| السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:03 am | |
| المرأة و جسدها الموسوعي ______
ليسَ صحيحاً أن جسَدَكِ.. لا علاقة له بالشعر.. أو بالنثر, أو بالمسرح, أو بالفنون التشكيلية.. أو بالتأليف السمفوني.. فالذين يطلقون هذه الإشاعة, هم ذكور القبيلة.. الذين احتكروا كتابة التاريخ.. و كتابة أسمائهم في لوائح المبشرين بدخول الجنة.. و مارسوا الإقطاع الزراعي, و السياسي, و الاقتصادي, و الثقافي و النسائي.. و حددوا مساحة غرف نومهم.. و مقاييس فراشهم.. و توقيت شهواتهم.. و علقوا فوق رؤوسهم آخر صورة زيتية للمأسوف على فحولته.. أبي زيد الهلالي!!..
ليس صحيحاً.. أن جسد المرأة لا يؤسس شيئاً. و لا ينتج شيئاً..ولا يبدع شيئاً.. فالوردة هي أنثى ..و السنبلة هي أنثى.. و الفراشة و الأغنية و النحلة. و القصيدة هي أنثى. أما الرجل فهو الذي اخترع الحروب و الأسلحة. و اخترع مهنة الخيانة.. و زواج المتعة.. و حزام العفة.. و هو الذي اخترع ورقة الطلاق..
ليس صحيحاً أن جسدك ساذج.. و نصف أمي.. و لا يعرف شمال الرجولة.. من جنوبها.. و لا يفرق بين رائحة الرجل في شهر تموز.. و رائحة البهارات الهندية..
ليس صحيحاً أن جسدك قليل التجربة.. و قليل الثقافة.. و أن العصافير تأكل عشاءك.. فجسدك ذكي جداً.. و متطلب جداً.. و مبرمج لقراءة المجهول.. و مواجهة القرن الواحد و العشرين!!.
ليس صحيحاً.. أن جسدك لم يكمل دراسته العالية.. و أنه لا يعرف شيئاً من فقه الحب.. و أبجدية الصبابة.. و لا عن العيون و أخواتها.. و الشفاه..و أخواتها.. و القبلة .. و أخواتها..
لجسد المرأة قرون استشعارية.. تسمح لها أن تلتقط كلمات الحب بكل لغات العالم.. و تحفظها على شريط تسجيل..
ليس هناك امرأة لا تحفظ عن ظهر قلب .. أسماء الرجال الذين أحبوها .. و عدد رسائل الحب التي استلمتها.. و ألوان الأزهار التي أهديت لها..
ليس هناك امرأة ليس بداخلها بوصلة.. تدلها على مرافئ الحب.. و على الشواطئ التي تتكاثر فيها الأسماك. و تتزوج فيها العصافير.. و على الطرق الموصلة إلى جنوب إسبانيا حيث يتصارع الرجال و الثيران.. للموت تحت أقدام امرأة جميلة..
جسد المرأة ناي لم يتوقف عن العزف منذ ملايين السنين. ناي لا يعرف النوطة الموسيقية.. و لا يقرأ مفاتيحها.. ناي لا يحتاج إلى من يوزنه.. لأنه يوزن نفسه..
جسد المرأة يعمل بوقوده الذاتي و يفرز الحب.. كما تفرز الشرنقة حريرها.. و الثدي حليبه.. و البحر زرقته.. و الغيمة مطرها.. و الأهداب سوادها..
جسد هذه المرأة ..مروحة.. و جسد تلك ..صيف إفريقي..
الحب في جسدك.. قديم و أزلي.. كما الملح جزء من جسد البحر..
ليس صحيحاً.. أن جسد المرأة يتلعثم عندما يرى رجلا. انه يلتزم الصمت.. ليكون أكثر فصاحة!!..
ليس هناك جسد أنثوي لا يتكلم بطلاقة.. بل هناك رجل يجهل أصول الكلام...
لا بد في الجنس من الخروج على النص.. و إلا تحولت أجساد النساء إلى جرائد شعبية.. عناوينها متشابهة. صفحاتها مكررة!!. | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:03 am | |
| من أنا في أمريكا ـ 1 ـ
أعبر البحر إلى شاطئكم باحثا عن خاتم الحب الذي ضيعته منذ خمسين سنة باحثا عن شَعْرِ بلقيس الذي ضيعته منذ خمسين سنة و سؤال واحد يقلقني من أنا في أمريكا ؟ من أنا في زمن الحاسوب ..و ( الروبوت ) .. و القلب الصناعي .. و موسيقى ( مادونا ) ؟ من أنا في زمن ؟ يصنعون الحب فيه في عيادات الأطباء .. فحب الأنابيب .. و جنس الأنابيب.. و ثورات ٌ .. وضباطٌ .. يجيئون إلى السلطة من جوف الأنابيب .. فماذا سيغني شاعر الحب هنا ؟ ؟
ـ 2 ـ
يا رفاق الزمن الطيب في لبنان إني جئتكم حاملا من بحر بيروت .. عصافير ، و أصدافا ، و منقوشة زعتر حاملا جرح هوىً لا يتخثر .. ما لشعري وطن أو وُجْهَةٌ فلقد أقرؤه في أمريكا ولقد أقرؤه في الصين ، أو في الهند ، أو في السند .. أو في جبال الهملايا .. و لقد أتلوه في باريس أو في الشام ، أو في مصر ، أو في ( زحلةٍ ) بين أحضان الدوالي .. و أغاني ( الميجنا ) إنني أحمل أوراقي ، و أقلامي ، و أحزاني عل ظهري و أبني بحروفي مدنا . فإذا ما صادروا شمس بلادي فبشعري سوف أبني وطنا ..
ـ 3 ـ
يا أحبائي وراء البحر هل يوجد وقت عندكم للشعر ؟ هل من أذن عاشقة تسمعني ؟ هل لديكم خبر عن كبرياء المتنبي ؟ و غرور المتنبي .. و طموح المتنبي .. أم نسيتم يا ترى هذا الملك الأعظما رحم الله كلاما عربيا لم نعد نشبهه .. و لم يعد يشبهنا ..
ـ 4 ـ
أيها السادة : إني مستقيل من صراخي ، و احتجاجي ، و جنوني مستقيل من فهمي ، حتى ومن لون عيوني فاعذروني لم أعد أومن أن الشعر ديوان العرب .. عندما يصدر مرسوم لمحو ذاكرة الناس فماذا سوف يبقى للعرب ؟
ـ 5 ـ
عرب اليوم أضاعوا اللغة الأم و أضاعوا السيف في قرطبة و صهيل الخيل في غرناطة و أضاعونا جميعا و أضاعوا الوطنا ...
ـ 6 ـ
عرب اليوم .. يلمون فتافيت سلام و فتافيت بلاد و فتافيت كرامة وينامون على الخوف .. و يصبحون على الخوف.. فماذا فعلت أنظمة القمع بنا ؟ ..
ـ 7 ـ
من أنا في أمريكا ؟ طائر ينقر في الأسمنت عشا غيمة تبحث عن نافذة ولد يبحث عن حَلْمَةِ أمه ...
ـ 8 ـ
من أنا في أمريكا ؟ وردة طالعة من حجر لغة مفصولة عن أصلها رجل لم تعترف يوما به أيُّ قبيلة ! !
