sher
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم ويشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
sher
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم ويشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
sher
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

sher

s
 
الرئيسيةKOBANIأحدث الصورالتسجيلزهرة كوبانيدخولtwitter

مواضيع مماثلة

     

      السيره الذاتيه لنزار قبانى .....

    اذهب الى الأسفل 
    2 مشترك
    انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
    كاتب الموضوعرسالة
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:21 am

    هجم النفط مثل ذئب علينا
    __________________
    من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ

    ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،

    ونارُ التغييرِ في عينيهِ

    نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ

    قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ

    كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ

    كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ

    كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ

    فأتى ماشياً على جفنيهِ

    أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت

    أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ

    ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ

    غسلَ الله من قريشٍ يديهِ

    هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا

    فارتمينا قتلى على نعليهِ

    وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا

    أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ

    أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا

    وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ

    وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو

    وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ

    أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ

    بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ

    من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً موتهُ على كتفيهِ

    أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ

    والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟

    يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي

    واسحبي المستبدَّ من رجليهِ

    يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى

    صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ

    كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي

    بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟

    هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ

    يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...

    من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم

    والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ

    رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..

    وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ

    قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً

    وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ

    لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى

    بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ

    بيروت 14/10/1984

    _____________________
    قانا،،
    1

    وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.

    و هواء البحر في نيسان,

    أمطار دماء, و دموع…

    2

    دخلوا قانا على أجسادنا

    يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.

    و يعيدون فصول المحرقة..

    هتلر أحرقهم في غرف الغاز

    و جاؤوا بعده كي يحرقونا..

    هتلر هجرهم من شرق أوروبا..

    و هم من أرضنا قد هجرونا.

    هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم

    و يريح الأرض منهم..

    فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.

    3

    دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.

    يشعلون النار في بيت المسيح.

    و يدوسون على ثوب الحسين..

    و على أرض الجنوب الغالية..

    4

    قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,

    و أصوات البلابل..

    قصفوا قدموس في مركبه..

    قصفوا البحر..و أسراب النوارس..

    قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..

    و تلاميذ المدارس.

    قصفوا سحر الجنوبيات

    و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..

    5

    ….و رأينا الدمع في جفن علي.

    و سمعنا صوته و هو يصلي

    تحت أمطار سماء دامية..

    6

    كل من يكتب عن تاريخ (قانا)

    سيسميها على أوراقه:

    (كربلاء الثانية)!!.

    7

    كشفت قانا الستائر..

    و رئينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..

    و تقود المجزرة..

    تطلق النار على أطفالنا دون سبب..

    و على زوجاتنا دون سبب.

    و على أشجارنا دون سبب.

    و على أفكارنا دون سبب.

    فهل الدستور في سيدة العالم..

    بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

    8

    هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟

    إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..

    قتلنا, نحن العرب؟

    9

    انتظرنا عربي واحداً.

    يسحب الخنجر من رقبتنا..

    انتظرنا هاشميا واحداً..

    انتظرنا قريشياً واحداً..

    دونكشوتاً واحداً..

    قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…

    انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..

    فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..

    أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه

    بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.

    10

    ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟

    ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟

    فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..

    فهو نص واحد نكتبه

    لجميع الشهداء الراحلين.

    و جميع الشهداء القادمين!!.

    11

    ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟

    و جرير ..و الفرذدق؟

    و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..

    ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..

    و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..

    و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..

    بل كنا ملوك الثرثرة…

    12

    ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..

    و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟

    ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟

    13

    نحن في غيبوبة قومية

    ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…

    14

    نحن شعب من عجين.

    كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..

    نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..

    15

    وطن يزداد ضيقاً.

    لغة قطرية تزداد قبحاً.

    وحدة خضراء تزداد انفصالاً.

    و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!

    16

    كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟

    كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟

    و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..

    و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..

    و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..

    و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.

    17

    ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب

    بعد ما صاروا يهودا؟؟…
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:21 am

    لابد أن أستئذن الوطن ،،
    ______________
    يا صديقتي

    في هذه الأيام يا صديقتي..

    تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.

    تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.

    تخرج من قمصاننا

    مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.

