها في متناول "السميعة" وليس عشاق الكلمة وعشاق العشق فحسب، علينا ان نتذكر في هذا المجال تجربة الراحل عبد الحليم حافظ في هذا المجال، الذي يتشابه مع كاظم الساهر، خصوصاً من خلال الوقوف على المسرح والرومانسية الفائضة، وإن كان الصوت يخرج من الألم عند المطربين المصري والعراقي يبقى الفارق في الألحان التي حصل عليها عبد الحليم.
الأرجح ان كاظم الساهر برغم قدراته الصوتية والاحساسية يعتمد على "قوة الكلمة" عند نزار مثل الفنان مارسيل خليفة الذي يتلهف بشكل دائم الى تقديم قصائد الشاعر محمود درويش، ولكن في مرات كثيرة تتحول "قوة الكلمة" الى سجن للفنان، ولا ننسى أنه وفي احيان كثيرة يجعل المطرب القصائد اجمل كما هو حال المطربة فيروز مع كلمات الشاعر سعيد عقل.
ذكر منتدى كاظم الساهر الاكتروني ان لقباني في الألبوم الجديد قصيدتان، الأولى "الرسم بالكلمات"، وكانت القصيدة تعرضت بعد تلحينها من الساهر للتغيير في بعض مقاطعها، خصوصا وأنها تعد من أكثر قصائد قباني جرأة، و أبقى على أكثر الأبيات مناسبة للغناء وتحديدا مطلعها:
لا تطلبي مني حساب حياتي
إن الحديث يطول يا مولاتي!
كل العصور أنا بها.. فكأنما
عمري ملايين من السنوات ...
تعبت من السفر الطويل حقائبي
وتعبت من خيلي ومن غزواتي...
القصيدة الثانية تحمل عنوان "حبيبتي"، "حبيبتي. إنْ يسألوكِ عنّي يوماً، فلا تفكِّري كثيرا، قولي لهمْ بكلِّ كبرياء: يُحبُّني .. يُحبُّني كثيرا".
السؤال أيضا هل بقيت الأحوال التي تحدث عنها نزار قباني قبل خمسين عاما كما هي الآن؟ وهل صورة الحب على ما هي الآن؟ لسنوات خلت كانت دواوين نزار قباني تتصدر مبيعات الكتب في العالم العربي، واليوم يبدو "شاعر المرأة" كأنه في دائرة النسيان، أو أصبح هامشياً بعد نحو عشر سنوات على غيابه. فهل ان الانترنت بدّل من احوال الكلمة والحياة والعلاقات؟ وهل الفتيات يتأملن جديا في معاني كلمات نزار قباني أم انهن يسمعن فحسب دون بحث او تفسير؟
أبرز ملامح الألبوم عودة الساهر للغناء من كلمات الشاعر كريم العراقي، بعد تأكيد الأخير وجود خلافات بينهما حالت دون التعاون على النحو الذي كان قبل عشرين عاما، وتحديدا منذ ألبوم "بانت ألاعيبك" في العام 1993 ، الذي قدم فيه العراقي ست أغنيات دفعة واحدة للساهر كان أبرزها وأكثرها انتشارا "لا تحرموني منه". وبدأ التعاون بين النجمان العراقيان منذ اتيا الى لبنان في منتصف الثمانينات من القرن الماضي وسكنا في منطقة جونية.
وفي هذا الألبوم يقدم العراقي للساهر أربع أغنيات أبرزها قصيدة "المحكمة" مع المطربة المغربية أسماء المنور، في ثاني دويتو يجمعهما بعد "أشكو أياما" العام 2004 ، كما يغني ثلاث أغنيات شعبية هي "دخت وين الباب، مو طبيعي، اسكت". ويتعاون الساهر مع كاظم السعدي في أغنية بعنوان " 600 بوسه"، وأغنية للدكتورة نشوى جرار بعنوان "نمت وحلمت"، التي سبق أن غنى من أشعارها "هات حضنك" في ألبوم "صور".