ـ 9 ـ
من أنا في أمريكا ؟ رقم في زحمة الأرقام مفقود فهل تعرفني ناطحات السحب ؟ مَنْ هنا يعرف أمي ؟ مَنْ هنا يعرف من كان أبي ؟ نشلوا ذاكرتي مني .. و أسماء حبيباتي .. و أحلامي الجميلة نشلوا حريتي مني .. و فرشاتي .. و ألواني و ألعاب الطفولة .. من هو الشاعر إن هم أخذوا منه الطفولة ؟
ـ 10 ـ
خارج دوما عن النص أنا خارج دوما على جلدي .. وعظمي و شراييني أنا سيِّد التغيير .. و التفجير .. و التحريض .. و الرفض أنا .. إنني حطمت بالشعر قوانين هولاكو .. و تماثيل هولاكو .. و سلالات هولاكو .. و دفعت الثمنا ..
ـ 11 ـ
من أنا في أمريكا ؟ من أنا في أرض ، أو مكان ، أو زمان ؟ سيد العصيان في وجه أبي جهل .. و أولاد أبي جهل و أحفاد أبي جهل .. أنا .. فلماذا أقرأ الشعر عليكم ؟ و لماذا أشعل المنبر نارا ؟ و أمريكا هي منفاكم .. وشعري هو منفاي أنا ...
ـ 12 ـ
قادم من مدن الملح إليكم وسؤال واحد يحرقني ما الذي يحدث في تاريخنا ؟ سمك يبلع خلفي سمكا شجر يأكل خلفي شجرا تغلب تطعن خافي مضرا خالد يذبح خلفي عمرا نحن لم نُقْتَل بسيفٍ أجنبي بل قتلنا كذئاب بعضنا ...
""""""""""""""""""""""""""""""""""
المرأة و جسدها الموسوعي ليسَ صحيحاً أن جسَدَكِ.. لا علاقة له بالشعر.. أو بالنثر, أو بالمسرح, أو بالفنون التشكيلية.. أو بالتأليف السمفوني.. فالذين يطلقون هذه الإشاعة, هم ذكور القبيلة.. الذين احتكروا كتابة التاريخ.. و كتابة أسمائهم في لوائح المبشرين بدخول الجنة.. و مارسوا الإقطاع الزراعي, و السياسي, و الاقتصادي, و الثقافي و النسائي.. و حددوا مساحة غرف نومهم.. و مقاييس فراشهم.. و توقيت شهواتهم.. و علقوا فوق رؤوسهم آخر صورة زيتية للمأسوف على فحولته.. أبي زيد الهلالي!!..
ليس صحيحاً.. أن جسد المرأة لا يؤسس شيئاً. و لا ينتج شيئاً..ولا يبدع شيئاً.. فالوردة هي أنثى ..و السنبلة هي أنثى.. و الفراشة و الأغنية و النحلة. و القصيدة هي أنثى. أما الرجل فهو الذي اخترع الحروب و الأسلحة. و اخترع مهنة الخيانة.. و زواج المتعة.. و حزام العفة.. و هو الذي اخترع ورقة الطلاق..
ليس صحيحاً أن جسدك ساذج.. و نصف أمي.. و لا يعرف شمال الرجولة.. من جنوبها.. و لا يفرق بين رائحة الرجل في شهر تموز.. و رائحة البهارات الهندية..
ليس صحيحاً أن جسدك قليل التجربة.. و قليل الثقافة.. و أن العصافير تأكل عشاءك.. فجسدك ذكي جداً.. و متطلب جداً.. و مبرمج لقراءة المجهول.. و مواجهة القرن الواحد و العشرين!!.
ليس صحيحاً.. أن جسدك لم يكمل دراسته العالية.. و أنه لا يعرف شيئاً من فقه الحب.. و أبجدية الصبابة.. و لا عن العيون و أخواتها.. و الشفاه..و أخواتها.. و القبلة .. و أخواتها..
لجسد المرأة قرون استشعارية.. تسمح لها أن تلتقط كلمات الحب بكل لغات العالم.. و تحفظها على شريط تسجيل..
ليس هناك امرأة لا تحفظ عن ظهر قلب .. أسماء الرجال الذين أحبوها .. و عدد رسائل الحب التي استلمتها.. و ألوان الأزهار التي أهديت لها..
ليس هناك امرأة ليس بداخلها بوصلة.. تدلها على مرافئ الحب.. و على الشواطئ التي تتكاثر فيها الأسماك. و تتزوج فيها العصافير.. و على الطرق الموصلة إلى جنوب إسبانيا حيث يتصارع الرجال و الثيران.. للموت تحت أقدام امرأة جميلة..
جسد المرأة ناي لم يتوقف عن العزف منذ ملايين السنين. ناي لا يعرف النوطة الموسيقية.. و لا يقرأ مفاتيحها.. ناي لا يحتاج إلى من يوزنه.. لأنه يوزن نفسه..
جسد المرأة يعمل بوقوده الذاتي و يفرز الحب.. كما تفرز الشرنقة حريرها.. و الثدي حليبه.. و البحر زرقته.. و الغيمة مطرها.. و الأهداب سوادها..
جسد هذه المرأة ..مروحة.. و جسد تلك ..صيف إفريقي..
الحب في جسدك.. قديم و أزلي.. كما الملح جزء من جسد البحر..
ليس صحيحاً.. أن جسد المرأة يتلعثم عندما يرى رجلا. انه يلتزم الصمت.. ليكون أكثر فصاحة!!..
ليس هناك جسد أنثوي لا يتكلم بطلاقة.. بل هناك رجل يجهل أصول الكلام...
لا بد في الجنس من الخروج على النص.. و إلا تحولت أجساد النساء إلى جرائد شعبية.. عناوينها متشابهة. صفحاتها مكررة!!. | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:04 am | |
| أنا يا صديقة متعب بعروبتي
ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟ أنا يا صديقة متعب بعروبتي فهل العروبة لعنة وعقاب ؟ أمشي على ورق الخريطة خائفا فعلى الخريطة كلنا أغراب أتكلم الفصحى أمام عشيرتي وأعيد ... لكن ما هناك جواب لولا العباءات التي التفوا بها ما كنت أحسب أنهم أعراب يتقاتلون على بقايا تمرة فخناجر مرفوعة وحراب قبلاتهم عربية ... من ذا رأى فيما رأى قبلا لها أنياب يا تونس الخضراء كأسي علقم أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب ؟ وخريطة الوطن الكبير فضيحة فحواجز ... ومخافر ... وكلاب والعالم العربي ....إما نعجة مذبوحة أو حاكم قصاب والعالم العربي يرهن سيفه فحكاية الشرف الرفيع سراب والعالم العربي يخزن نفطه في خصيتيه ... وربك الوهاب والناس قبل النفط أو من بعده مستنزفون ... فسادة ودواب يا تونس الخضراء كيف خلاصنا ؟ لم يبق من كتب السماء كتاب ماتت خيول بني أمية كلها خجلا ... وظل الصرف و الإعراب فكأنما كتب التراث خرافة كبرى ... فلا عمر ... ولا خطاب وبيارق ابن العاص تمسح دمعها وعزيز مصر بالفصام مصاب من ذا يصدق أن مصر تهودت فمقام سيدنا الحسين يباب ما هذه مصر ... فان صلاتها عبرية ... و إمامها كذاب ما هذه مصر ... فان سماءها صغرت ... وان نساءها أسلاب إن جاء كافور ... فكم من حاكم قهر الشعوب ... وتاجه قبقاب بحرية العينين ... يا قرطاجة شاخ الزمان ... وأنت بعد شباب هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟ أم أن حبي التونسي سراب أنا متعب ... ودفاتري تعبت معي هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟ حزني بنفسجة يبللها الندى وضفاف جرحي روضة معشاب لا تعدليني إن كشفت مواجعي وجه الحقيقة ما عليه نقاب إن الجنون وراء نصف قصائدي أوليس في بعض الجنون صواب ؟! فتحملي غضبي الجميل فربما ثارت على أمر السماء هضاب فإذا صرخت بوجه من أحببتهم فلكي يعيش الحب و الأحباب و إذا قسوت على العروبة مرة فلقد تضيق بكحلها الأهداب فلربما تجد العروبة نفسها ويضيء في قلب الظلام شهاب ولقد تطير من العقال حمامة ومن العباءة تطلع الأعشاب قرطاجة ...قرطاجة ... قرطاجة هل لي لصدرك رجعة و متاب ؟ لا تغضبي مني ... إذا غلب الهوى إن الهوى في طبعه غلاب فذنوب شعري كلها مغفورة والله - جل جلاله - التواب | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:04 am | |
| من قتل الإمام ؟ ـ 1 ـ
من قتل الإمام ؟ المخبرون يملأون غرفتي من قتل الإمام ؟ أحذية الجنود فوق رقبتي من قتل الإمام ؟ من طعن الدرويش صاحب الطريقة و مزق الجبة .. و الكشكول .. و المسبحة الأنيقة يا سادتي : لا تقلعوا أظافري .. بحثا عن الحقيقة في جثة القتيل .. دوما .. تسكن الحقيقة .