    عصفورة مائية تدعى الوطن.

    أريد أن أراك يا سيدتي..

    لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..

    أريد أن أهتف إليك يا سيدتي

    لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.

    أريد أن أمارس الحب على طريقتي

    لكنني أخجل من حماقتي

    أمام أحزان الوطن.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:22 am

    حب بلا حدود
    _____________

    يا سيِّدتي:

    كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

    قبل رحيل العامْ.

    أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

    بعد ولادة هذا العامْ..

    أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.

    أنتِ امرأةٌ..

    صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

    و من ذهب الأحلامْ..

    أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي

    قبل ملايين الأعوامْ..

    -2-

    يا سيِّدتي:

    يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.

    يا أمطاراً من ياقوتٍ..

    يا أنهاراً من نهوندٍ..

    يا غاباتِ رخام..

    يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

    و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

    لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..

    في إحساسي..

    في وجداني..في إيماني..

    فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

    -3-

    يا سيِّدتي:

    لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.

    أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

    سوف أحِبُّكِ..

    عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..

    و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..

    و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..

    و سوفَ أحبُّكِ..

    حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

    و تحترقُ الغاباتْ..

    -4-

    يا سيِّدتي:

    أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

    و وردةُ كلِّ الحرياتْ.

    يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..

    حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

    و فرعون الكلماتْ..

    يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

    حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

    و ترفعَ من أجلي الراياتْ..

    -5-

    يا سيِّدتي:

    لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

    لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.

    لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

    لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

    لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

    حين يكون الحبُ كبيراً ..

    و المحبوبة قمراً..

    لن يتحول هذا الحُبُّ

    لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

    -6-

    يا سيِّدتي:

    ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني

    لا الأضواءُ..

    و لا الزيناتُ..

    و لا أجراس العيد..

    و لا شَجَرُ الميلادْ.

    لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

    لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

    لا يعنيي أي كلامٍ

    يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

    -7-

    يا سيِّدتي:

    ل اأتذكَّرُ إلا صوتَكِ

    حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ.

    لاأتذكرُ إلا عطرَكِ

    حين أنام على ورق الأعشابْ.

    لا أتذكر إلا وجهكِ..

    حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

    و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

    -8-

    ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

    أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

    بين بساتينِ الأهدابْ...

    -9-

    ما يبهرني يا سيِّدتي

    أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

    أعانقُهُ..

    و أنام سعيداً كالأولادْ...

    -10-

    يا سيِّدتي:

    ما أسعدني في منفاي

    أقطِّرُ ماء الشعرِ..

    و أشرب من خمر الرهبانْ

    ما أقواني..

    حين أكونُ صديقاً

    للحريةِ.. و الإنسانْ...

    -11-

    يا سيِّدتي:

    كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..

    و في عصر التصويرِ..

    و في عصرِ الرُوَّادْ

    كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

    في فلورنسَا.

    أو قرطبةٍ.

    أو في الكوفَةِ

    أو في حَلَبً.

    أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

    -12-

    يا سيِّدتي:

    كم أتمنى لو سافرنا

    نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.

    حيث الحبُّ بلا أسوارْ.

    و الكلمات بلا أسوارْ.

    و الأحلامُ بلا أسوارْ.

    -13-

    يا سيِّدتي:

    لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي

    سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..

    و أعنفَ مما كانْ..

    أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..

    و في تاريخِ الشعْرِ..

    و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...

    -14-

    يا سيِّدةَ العالَمِ:

    لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.

    أنتِ امرأتي الأولى.

    أمي الأولى.

    رحمي الأولُ.

    شَغَفي الأولُ.

    شَبَقي الأوَّلُ.

    طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

    -15-

    يا سيِّدتي:

    يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.

    هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

    هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

    كي أستوطنَ فيها..

    قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ

    حيت تبتدئَ الأعيادْ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:23 am

    ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
    ____________


    أتراها تحبني ميسـون..؟ أم توهمت والنساء ظنون
    يا ابنـة العمّ... والهوى أمويٌ كيف أخفي الهوى وكيف أبين
    هل مرايا دمشق تعرف وجهي من جديد أم غيّرتني السنيـنُ؟
    يا زماناً في الصالحية سـمحاً أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
    يا سريري.. ويا شراشف أمي يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
    يا زورايب حارتي.. خبئني بين جفنيك فالزمان ضنين
    واعذريني إن بدوت حزيناً إن وجه المحب وجه حزين
    ها هي الشام بعد فرقة دهر أنهر سبعـة ..وحـور عين
    آه يا شام.. كيف أشرح ما بي وأنا فيـكِ دائمـاً مسكونُ
    يا دمشق التي تفشى شذاها تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
    قادم من مدائن الريح وحـدي فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
    أهي مجنونة بشوقي إليها... هذه الشام، أم أنا المجنون؟
    إن تخلت كل المقادير عني فبعيـني حبيبتي أستعيـنُ
    جاء تشرين يا حبيبة عمري أحسن وقت للهوى تشرين
    ولنا موعد على جبل الشيخ كم الثلج دافئ.. وحنـونُ
    سنوات سبع من الحزن مرت مات فيها الصفصاف والزيتون
    شام.. يا شام.. يا أميرة حبي كيف ينسى غرامـه المجنون؟
    شمس غرناطةَ أطلت علينا بعد يأس وزغردت ميسلون
    جاء تشرين.. إن وجهك أحلى بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟
    إن أرض الجولان تشبه عينيك فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
    مزقي يا دمشق خارطة الذل وقولي للـدهر كُن فيـكون
    استردت أيامها بكِ بدرٌ واستعادت شبابها حطينُ
    كتب الله أن تكوني دمشقاً بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ
    هزم الروم بعد سبع عجاف وتعافى وجداننا المـطعـونُ
    اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
    علمينا فقه العروبـة يا شام فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
    وطني، يا قصيدة النارِ والورد تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
    إركبي الشمس يا دمشق حصاناً ولك الله ... حـافظ و أميـنُ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:23 am

    هوامش على دفتر النكسة
    _____________
    أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

    والكتبَ القديمه

    أنعي لكم..

    كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

    ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

    أنعي لكم.. أنعي لكم

    نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

    2

    مالحةٌ في فمِنا القصائد

    مالحةٌ ضفائرُ النساء

    والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

    مالحةٌ أمامنا الأشياء

    3

    يا وطني الحزين

    حوّلتَني بلحظةٍ

    من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

    لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

    4

    لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

    لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

    5

    إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

    لأننا ندخُلها..

    بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

    بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

    لأننا ندخلها..

    بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

    6

    السرُّ في مأساتنا

    صراخنا أضخمُ من أصواتنا

    وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

    7

    خلاصةُ القضيّهْ

    توجزُ في عبارهْ

    لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

    والروحُ جاهليّهْ...

    8

    بالنّايِ والمزمار..

    لا يحدثُ انتصار

    9

    كلّفَنا ارتجالُنا

    خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ

    10

    لا تلعنوا السماءْ

    إذا تخلّت عنكمُ..

    لا تلعنوا الظروفْ

    فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

    وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ

    11

    يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ

    يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..

    12

    ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا

    وإنما..

    تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

    13

    خمسةُ آلافِ سنهْ..

    ونحنُ في السردابْ

    ذقوننا طويلةٌ

    نقودنا مجهولةٌ

    عيوننا مرافئُ الذبابْ

    يا أصدقائي:

    جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

    أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

    يا أصدقائي:

    جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

    أن تكتبوا كتابْ

    أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

    أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

    فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

    الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...

    14

    جلودُنا ميتةُ الإحساسْ

    أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ

    أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ

    هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...

    15

    كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري

    أن يستحيلَ خنجراً..

    من لهبٍ ونارِ..

    لكنهُ..

    واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ

    وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ

    يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...

    16

    نركضُ في الشوارعِ

    نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..

    نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ

    نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..

    نمدحُ كالضفادعِ

    نشتمُ كالضفادعِ

    نجعلُ من أقزامنا أبطالا..

    نجعلُ من أشرافنا أنذالا..

    نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..

    نقعدُ في الجوامعِ..