ـ 2 ـ
من قتل الإمام ؟ عساكر بكامل السلاح يدخلون .. عساكر بكامل السلاح يخرجون .. محاضر .. آلات تسجيل .. مصورون .. يا سادتي .. ما النفع من إفادتي ؟ ما دمتم ـ إن قلت أو ما قلت ـ سوف تكتبون ما تنفع استغاثتي ؟ ما دمتم ـ إن قلت أو ما قلت ـ سوف تضربون ما دمتم ... منذ حكمتم بلدي عني تفكرون ..
ـ 3 ـ
لست شيوعيا ـ كما قيل لكم ـ يا سادتي الكرام و لا يمينيا كما قيل لكم ـ يا سادتي الكرام .. مسقط رأسي في دمشق الشام هل واحد من بينكم ؟ يعرف أين الشام ؟ هل واحد من بينكم ؟ أدمن سكنى الشام ؟ رواه ماء الشام كواه عشق الشام تأكدوا يا سادتي .. لن تجدوا .. في أسواق الورود وردة كالشام و في دكاكين الحُلي جميعها لؤلؤة كالشام لن تجدوا حزينة العينين .. مثل الشام
ـ 4 ـ
لست عميلا قذرا ـ كما يقول مخبروكم ـ سادتي الكرام و لا سرقت قمحة و لا قتلت نملة و لا دخلت مركز بوليس .. يوما .. سادتي الكرام يعرفني في حارتي الصغير و الكبير يعرفني الأطفال و الأشجار و الحمام و أنبياء الله يعرفونني عليهم الصلاة و السلام الصلوات الخمس لا أقطعها يا سادتي الكرام و خطبة الجمعة لا تفوتني يا سادتي الكرام و غير ثديي زوجتي لا أعرف الحرام في ربع قرن و أنا أمارس الركوع و السجود أمارس القيام و القعود أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام يقول : ( اللهم امحق دولة اليهود ) أقول : ( اللهم امحق دولة اليهود ) يقول : ( اللهم شتت شملهم ) أقول : ( اللهم شتت شملهم ) يقول : ( اللهم اقطع نسلهم ) أقول : ( اللهم اقطع نسلهم ) يقول : ( اعزق حرثهم و زرعهم ) أقول : ( اعزق حرثهم و زرعهم ) و هكذا يا سادتي الكرام قضيت عشرين سنة .. أعيش في حضيرة الأغنام أعلف كالأغنام أنام كالأغنام أبول كالأغنام أدور كالحبة في مسبحة الإمام أعيد كالببغاء ، كل ما يقول حضرة الإمام لا عقل لي .. لا رأس .. لا أقدام .. أستنشق الزكام من لحيته و السل من العظام قضيت عشرين سنة مكوما .. كرزمة القش على السجادة الحمراء أُجلد كل جمعة بخطبة غراء أبتلع البيان ، و البديع ، و القصائد العصماء أبتلع الهراء .. عشرين عاما .. و أنا يا سادتي أسكن في طاحونة ما طحنت ـ قط ـ سوى الهواء ..
ـ 5 ـ
يا سادتي ! بخنجري هذا الذي ترونه طعنته .. في صدره و الرقبة طعنته .. في عقله المنخور مثل الخشبة طعنته باسم أنا و اسم الملايين من الأغنام يا سادتي أعرف أن تهمتي عقابها الإعدام لكنني قتلت إذا قتلته كل الصراصير التي تنشد في الظلام و المسترخين على أرصفة الأحلام قتلتُ إذا قتلته كل الطفيليات في حديقة الإسلام كل الذين يطلبون الرزق .. من دُكَّانَةِ الإسلام قتلت إذا قتلته يا سادتي الكرام كل الذين منذ ألف عام يزنون بالكلام ..
""""""""""""""""""
من قتل مدرس التاريخ ؟ ـ 1 ـ
من أين يأتينا الفرح ؟ و لوننا المفضل السواد نفوسنا سواد عقولنا سواد داخلنا سواد حتى البياض عندنا يميل إلى السواد ...
ـ 2 ـ
من أين يأتينا الفرح ؟ و كل ما يحدث في حياتنا مسلسل استبداد الوطن استبداد و الهجرة استبداد و الصحف الرسمية استبداد و الشرطة السرية استبداد و الزوجة استبداد و عشقنا لامرأة جميلة جدا هو استبداد ! !
ـ 3 ـ
من أين يأتينا الفرح ؟ و كل طفل عندنا تجري على ثيابه دماء كربلاء .. و الفكرفي بلادنا أرخص من حذاء ... و غاية الدنيا لدينا : الجنس ... و النساء ! !
ـ 4 ـ
من أين يأتينا الفرح ؟ و نحن من يوم تخاصمنا على النسوان في غرناطة .. تفككت أمتنا .. و هرهرت دولتنا و طارت بلادنا ! !
ـ 5 ـ
الشجر الأطول في بلادي شجر الأحفاد !ّ! ..
ـ 6 ـ
يدهشني بأن كل وردة في وطني تلبس في زفافها ملابس الحداد ..
ـ 7 ـ
ليس لدينا أمة خالدة أو دولة واحدة و إنما أفراد ...
ـ 8 ـ
هل هذه جرائد تقرؤها ؟ أم أنها جنازة و دعوة للحزن و الحداد
ـ 9 ـ
نصوصنا منقولة أصواتنا .. تخرج من حناجر الأجداد ..
ـ 10 ـ
أكره ( ألف ليلة ) .. و أكره النوم كمجدوب على دراع شهرزاد ...
ـ 11 ـ
من أين يأتينا الفرح ؟ أطفالنا ما شاهدوا في عمرهم قوس قزح ...
ـ 12 ـ
من أين يأتينا الفرح ؟ و نحن من يوم خرجنا من فلسطين و من ذاكرة الليمون ، و الخوخ ، تحولنا إلى رماد ...
ـ 13 ـ
و نحن من يوم تركنا بحر بيروت تركنا خلفنا أثداء أمهاتنا وورد ذكرياتنا وبيت حرياتنا كما تركنا خلفنا ، شهادة الميلاد ...
ـ 14 ـ
لقد أكلنا بعضنا بعضا فهل تعذرنا الأسماك و الجراد ؟ ...
ـ 15 ـ
حتى ثياب الله في بلادنا تباع بالمزاد ! ! ...
ـ 16 ـ
من أين يأتينا الفرح ؟ ما طار طير عندنا إلا انذبح .. و لا نبي جاءنا إلا بأيدينا انذبح .. و لا أتانا مصلح .. أو مبدع .. أو كاتب .. أو شاعر .. إلا على وسادة الشعر .. انذبح !!