    تنابلاً.. كُسالى

    نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..

    ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..

    من عندهِ تعالى...

    17

    لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..

    لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ

    قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ

    كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي

    ومخبروكَ دائماً ورائي..

    عيونهم ورائي..

    أنوفهم ورائي..

    أقدامهم ورائي..

    كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

    يستجوبونَ زوجتي

    ويكتبونَ عندهم..

    أسماءَ أصدقائي..

    يا حضرةَ السلطانْ

    لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ

    لأنني..

    حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي

    ضُربتُ بالحذاءِ..

    أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

    يا سيّدي..

    يا سيّدي السلطانْ

    لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ

    لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ

    ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟

    لأنَّ نصفَ شعبنا..

    محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..

    في داخلِ الجدرانْ..

    لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ

    من عسكرِ السلطانْ..

    قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..

    لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

    18

    لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

    لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

    لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

    لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

    19

    نريدُ جيلاً غاضباً..

    نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ

    وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..

    وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ

    نريدُ جيلاً قادماً..

    مختلفَ الملامحْ..

    لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..

    لا ينحني..

    لا يعرفُ النفاقْ..

    نريدُ جيلاً..

    رائداً..

    عملاقْ..

    20

    يا أيُّها الأطفالْ..

    من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

    ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

    ويقتلُ الخيالْ..

    يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

    وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

    لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

    فنحنُ خائبونْ..

    ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

    ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

    لا تقرؤوا أخبارَنا

    لا تقتفوا آثارنا

    لا تقبلوا أفكارنا

    فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

    ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

    يا أيها الأطفالْ:

    يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

    أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:24 am

    يوميات أمرأة
    ____________
    لماذا في مدينتنا ؟

    نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

    ونسرق من شقوق الباب موعدنا

    ونستعطي الرسائل

    والمشاويرا

    لماذا في مدينتنا ؟

    يصيدون العواطف والعصافيرا

    لماذا نحن قصديرا ؟

    وما يبقى من الإنسان

    حين يصير قصديرا ؟

    لماذا نحن مزدوجون

    إحساسا وتفكيرا ؟

    لماذا نحن ارضيون ..

    تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

    لماذا أهل بلدتنا ؟

    يمزقهم تناقضهم

    ففي ساعات يقظتهم

    يسبون الضفائر والتنانيرا

    وحين الليل يطويهم

    يضمون التصاويرا

    أسائل نفسي دائماً

    لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

    لكل الناس

    كل الناس

    مثل أشعة الفجر

    لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

    ومثل الماء في النهر

    ومثل الغيم ، والأمطار ،

    والأعشاب والزهر

    أليس الحب للإنسان

    عمراً داخل العمر ؟

    لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

    طبيعياً

    كلقيا الثغر بالثغر

    ومنساباً

    كما شعري على ظهري

    لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟

    كما الأسماك في البحر

    كما الأقمار في أفلاكها تجري

    لماذا لا يكون الحب في بلدي

    ضرورياً

    كديوان من الشعر

    انا نهدي في صدري

    كعصفورين

    قد ماتا من الحر

    كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

    كم اضطهدا

    وكم رقدا على الجمر

    وكم رفضا مصيرهما

    وكم ثارا على القهر

    وكم قطعا لجامهما

    وكم هربا من القبر

    متى سيفك قيدهما

    متى ؟

    يا ليتني ادري

    نزلت إلى حديقتنا

    ازور ربيعها الراجع

    عجنت ترابها بيدي

    حضنت حشيشها الطالع

    رأيت شجيرة الدراق

    تلبس ثوبها الفاقع

    رأيت الطير محتفلاً

    بعودة طيره الساجع

    رأيت المقعد الخشبي

    مثل الناسك الراجع

    سقطت عليه باكية

    كأني مركب ضائع

    احتى الأرض ياربي ؟

    تعبر عن مشاعرها

    بشكل بارع ... بارع

    احتى الأرض ياربي

    لها يوم .. تحب فيه ..

    تبوح به ..