ـ 17 ـ
محرم في وطني تنقل الهواء .. محرم تنقل الكحلة في أعين النساء .. محرم تنقل القيدة .. محرم .. محرم .. تنقل الأفعال .. و الأسماء
ـ 18 ـ
يَرْتَعِبُ الحكام في العلم الثالث ، من صوت العصافير و من ضَوْعِ الأزاهير و من زرقة الحمام .. و يدخلون البحر للسجن إذا أسرف في الكلام صعب على الحكام في عالمنا الثالث أن يصالحوا الفكر .. و أن يصادقوا الأقلام .. هل يستطيع الذئب أن يصادق الأغنام ؟؟
ـ 19 ـ
في سالف الزمان .. كنا أمراء الشعر ، و البيان ، و البديع ، و الخطابة و أصبحت مهمتنا الآن .. بأن نفترس الكتابة !!
ـ 20 ـ
أول قصر من قصور العلم و الثقافة أسسه الخليفة المأمون و جاء حكام إلى بلادنا ، من بعده تخصصوا في مهنة القتل .. و في هندسة السجون !!
ـ 21 ـ
في زمن الطفولة قرأت آلاف الأقاصيص عن النخوة .. و النجدة .. و العزة و الإباء .. و الفداء .. و السخاء .. و الشجاعة ثم اكتشفت عندما دخلت في الكهولة بأن نصف ما قرأته في حصة التاريخ ، ما كان سوى إشاعة ... | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:05 am | |
| لماذا يسقط متعب بن تعبان في امتحان حقوق الإنسان ؟ ـ 1 ـ
مواطنون ... دونما وطن مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن مسافرون دون أوراق و موتى دونما كفن نحن بغايا العصر .. كل حاكم يبيعنا ، ويقبض الثمن ! ! نحن جواري القصر ، يرسلوننا من حجرة لحجرة من قبضة لقبضة من هالك لهالك من وثن إلى وثن نركض كالكلاب كل ليلة من عدن لطنجة نبحث عن قبيلة تقبلنا نبحث عن عائلة تعيلنا نبحث عن ستارة تسترنا وعن سكن و حولنا أولادنا احدودبت ظهورهم ، وشاخوا و هم يفتشون في المعجم القديمة عن جنة نظيرة عن كذبة كبير .. تدعى الوطن
ـ 2 ـ
مواطنون نحن في مدائن البكاء قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء حنطتنا معجونة بلحم كربلاء طعمنا ، شرابنا عاداتنا ، راياتنا صيامنا ، صلاتنا زهورنا ، قبورنا جلودنا مختومة بختم كربلاء لا أحد يعرفنا في هذه الصحراء لا نخلة ، لا ناقة لا وتد ، لا خنجر لا هند ، لا عفراء أوراقنا مريبة أفكارنا غريبة فلا اللذين يشربون النَّفْطَ يعرفوننا و لا اللذين يشربون الدمع و الشقاء ..
ـ 3 ـ
معتقلون .. داخل النص الذي يكتبه حكامنا معتقلون .. داخل الحزن ، و أحلى ما بنا حزننا مراقبون نحن في المقهى .. و في البيت .. و في أرحام أمهاتنا .. حَيْثُ تَلَفَّتْنَا ، وجدنا المخبر السري في انتظارنا يشرب من قهوتنا ينام في فراشنا يعبث في بريدنا ينكش في أوراقنا يدخل من أنوفنا يخرج من سعالنا لساننا مقطوع ورأسنا مقطوع و خبزنا مبلل بالخوف و الدموع .. إذا تظلمنا إلى حامي الحمى قيل : لنا ممنوع و إن تضرعنا إلى رب السما قيل لنا : ممنوع .. و إن هتفنا : يا رسول الله ، كن في عوننا يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع و إن طلبنا قلما لنكتب القصيدة الأخيرة أو نكتب الوصية الأخيرة قبيل أن نموت شنقا غيروا الموضوع ..
ـ 4 ـ
يا وطني المصلوب فوق حائط الكراهية يا كرة النار التي تسير نحو الهاوية لا أحد من مُضَرٍ .. أو من بني ثقيف أعطى لهذا الوطن الغرق بالنزيف زجاجة من دمه .. أو بوله الشريف ! ! لا أحد .. على امتداد هذه العباءة المرقعة .. أهداك يوما معطفا أو قبعة .. يا وطني المكسور مثل عشبة الخريف .. مُقْتَلِعُون نحن كالأشجار من مكاننا .. مُهَجَّرُون من أمانينا ، و ذكرياتنا .. عيوننا تخاف من أهدابنا شفاهنا تخاف من أصواتنا حكامنا آلهة يجري الدم الأزرق في عروقهم ونحن نسل الجارية لا سادة الحجاز يعرفوننا .. و لا رُعاع البادية و لا أبو الطيب يستضيفنا و لا أبو العتاهية إذا ضحكنا لِعَلِيٍّ مرة .. يقتلنا معاوية
ـ 5 ـ
مهاجرون نحن من مرافئ التعب لا أحد يريدنا من بحر بيروت .. إلى بحر العرب .. لا الفاطميون ، و لا القرامطة و لا المماليك .. و لا البرامكة و لا الشياطين ، و لا الملائكة و لا أحد يريدنا في المدن التي تقايض البترول بالنساء ، و التاريخ بالقروش ، و الإنسان بالذهب وشعبها يأكل من نِشَارَة الخشب ! ! لا أحد يريدنا في مدن المقاولين ، و المضاربين ، و المستوردين ، و المصدرين ، و الملمعين جزمة السلطة ، و المثقفين حسب المنهج الرسمي ، و المستأجَرين كي يقولوا الشعر ، و المقشرين اللوز ، و التفاح للملوك ، و المقدمين للأمير عندما يأوي إلى فراشه قائمة بأجمل النساء .. و الموظفين في بلاط الجنس .. و المهرِّجِين .. و المخنَّثين .. و المخوِّضين في دمائنا حتى الركب لا أحد يقرؤنا في مدن الملح التي تذبح في العام ملايين الكتب .. لا أحد يقرؤنا في مدن .. صارت بها مباحث الدولة عرَّابَ الأدب
ـ 6 ـ
مسافرون نحن في سفينة الأحزان قائدنا مرتزق و شيخنا قرصان مكوَّمون داخل الأقفاص كالجرذان لا مرفأ يقبلنا لا حانة تقبلنا لا امرأة تقبلنا كل الجوازات التي نحملها أصدرها الشيطان كل الكتابات التي نكتبها لا تعجب السلطان .. مسافرون خارج الزمان و المكان مسافرون ضيعوا نقودهم .. و ضيعوا متاعهم ، وضيعوا أبناءهم و ضيعوا أسماءهم ، وضيعوا انتماءهم .. و ضيعوا الإحساس بالأمان فلا بنو هاشم يعرفوننا ، و لا بنو قحطان و لا بنو ربيعة ، و بنو شيبان و لا بنو ( لينين ) يعرفوننا .. و لا بنو ( ريغان ) يا يوطني : كل العصافير لها منازل إلا العصافير التي تحترف الحرية فهي تموت خارج الأوطان ... | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:05 am | |
| قصيدة ضد كل شيء ـ 1 ـ
لا يمكنني أن أبقى طول حياتي مسمارا مدقوقا في جسد الوطن .. و في جسد اللغة أو في جسد حبيبتي إنني أنتمي إلى طبقة من الشعراء يستحيل تصنيفهم و إلى نوع من الخيول العربية ليس لها مالك .. و إلى نوع من الطيور الجارحة يستحيل تدجينها و إلى نوع من الأشجار لا تموت إلا وهي واقفة و إلى فصيلة من الأرانب المتوحشة لا تنام إلا في أحضان النساء ! !