    تضم حبيبها الراجع

    وفوق العشب من حولي

    لها سبب .. لها الدافع

    فليس الزنبق الفارع

    وليس الحقل ، ليس النحل

    ليس الجدول النابع

    سوى كلمات هذى الأرض ..

    غير حديثها الرائع

    أحس بداخلي بعثاً

    يمزق قشرتي عني

    ويدفعني لان أعدو

    مع الأطفال في الشارع

    أريد..

    أريد..

    كايه زهرة في الروض

    تفتح جفنها الدامع

    كايه نحله في الحقل

    تمنح شهدها النافع

    أريد..

    أريد أن أحيا

    بكل خليه مني

    مفاتن هذه الدنيا

    بمخمل ليلها الواسع

    وبرد شتائها اللاذع

    أريد..

    أريد أن أحيا

    بكل حرارة الواقع

    بكل حماقة الواقع

    يعود أخي من الماخور ...

    عند الفجر سكرانا ...

    يعود .. كأنه السلطان ..

    من سماه سلطانا ؟

    ويبقى في عيون الأهل

    أجملنا ... وأغلانا ..

    ويبقى في ثياب العهر

    اطهرنا ... وأنقانا

    يعود أخي من الماخور

    مثل الديك .. نشوانا

    فسبحان الذي سواه من ضوء

    ومن فحم رخيص نحن سوانا

    وسبحان الذي يمحو خطاياه

    ولا يمحو خطايانا

    تخيف أبي مراهقتي

    يدق لها

    طبول الذعر والخطر

    يقاومها

    يقاوم رغوة الخلجان

    يلعن جراة المطر

    يقاوم دونما جدوى

    مرور النسغ في الذهر

    أبي يشقى

    إذا سالت رياح الصيف عن شعري

    ويشقى إن رأى نهداي

    يرتفحان في كبر

    ويغتسلان كالأطفال

    تحت أشعه القمر

    فما ذنبي وذنبهما

    هما مني هما قدري

    متى يأتي ترى بطلي

    لقد خبأت في صدري

    له ، زوجا من الحجل

    وقد خبأت في ثغري

    له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس

    له ، مجدولة الخصل

    ليخطفني

    ليكسر باب معتقلي

    فمنذ طفولتي وأنا

    أمد على شبابيكي

    حبال الشوق والأمل

    واجدل شعري الذهبي كي يصعد

    على خصلاته .. بطلي

    يروعني ..

    شحوب شقيقتي الكبرى

    هي الأخرى

    تعاني ما أعانيه

    تعيش الساعة الصفرا

    تعاني عقده سوداء

    تعصر قلبها عصرا

    قطار الحسن مر بها

    ولم يترك سوى الذكرى

    ولم يترك من النهدين

    إلا الليف والقشرا

    لقد بدأت سفينتها

    تغوص .. وتلمس القعرا

    أراقبها وقد جلست

    بركن ، تصلح الشعرا

    تصففه .. وتخربه

    وترسل زفرة حرى

    تلوب .. تلوب .. في الردهات

    مثل ذبابة حيرى

    وتقبح في محارتها

    كنهر .. لم يجد مجرى

    سأكتب عن صديقاتي

    فقصه كل واحده

    أرى فيها .. أرى ذاتي

    ومأساة كمأساتي

    سأكتب عن صديقاتي

    عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات

    عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات

    عن الأبواب لا تفتح

    عن الرغبات وهي بمهدها تذبح

    عن الحلمات تحت حريرها تنبح

    عن الزنزانة الكبرى

    وعن جدارنها السود

    وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ

    دفن بغير أسماء

    بمقبرة التقاليد

    صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن

    داخل متحف مغلق

    نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق

    مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق

    وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق

    بلا خوف

    سأكتب عن صديقاتي

    عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات

    عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات

    عن الأشواق تدفن في المخدات

    عن الدوران في اللاشيء

    عن موت الهنيهات

    صديقاتي

    رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات

    سبايا في حريم الشرق

    موتى غير أموات

    يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات

    صديقاتي

    طيور في مغائرها

    تموت بغير أصوات

    خلوت اليوم ساعات

    إلى جسدي

    أفكر في قضاياه

    أليس هوالثاني قضاياه ؟

    وجنته وحماه ؟

    لقد أهملته زمنا

    ولم اعبا بشكواه

    نظرت إليه في شغف

    نظرت إليه من أحلى زواياه

    لمست قبابه البيضاء

    غابته ومرعاه

    إن لوني حليبي

    كان الفجر قطره وصفاه

    أسفت لا نه جسدي

    أسفت على ملاسته

    وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته

    رثيت له

    لهذا الوحش يأكل من وسادته

    لهذا الطفل ليس تنام عيناه

    نزعت غلالتي عني

    رأيت الظل يخرج من مراياه

    رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه

    تحرر من قطيفته

    ومزق عنه " تفتاه "

    حزنت انا لمرآه

    لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟

    لماذا الله أشقاني

    بفتنته .. وأشقاه ؟

    وعلقه بأعلى الصدر

    جرحاً .. لست أنساه

    لماذا يستبد ابي ؟

    ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه

    كسطر في جريدته

    ويحرص على أن أظل له

    كأني بعض ثروته

    وان أبقى بجانبه

    ككرسي بحجرته

    أيكفي أنني ابنته

    أني من سلالته

    أيطعمني أبي خبزاً ؟

    أيغمرني بنعمته ؟

    كفرت انا .. بمال أبي

    بلؤلؤة ... بفضته

    أبي لم ينتبه يوماً

    إلى جسدي .. وثورته

    أبي رجل أناني

    مريض في محبته

    مريض في تعنته

    يثور إذا رأى صدري

    تمادى في استدارته

    يثور إذا رأى رجلاً

    يقرب من حديقته

    أبي ...

    لن يمنع التفاح عن إكمال دورته

    سيأتي ألف عصفور

    ليسرق من حديقته

    على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه

    وابسط فوقها في فرح وعفوية

    أمشط فوقها شعري

    وارمي كل أثوابي الحريرية

    أنام , أفيق , عارية ..

    أسير .. أسير حافية

    على صفحات أوراقي السماوية

    على كراستي الزرقاء

    استرخي على كيفي

    واهرب من أفاعي الجنس

    والإرهاب ..

    والخوف ..

    واصرخ ملء حنجرتي

    انا امرأة .. انا امرأة

    انا انسانة حية

    أيا مدن التوابيت الرخامية

    على كراستي الزرقاء

    تسقط كل أقنعتي الحضارية

    ولا يبقى سوى نهدي

    تكوم فوق أغطيتي

    كشمس استوائية

    ولا يبقى سوى جسدي

    يعبر عن مشاعره

    بلهجته البدائية

    ولا يبقى .. ولا يبقى ..

    سوى الأنثى الحقيقة

    صباح اليوم فاجأني

    دليل أنوثتي الأول

    كتمت تمزقي

    وأخذت ارقب روعة الجدول

    واتبع موجه الذهبي

    اتبعه ولا أسال

    هنا .. أحجار ياقوت

    وكنز لألي مهمل

    هنا .. نافورة جذلى

    هنا .. جسر من المخمل

    ..هنا

    سفن من التوليب

    ترجوا الأجمل الأجمل

    هنا .. حبر بغير يد

    هنا .. جرح ولا مقتل

    أأخجل منه ..

    هل بحر بعزة موجه يخجل ؟

    انا للخصب مصدره وأنا يده

    وأنا المغزل ...
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    EvinaKobani
    مشرفة
    مشرفة
    EvinaKobani


    انثى
    المشاركات : 1660
    العمر : 36
    العمل/الترفيه : مساعدة الغير
    المزاج : سوريا بلدي
    تاريخ التسجيل : 19/08/2010

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:25 am

    موضوع قمة في الروعة مافي احلى من الشاعر الكبير نزار قباني تقبل مروري  السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 601826
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:26 am