ـ 2 ـ
من رحم الحرية ولدت وفي رحم الحرية سأدفن هذه باختصار .. هي سيرتي الذاتية
ـ 3 ـ
لا يمكن لأي نظام أن يلقي القبض على قصائدي لأنها مدهونة بزيت الحرية ! !
ـ 4 ـ
منذ أن نزلت من بطن أمي و أنا أحترف التحريض و أحرض اللغة على مفرداتها و النص على كتابه و الشفة على كَرَزِهَا و العيون على سوادها و الأساور على معاصمها و الأنوثة على أنوثتها
ـ 5 ـ
القصائد التي أكتبها .. لا تشبه أحدا لا تشبه قصائد جرير أو طرفة بن العبد أو العباس بن الأحنف أو عروة بن ورد أو جميل بثينة إنها تشبهني وحدي بعيني الزرقاوين و شعري المغطى بالثلوج و أصابعي التي أحرقتها السجائر و لغتي التي أخذتها عن عصافير الشام ....
ـ 6 ـ
كتابة قصيدة حب في الوطن العربي تشبه حكاية قميص من الحرير لأجساد ... تعودت أن تلبس الخيش ! !
ـ 7 ـ
كلما تغزلت بامرأة جميلة و أهديتها زهرة ياسمين جاء عمال البلدية في اليوم الثاني فاقتلعوها .. و بنوا في مكانها سجنا للنساء
ـ 8 ـ
ما بوسع الشعر أن يفعل ؟ إن العلم العربي يحتاج إلى ملون شاعر ..
ـ 9 ـ
لا أعتذر عن أية قصيدة نشرتها فالشاعر يتجمل بأخطائه .. و يكررها .. كما يكرر البحر زرقته و القمر بياضه و الوردة أريجا و المرأة ماكياجها اليومي
ـ 10 ـ
لا أحي قصائدي التي تلبس السترة الواقية من الرصاص و تضع في جيبها بوليصة التأمين .. و تكون بردا .. و سلاما .. على من يقرأونها ..
ـ 11 ـ
أحب قصائدي التي تعصف .. و تفتك .. و ترج طمأنينة الدراويش .. و توصلني .. مرة إلى غرفة الإنعاش و مرة إلى النيابة العامة و مرة إلى حبل المشنقة
ـ 12 ـ
أنا لا أصنع لكم بشعري كراسي هزازة .. من أجل قيلولتكم إنني أصنع لكم وسائد محشوة بالأعاصير .. و دبابيس القلق و سكاكين الأسئلة ! ..
ـ 13 ـ
القصيدة ... ليست مضيفة طيران مهمتها الترفيه عن المسافرين ولكنها ... امرأة انتحارية .. تخطط لخطف الطائرة ...
ـ 14 ـ
لكل امرأة جديدة ... أكتب قصيدة جديدة ليس عندي ثياب جاهزة لكسوة كل نساء القبيلة ! !
ـ 15 ـ
إنني لم أرث حبيباتي عن عمر بن أبي ربيعة و لا عن سواه من الشعراء الغزليين .. فأنا أعجن نسائي بيدي .. كفطائر العسل و أسبكهن في مختبري كدنانير الفضة .. إنني في شؤون الحب لا أومن باستعارة النساء من الآخرين .. و لا أقبل أن أعشق امرأة تأتيني عن الهبة أو .. الوصية أو الخلعة الأميرية .. و إنني في كل خياراتي الشعرية .. و العطفية أرفض استعمال المستعمل ! ! .
ـ 16 ـ
ثمة رجال مثقفون .. عندما يجلسون مع المرأة .. يتصرفون كأميين .. و يتأتئون عل سرير الحب كأنهم لا يعرفون القراءة و لا الكتابة ! ! .
ـ 17 ـ
القصيدة .. التي لا تنزف عن أصابع قرائها مصابة بفقر الدم ..
ـ 18 ـ
منذ أن أصبح الوطن .. لا يأكل سوى الخوف .. و لا يتقيأ سوى الزجاج .. و المسامير .. توقفت في الشعر .. عن صناعة الشوكولاتة ..
ـ 19 ـ
( أعمالي الشعرية الكاملة ) لم تكتمل .. و لن تكتمل أبدا .. طالما أن الأصابع لا تزال ترتعش و القلب لا يزال مستنفرا و أمطار الكحل لا تزال تنهمر .. و الهاتف لا يزال يرن .. و البريد لا يزال يصل .. و النساء الجميلات .. لا يزلن في غرفة الانتظار ! ! .
ـ 20 ـ
بيني وبين الشعب العربي ميثاق شرف عمره خمسون عاما كل المواثيق الأخرى التي تحمل إمضاء أبي لهب .. أكلها اللهب ! ! .
ـ 21 ـ
يبقى الجمهور العربي ثروتي القومية و لو أنني غامرت بهذا الرصيد العظيم لأعلنت محكمة الشعر إفلاسي .. و ختمت قصائدي بالشمع الأحمر ...
ـ 22 ـ
لم أتناول العشاء أبدا .. على مائدة أي سلطان .. أو جنرال أو أمير أو وزير إن حاستي السادسة كانت تنبئني دائما .. أن العشاء مع هؤلاء سوف يكون العشاء الأخير ! ! . | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:05 am | |
| عزف منفرد على الطبلة ـ 1 ـ
الحاكم يضرب على الطبلة و جميع وزارات الإعلام تدق على ذات الطبلة و جميع وكالات الأنباء تضخم إيقاع الطبلة و الصحف الكبرى و الصغرى تعمل أيضا راقصة في ملهى تملكه الدولة ! . لا يوجد صوت في الموسيقى أردأ من صوت الدولة ! !
ـ 2 ـ
الطرب الرسمي يباع على العربات مثل السردين ... و مثل الخبز ... و مثل الشاي ... و مثل حبوب الضغط و مثل غيار السيارات الكذب الرسمي يبث على كل الموجات .. و كلام السلطة براق جدا .. كثياب الراقصات ... لا أحد ينجو من وَصْفَاتِ الحكم و أدوية السلطة .. فثلاث ملاعق قبل الأكل وثلاث ملاعق بعد الأكل و ثلاث ملاعق قبل صلاة الظهر و ثلاث ملاعق قبل صلاة العصر و ثلاث ملاعق قبل مراسيم التشييع ، وقبل دخول القبر .. هل ثمة قهر في التاريخ كهذا القهر ؟ الطبلة تخترق الأعصاب ، فيا ربي ألهمنا الصبر ..
ـ 3 ـ
الدولة تحسن تأليف الكلمات و تجيد النصب .. تجيد الكسر .. تجيد الجر .. تجيد استعراض العضلات و لا يوجد شعر أردأ من شعر الدولة لا يوجد كذب أذكى من كذب الدولة ... صحف ، أخبار، تعليقات خُوذٌ لامعة تحت الشمس نجوم تبرق في الأكتاف ، بنادق كاذبة الطلقات .. و طن مشنوق فوق حبال الأنتينات و طن لا يعرف من تقنية الحرب سوى الكلمات و طن ما زال يذيع نشيد النصر على الأموات
ـ 4 ـ
الدولة منذ بِدَايَةِ هذا القرن تعيد تقاسيم الطبلة (( العدل أساس الملك )) (( الشورى ـ بين الناس ـ أساس الملك )) ((الشعب ـ كما نص الدستور ـ أساس الملك )) يا رب الكون شبعنا من ضرب الطبلة .. لا أحد يرقص بالكلمات سوى الدولة .. لا أحد يزني بالكلمات ، سوى الدولة ! ! (( القمع أساس الملك )) (( شنق الإنسان أساس الملك )) (( حكم البوليس أساس الملك )) (( تأْلِيهُ الشخص أساس الملك .. )) (( تجديد البيعة للحكام أساس الملك )) (( وضع الكلمات على الخَازُوقِ أساس الملك ... )) طبلة .. طبلة .. و السلطة تعرض فتنتها و حلاها في سوق الجملة .. و لا عُرْيٌ أقبح من عري الدولة ...
ـ 5 ـ
طبلة .. طبلة .. و طن عربي تجمعه من يوم ولادته طبلة و تفرق بين قبائله طبلة .. و أفراد الجوقة ، و العلماء ، و أهل الفكر ، و أهل الذكر ، و قاضي البلدة يرتعشون على وقع الطبلة .. الطرب الرسمي يجيء كساعات الغفلة من كل مكان و الطرب النفطي يحاول تسويق الإنسان سعر البرميل الواحد أغلى من سعر الإنسان الطرب الرسمي يعاد كأغنية الشيطان و علينا أن نهتز إذا غنى الشيطان و تصيح ـ أمام رجال الشرطة ـ آهْ ... آهٍ .. يا آهْ آهٍ .. يا آهْ طرب مفروض بالإكراه آهٍ .. يا آهْ | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:06 am | |
| فالنتاين ـ 1 ـ
في عيد ( فالنتاين ) بحثت يا حبيبتي عن وردة حمراء أرسلها سفيرة عني بعيد عشق العشاق فلم أجد في السوق أي وردة حمراء .. أو بيضاء .. أو صفراء .. لأن كل الورد في الأسواق ـ كما يقول بائع الأزهار ـ قد اشترته شعبة المباحث ، لزوجة الخليفة الرشيد ! ! ...
ـ 2 ـ
في عيد ( فالنتاين ) أردت أن أرسل يا أميرتي بطاقة وردية أكتب فيها كل ما أريد .. عن ذالك الحب الذي يذبحني ذبحا .. من الوريد للوريد ... نخلت ، يا حبيبتي ، شوارع المدينة مكتبة .. مكتبة .. واجهة .. واجهة .. زاوية .. زاوية.. لكنني فشلت في مهمتي لأنهم في شعبة المباحث .. ـ كما روى موظف في المكتبة ـ قد صادروا كل البطاقات التي تباع في المدينة و أرسلوها كلها لزوجة الرشيد ! ! ..
ـ 3 ـ
في عيد ( فالنتاين ) حاولت أن أكتب عن عينيك ، يا حبيبتي قصيدة جديدة ما كتبت يوما بتاريخ الأدب حروفها من ذهب زُنَّرُهَا من ذهب سروالها من ذهب و عندما فرغت من كتابتي جاء رجال من لدى ( أبي لهب ) ! ! فاعتقلوا القصيدة .. و أغلقوا بالشمع و الرصاص .. علبة البريد ...
-4-
في عيد ( فالنتاين ) لا هاتف يرن في بلادنا لا طائر يطير في سمائنا لا قمر .. يُرَشْرِشُ الحليب و الثلج على ثيابنا .. لا كلمة جميلة .. تغير العادي من كلامنا .. لا امرأة .. تُذَوِّبُ الصقيع في أيامنا لا رُزْمَةً تُحَرِّكُ الفضول في أعماقنا يحملها موزع البريد ...
ـ 5 ـ
في عيد ( فالنتاين ) فكرت أن أستعمل الفرشاة و الألوان في وصف ما أحسه ... فكرت في رِنْوَارَ ، في مَاتِيسَ ، في سِيزَانَ .. فكرت أن أفعل ما يفعله نيْسان .. و ألحس القشطة عن رافعة النهدين ... كما شفاه الموج تلحس الشطآن ! !
ـ 6 ـ
في عيد ( فالنتاين ) فكرت في إسبانيا و حُزْنِنَا المخزون حتى الآن في أعين الإسبان ! !
ـ 7 ـ
في عيد ( فالنتاين ) فكرت في مدائن الحب التي أعرفها فكرت في ( فنيسيا ) الجسد المغسول بالماء ، و الحب ، و الأحلام فكرت في ( فلورنسا ) تلك التي قرأت في ساحاتها قصائد الرخام .. فكرت في باريس .. في تاريخها المكتوب ب( الباغيت ) .. و الجبنة .. و النبيذ .. و الأمطار فكرت في ( إلزا ) .. و في عيونها .. فكرت في ( رامبو ) .. و في ( إلوار ) كم يستطيع الحب في باريس أن يغير الأقدار ! !
ـ 8 ـ
في عيد ( فالنتاين ) حين تنامين على سجادة الكاشان مليسة كقطعة الكشمير معجونة بالمسك .. و القرفة .. و الحرير طازجة كحزمة الريحان أعيد أقوال أبي : ( أن ليس بالإمكان ..أبدع مما كان )
ـ 9 ـ
في عيد ( فالنتاين ) يمكنني بقبلة واحدة أن ألبس التاريخ في أصابعي .. و أمحو الزمان .. و المكان ..
ـ 10 ـ
في عيد ( فالنتاين ) أواصل التنقيب في يديك عن حضارة الإغريق ..و الرومان أواصل التنقيب في نهديك عن قصيدة مجهولة وَحَبَّتَيْ رمان .. أواصل العزف على خصرك حتى تتعب الكمان ..
ـ 11 ـ
في عيد ( فالنتاين ) يبدو خيارُ العطر غير مقنع من ينقل الماء إلى بحيرة ؟ من يحمل الورد إلى بستان ؟
ـ 12 ـ
يا قمري .. يا قمر الزمان : سوف أضل مبحرا كعقبة بن نافع حتى أرى إفريقيا ، و أعرف الإحساس بالأمان سوف أظل عاشقا .. حتى أر سفينتي راسية في مدخل الشِرْيَان .
ـ 13 ـ
في عيد ( فالنتاين ) سوف أضل مخلصا لمهنة الحب التي أجيدها ومهنة الرقص على ألسنة النيران فليس عندي مهنة أخرى سوى خرمشة النصوص .. أو خرمشة السماء .. أو خرمشة الحيطان ...
ـ 14 ـ
في عيد ( فالنتاين ) أشعر بالإحباط ، يا سيدتي أشعر أنني رجل مستلب .. منسحق .. وحيد .. ففي بلادِ أصبح الحب بها محاصرا بالنار و الحديد و في بلادِ أصبح القلب بها لوحا من الزجاج و الجليد ... و في بلادِ أصبح الشعر بها .. يحترف التزوير .. و التبخير .. و التمجيد .. يعاقب الإعلام كل شاعر يبقى على عَفَافَةٍ .. إذا تعرت زوجة العزيز !
ـ 15 ـ
في عيد ( فالنتاين ) يدور في رأسي سؤال ساخر هل صارت السيدة الأولى التي تحكمنا خاتمة النشيد ؟ ؟ ما أسخف الشعر الذي نضطر أن نكتبه تغزلا بامرأة الرشيد ! ! | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:07 am | |
| درس في الرسم
يضع ابني علبة ألونه أمامي ويطلب مني أن أرسم له عصفورا .. أغط الفرشاة باللون الرمادي و أرسم له مربعا عليه قفل .. وقضبان يقول لي ابني ، و الدهشة تملأ عينيه : " .. ولكن هذا سجن .. ألا تعرف يا أبي كيف ترسم عصفورا ؟ ؟ " أقول له : يا ولدي .. لا تؤاخذني قد نسيت شكل العصافير ... يضع ابني علبة أقلامه أمامي ويطلب مني أن أرسم له بحرا .. آخذ قلم الرصاص ، و أرسم له دائرة سوداء .. يقول ابني : " ولكن هذه دائرة سوداء ، يا أبي .. ألا تعرف أن ترسم بحرا ؟ ثم ألا تعرف أن لون البحر أزرق؟.." أقول له يا ولدي : كنت في زماني شاطرا في رسم البحار أما اليوم ..فقد أخذوا مني الصنارة و قارب الصيد ومنعوني من الحوار مع اللون الأزرق و اصطياد سمك الحرية يضع ابني كراسة الرسم أمامي .. ويطلب مني أن أرسم له سنبلة قمح أمسك القلم ..
و أرسم له مسدسا .. يسخر من جهلي في فن الرسم ويقول مستغربا : " ألا تعرف يا أبي الفرق بين السنبلة .. و المسدس ؟ " أقول له يا ولدي .. كنت أعرف في الماضي شكل السنبلة و شكل الرغيف وشكل الوردة أما في هذا الزمن المعدني الذي انضمت فيه أشجار الغابة إلى رجال الميلشيات و أصبحت فيه الوردة تلبس الملابس المرقطة .. في زمن السنابل المسلحة و الثقافة المسلحة .. و الديانة المسلحة فلا رغيف أشتريه إلا و أجد في داخله مسدسا و لا وردة أقطفها من الحقل إلا وترفع سلاحها في وجهي و لا كتاب أشتريه من المكتبة إلا و يتفجر بين أصابعي ... يجلس ابني على طرف سريري ويطلب مني أن أسمعه قصيدة تسقط مني دمعة على الوسادة فيلتقطها مذهولا .. و يقول : " ولكن هذه دمعة ، يا أبي ، وليست قصيدة " أقول له : عندما تكبر يا ولدي .. وتقرأ ديوان الشعر العربي سوف تعرف أن الكلمة و الدمعة شقيقتان و أن القصيدة العربية .. ليست سوى دمعة نخرج من بين الأصابع .. يضع ابني أقلامه ، وعلبة ألوانه أمامي ويطلب مني أن أرسم له وطنا تهتز الفرشاة في يدي .. و أسقط باكيا .. | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:07 am | |
| المتنبي و أم كلثوم على قائمة التطبيع وصل قطار التطبيع الثقافي إلى مقاهينا ... و صالوناتنا ... و غرف نومنا المكيفة الهواء ... و نزل منه أشخاص غامضون يحملون معهم معاجم ... ودواوين شعر ومصاحف مكتوبة باللغة العبرية ... و يحملون معهم جرائد تقول إن شاعر العرب الأكبر .. أبا الطيب المتنبي صار وزيرا للثقافة في حكومة حزب العمل ! ! و أن مطربة العرب الأولى السيدة أم كلثوم سوف تغني قصيدة جديدة لشاعر إسرائيلي و هكذا يستقيل الشعر العربي من كبريائه وتنسى عصافيرنا غناء المقامات و التواشيح ! !
ـ 2 ـ
هذا زمن التطبيع ... يا سيدتي يهجم علينا بكل سماسرته ... وشيكاته ... و مافياته ... ليجردنا من آخر ورقة توت ... تستقر بها أجسادنا ... آخر قصيدة ندافع بها عن أنفسنا .. هذا زمن ( التركيع ) .. يا سيدتي يدخل علينا ... مرة بشكل فيلسوف .. ومرة بشكل كاهن و مرة بشكل جنرال و مرة بشكل كومسيونجي . إلى أن يصبح الوطن العربي مركزا للصرافة ... وبيتا للدعارة ! ! ..
ـ 3 ـ
تطبيع في الصباح و تطبيع في المساء و تطبيع في الشارع وتطبيع في المقهى حتى صرنا ( طبعة ثانية ) صادرة باللغة العبرية .. من كتاب الأغاني ! ! ..
ـ 4 ـ
لذلك فكرت في تطبيع علاقاتنا العاطفية ... قبل أن يصل المقاولون ... و المتعهدون ... و تجار الشنطة و مندوب صندوق النقد الدولي .. و ممثل G . A . T . T وقائد حلف الناتو ... و أميرال الأسطول السادس . ورئيس مجلس إدارة النظام العالمي الجديد وعندئذ ... يكون كل شيء جاهزا للتوقيع على شهادة وفاة التاريخ العربي بالسكتة القومية ! ! ...
ـ 5 ـ
أريد أن أطبع علاقتي ... مع امرأة من لحمي و دمي ... تعبق بشرتها رائحة النرجس ، و الريحان ، و الورد البلدي و الصابون النابلسي ... و تتجمع في صوتها ... أسراب الحمام ... وشُتول الياسمين الدمشقي ...
ـ 6 ـ
أريد أن أشرب قهوة الكابوتشينو ... معك ... و آكل مناقيش الزعتر معك ... و أتحدث في السياسة معك وفي الثقافة معك ... وفي الحب معك ... و لا مع البولونيات ...و الهنغاريات ... و التشيكيات ... و الروسيات ... القادمة إلينا من حقائب أمريكية ... ومعهن .. كل عناوين البيوت الفلسطينية ! ! ..
ـ 7 ـ
أريد أن ألثم يديك ... قبل أن تفرغ أكواز العسل و أن أتصالح مع شفتيك . قبل أن يرحل موسم شقائق النعمان .. و أن أعلمك أوزان الشعر قبل أن يقتلوا الخليل بن أحمد الفراهيدي ! ! ...
ـ 8 ـ
أريد ... أن أنام في جوف راحتيك الصغيرتين ... قبل أن نصبح ـ أنت و أنا ـ أعضاء في نادي العراة و أقلية مضطهدة في وطن يتدحرج ككرة البلياردو تحت سواحل البحر الميت .
ـ 9 ـ
أريد ... أن أسمعك قصيدة حب واحدة .. فهذه فرصتي الثقافية الأخيرة قبل أن يسجلوا صوتي و يراقبوا هاتفي .. ويراقبوا هاتفي ... ويختموا بالشمع الأحمر ذاكرتي ... هذه فرصتي الأخيرة ... حتى أدافع عنك ... وعن حريتي وعن زمن الشعر ... و الياسمين ...
ـ 10 ـ
أريد أن أحتفظ بآخر قميص كبرياء ألبسه قبل أن يرموني كيوسف في غيابة الجب ... و يكتموا خبر موتي ... عن أبي ...
ـ 11 ـ
أريد أن ألتصق بك قليلا .. حتى أشعر بشيء من الدفء وشيء من الأمان وشيء من الكبرياء و حتى أشعر أن هناك امرأة ... تستطيع أن ترمم هذا الخراب الذي يتراكم فوق قلبي ... وفوق دفاتري ..
ـ 12 ـ
ربما كان الحب يا سيدتي تعويضا عادلا .. عن هذا السقوط القومي الكبير ... وربما كان زورق النجاة الأخير ... في بحر الكراهية العربي ... وطوفان الشعوبية الجديدة ...
ـ 13 ـ
إن العالم كله يدور من حولي و الصفقات المالية تعقد من ورائي و المقاولون يملأون فنادق المنطقة ... و البيع و الشراء في أوجه و الدولارات تتناثر ... و الضمائر تتناثر ... و السماسرة يعدون الوثائق الرسمية ... لبيع التاريخ ...
ـ 14 ـ
إن المشهد سينمائي حقا ... فثمة دولة من أقاصي الخليج لم يسبق لها أن جرحت إصبعها في أية حرب مع إسرائيل ... تتبرع بكتابة أول رسالة غزل مكشوف إليها ... قبل عيد فالنتاين بوقت طويل ...
ـ 15 ـ
وثمة دول ... أخذتها نوبة من النوستالجيا إلى رحاب المسجد الأقصى فرمت سفراءها بالباراشوت ... ليحطوا سلاما على حائط المبكى ... باعتبارهم من أهل العروس ! ! ... حتى لا تضيع عليهم علبة الملبس ... وفرصة التقاط الصور التذكارية ! ! ...
ـ 16 ـ
هذا هو مسرح اللامعقول بل هذا هو المسرح التجريبي الذي أدخل الجمهور العربي ... في مرحلة الكوما ... و الصرع ... و انهيار الأعصاب ...
ـ 17 ـ
الذين زاروا أخيرا ... قبر صلاح الدين الأيوبي في دمشق قالوا بأنه مصاب بحالة اكتئاب ... و ممتنع عن قراء الصحف ... ومشاهدة التلفزيون و إنه يرفض إجراء أي حوار مع الصحافة العالمية حول التطبيع ... و المطبعين و ( الهرولة ) ... و ( المهرولين )
ـ 18 ـ
اسمحي لي يا سيدتي أن ألمس قفطان البروكار الدمشقي الذي تلبسينه ... حتى أستعيد توازني النفسي ... و القومي فأنا لا أفهم ... لماذا لا يُطَبّع العرب مع العرب ... أولا ؟ و لماذا يتقاتل التاريخ مع التاريخ ؟ و القبيلة مع القبيلة ؟ و اللغة مع اللغة ؟ ..
ـ 19 ـ
أريد أن أسأل ... لماذا في بلادنا ، تتقاتل الأفعال مع الأسماء ... و الألف مع الباء ... و الحليب مع الأثداء ... و تقف النساء ضد حرية النساء ؟
ـ 20 ـ
ثم لماذا يفترس الإسلام نفسه ؟ و تنفجر العروبة من داخلها ... كسيارة مفخخة ؟ ؟ ...
ـ 21 ـ
متى أتعلم الواقعية ؟ أو ما فوق الواقعية ؟ و أركض مع الراكضين للحصول على شريحة لحم من كثف الوطن ؟ حيث الذبائح كثيرة و الذابحون أكثر و أنا أتطلع إلى المنسف الكبير و لا أتجرأ على مد أصابعي لأن أمي ـ رحمها الله ـ ولدتني نباتيا يأكل حشيش الشعر ... و حشيش الحب ... و حشيش الأحلام ...
ـ 22 ـ
لماذا لم أتعلم من السلاحف فضيلة الزحف ؟ و من أسماك القرش ... فضيلة الانقضاض ؟ و من العلق ... فضيلة مص الدماء ؟ و من بعض الشعراء ... فضيلة الشحاذة ؟ ومن المستبدين العرب فضيلة أكل شعوبهم .
ـ 23 ـ
متى سأستقيل من المدرسة الرومانسية ؟ التي بقيت فيها خمسين عاما ... بهلولا يتسلى بكتابة الشعر ! ولم أحصل على صفقة واحدة ... أو على رشوة واحدة ... أو على فيلا واحدة ... أو على امرأة واحدة ... تتزوجني لوجه الشعر ... أو لوجه الأدب العربي ... أو لوجه الانحطاط العربي ؟ ؟ .
ـ 24 ـ
متى سوف أتوب عن الحب ... و عن الصراخ و عن الكتابة ؟ لا جواب عندي الآن لهذه الأجوبة المستحيلة . و لكنني سوف أجيبكم بعد موتي ! ! ... هل تعرفين الآن يا سيدتي ؟ لماذا أريد تطبيع علاقاتي العاطفية معك ؟ لأنني أريد أن أحب امرأة عربية ... امرأة عربية واحدة لا تحمل على جسدها آثار التطبيع ! ! ... | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:08 am | |
| التأشيرة ______ التأشيرة في مركز للأمن في إحدى البلاد النامية وقفت عند نقطة التفتيش ، ما كن معي شيء سوى أحزانيه كانت بلادي بعد ميل واحد وكان قلبي في ضلوعي راقصا كأنه حمامة مشتاقة للساقية . كان جوازي بيدي يحلم بالأرض التي لعبت في حقولها و أطعمتني قمحها ، ولوزها وتينها و أرضعتني العافية .. وقفت في الطابور ، كان الناس يأكلون اللب ..و التُرْمُسَ .. كانوا يطرحون البول مثل الماشية من عهد فرعون .. إلى أيامنا هناك دوما حاكم بأمره و أمه تبول فوق نفسها كالماشية
في مركز للأمن في بلاديه وليس في الكونغو .. و لا تانزانيا الشمس كانت تلبس الكاكي و الأشجار كانت تلبس الكاكي و الوردة كانت تلبس الملابس المرقطة .. كان هناك الخوف من أمامنا و الخوف من ورائنا وضابط مدجج بخمس نجمات .. و بالكراهية من يوم قابيل إلى أيامنا كان هناك قاتل محترف و أمه تسلخ مثل الماشية ...
في مركز العذاب حيث الشمس لا تدور .. و الوقت لا يدور .. وحيث لا يبقى من الإنسان غير الليف و القشور يمتد خط أحمر .. ما بين بيرلينين ، بيروتين ، صنعائين ، مكتبين ، مصحفين ، قبلتين ، مذهبين ، لهجتين ، حارتين ، شارتي مرور ، .. الرعب كان سيد الفصول و الأرض كانت تشحذ الأمطار من أيلول و نحن كنا نشحذ الأمر الهامايوني بالدخول .. وا عجبي .. أكلما استقل شعب من شعوب آسيا يسوقه أبطاله للذبح مثل الماشية ؟؟
أين أنا ؟ كل العلامات تقول : هذه ( أعرابيا ) كل الإهانات التي نسمعها بضاعة قديمة تنتجها ( أعرابيا ) كل الدروب ، كله تفضي لسيف الطاغية .. أين أنا ؟ ما بين كل شارع وشارع قامت بلد .. ما بين كل حائط وحائط .. قامت بلد .. ما بين كل نخلة وظلها .. قامت بلد .. ما بين كل امرأة وطفلها .. قامت بلد .. يا خالقي : يا راسم الأفق : ويا مهندس السماء هل ذلك الثقب الذي ليس يرى هو البلد ؟؟؟
في مركز الجنون ، و الصداع ، و السعال ، و البلهارسيا وقفت شهرا كاملا وقفت عاما كاملا وقفت دهرا كاملا أما أبواب زعيم المافيا .. أشحذ منه الإذن بالمرور ..أشحذ منه منزل الطفولة و الورد ، و الزنبق ، و الأضاليا أشحذ منه غرفتي و الحبر ، و الأقلام ، و الطبشور قلت لنفسي و أنا .. أواجه البنادق الروسية المخرطشة وا عجبي .. وا عجبي .. هل أصبح الله زعيم المافيا ؟؟ في مركز للخوف لا اسم له لكنه .. ينبت كالفطر في كل زوايا البادية وقفت عمرا كاملا وعندما أصبحت شيخا طاعنا ووافقوا على دخولي وطني عرفت أن الوطن الغالي الذي عشقته ما عاد في الجغرافيا .. ما عاد في الجغرافيا .. ما عاد في الجغرافيا .. | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:09 am | |
| | |
|
| |
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:09 am | |
| من يوميات كلب مثقف..
مولاي:
لا اريد منك ياقوتأ.. ولا ذهب
ولا اريد منك أن تلبسني الديباج والقصب
كل الذي أرجوه أن تسمعني
لأنني أنقل في قصائدي إليك
جميع اصوات العرب
جميع لغات العرب..
إن كنت- يا مولاي
لا تحب الشعر والصداح فقل لسيافك أن يمنحني
حرية النباح… | |
|
| |
| السيره الذاتيه لنزار قبانى ..... | |
|