    حوار مع ملك المغول
    ________________
    يا ملك المغول ..
    يا وارث الجزمه والكرباج عن جدّك أرطغولْ
    يا من ترانا كلنّا خيولْ..
    لا فرق- من نوافذ القصور-
    بين الناس والخيولْ..
    يا ملك المغولْ ..
    يا أيها الغاضب من صهيلنا..
    يا أيهل الخائف من تفتّح الحقولْ..
    أريد أن أـقول:
    من قبل أن يقتلني سيّافكم مسرورْ..
    وقبل أن يأتي شهود الزورْ..
    أريد أن أقول كلمتينْ
    لزوجت يالحامل من شهورْ..
    وأصدقائي كلّهم..
    وشعبي المقهورْ..
    أريد أن أقول انّي شاعر
    أحمل في حنجرتي عصفور
    أرفض أن أبيعه..
    وأنت من حنجرتي
    تريد أن تصادر العصفورْ..
    يا ملك المغولْ..
    يا قاهر الجيوش يا مدحرج الرؤوس..
    يا مدوّخ البحورْ..
    يا عاجن الحديد يا مفتت الصخور
    يا آكل الأطفال
    يا مغتصب الأبكار
    يا مفترس العطور
    واعجبي ... واعجبي
    أأنت , والشرطة , والجيش
    على عصفور
    __________________________________________________ _________________
    متى يعلنون وفاة العرب
    ____________________
    1 -
    أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
    تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
    وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
    وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
    ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
    أحاول رسم بلادٍ
    تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
    فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
    وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
    - 2 -
    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
    لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
    وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
    تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
    وتبكي مآذنُها في عيوني.
    أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
    ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
    ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
    تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
    وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
    - 3 -
    أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
    تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
    فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
    - 4 -
    رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
    ولافائدهْ...
    فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
    وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
    رائحةٌ واحدهْ...
    وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
    ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
    - 5 -
    أحاول منذ البداياتِ...
    أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
    رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
    رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
    - 6 -
    أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
    فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
    وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
    وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
    ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
    - 7 -
    أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
    ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
    وأنفُضَ عني غُباري.
    وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
    أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
    وداعا قريشٌ...
    وداعا كليبٌ...
    وداعا مُضَرْ...
    - 8 -
    أحاول رسْمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
    سريري بها ثابتٌ
    ورأسي بها ثابتٌ
    لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
    ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
    ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
    - 9 -
    أحاول منذ الطفولةِ
    فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
    وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
    ليستقبلَ العاشقينْ...
    وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
    بين الرجال...وبين النساءْ...
    وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
    وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
    ولكنهم...أغلقوا فندقي...
    وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
    وطُهْرِ العربْ...
    وإرثِ العربْ...
    فيا لَلعجبْ!!
    - 10 -
    أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
    أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
    وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
    وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
    وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
    أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
    وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
    وبين نُهور اللبنْ...
    وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
    فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
    ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
    ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
    - 11 -
    أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
    وأزرعَ نخلا...
    ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
    أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
    ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
    - 12 -
    أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
    خارجَ كلِ الطقوسْ...
    وخارج كل النصوصْ...
    وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
    أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
    في أي منفى ذهبت إليه...
    لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
    بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
    - 13 -
    أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
    تحدّث عن أنبياء العربْ.
    وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
    فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
    من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
    وبين الرُطَبْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
    لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
    وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
    وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    - 14 -
    أنا منذ خمسينَ عاما،
    أراقبُ حال العربْ.
    وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
    وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
    وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
    ولا يهضمونْ...
    - 15 -
    أنا منذ خمسينَ عاما
    أحاولُ رسمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
    رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
    وحينا رسمت بلون الغضبْ.
    وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
    إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
    ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
    ومَن سوف يبكي عليهم؟
    وليس لديهم بناتٌ...
    وليس لديهم بَنونْ...
    وليس هنالك حُزْنٌ،
    وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
    - 16 -
    أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
    قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
    رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
    رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
    وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
    فقتلى على شاشة التلفزهْ...
    وجرحى على شاشة التلفزهْ...
    ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
    - 17 -
    أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
    نتابع أحداثهُ في المساءْ.
    فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
    - 18 -
    أنا...بعْدَ خمسين عاما
    أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
    رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
    أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
    ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
    رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
    ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...
    __________________________________________________ __________________________
    دكتوراة شرف في كيمياء الحجر
    ______________
    يرمي حجراً..
    أو حجرينْ.
    يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ
    يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،
    ويأتينا..
    من غيرِ يدينْ..
    في لحظاتٍ..
    تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،
    ويولدُ وطنٌ في العينينْ
    في لحظاتٍ..
    تظهرُ حيفا.
    تظهرُ يافا.
    تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ
    تضيءُ القدسُ،
    كمئذنةٍ بين الشفتينْ..
    يرسمُ فرساً..
    من ياقوتِ الفجرِ..
    ويدخلُ..
    كالإسكندرِ ذي القرنينِ.
    يخلعُ أبوابَ التاريخِ،
    وينهي عصرَ الحشّاشينَ،
    ويقفلُ سوقَ القوَّادين،
    ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،
    ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،
    عن الكتفينْ..
    في لحظاتٍ..
    تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،
    يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..
    يرسمُ أرضاً في طبريّا
    يزرعُ فيها سنبلتينْ
    يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،
    يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،
    وفنجانينْ..
    وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،
    ويولدُ وطنٌ في العينينْ
    يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،
    وقد يرمي قمرينْ..
    يرمي قلماً.
    يرمي كتباً.
    يرمي حبراً.
    يرمي صمغاً.
    يرمي كرّاسات الرسمِ
    وفرشاةَ الألوانْ
    تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."
    وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.
    يسقطُ ولدٌ
    في لحظاتٍ..
    يولدُ آلافُ الصّبيانْ
    يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ
    في لحظاتٍ...
    يطلعُ قمرٌ من بيسانْ
    يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،
    يولدُ وطنٌ في العينين..
    ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..
    ويدخلُ في مملكةِ الماء.
    يفتحُ نفقاً آخرَ.
    يُبدعُ زمناً آخرَ.
    يكتبُ نصاً آخرَ.
    يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.
    يقتلُ لغةً مستهلكةً
    منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..
    يفتحُ ثقباً في القاموسِ،
    ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..
    وموتَ قصائدنا العصماءْ..
    يرمي حجراً.
    يبدأ وجهُ فلسطينٍ
    يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..
    يرمي الحجرَ الثاني
    تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ
    يرمي الحجرَ الثالثَ
    تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ
    يرمي الحجر العاشرَ
    حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..
    ويظهرُ نورُ الفجرْ..
    يرمي حجرَ الثورةِ
    حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ
    من فاشستِ العصرْ
    يرمي..
    يرمي..
    يرمي..
    حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ
    بيديهِ،
    ويرميها في البحرْ..
    تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:
    أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟
    أيُّ صبيٍّ؟
    هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟
    أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ
    هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟
    أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ
    فاضت من ورقِ القرآنْ؟
    يسألُ عنهُ العرَّافونَ.
    ويسألُ عته الصوفيّونَ.
    ويسألُ عنه البوذيّونَ.
    ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،
    ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.
    من هوَ هذا الولدُ الطالعُ
    مثلَ الخوخِ الأحمرِ..
    من شجرِ النسيانْ؟
    من هوَ هذا الولدُ الطافشُ
    من صورِ الأجدادِ..
    ومن كذبِ الأحفادِ..
    ومن سروالِ بني قحطانْ؟
    من هوَ هذا الولدُ الباحثُ
    عن أزهارِ الحبِّ..
    وعنْ شمسِ الإنسانْ؟
    من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..
    كآلهةِ اليونانْ؟
    يسألُ عنهُ المضطهدونَ..
    ويسألُ عنهُ المقموعونَ.
    ويسألُ عنه المنفيّونَ.
    وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.
    من هوَ هذا الآتي..
    من أوجاعِ الشمعِ..
    ومن كتبِ الرُّهبانْ؟
    من هوَ هذا الولدُ
    التبدأُ في عينيهِ..
    بداياتُ الأكوانْ؟
    من هوَ؟
    هذا الولدُ الزّارعُ
    قمحَ الثورةِ..
    في كلِّ مكانْ؟
    يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،
    ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.
    من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،
    ومن سوسِ الكلماتْ؟
    من هوَ؟
    هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..
    ومن لُغةِ الأمواتْ؟
    تسألُ صحفُ العالمِ،
    كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..
    يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟
    تسألُ صحفٌ في أمريكا
    كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،
    حيفاويٌّ،
    عكَّاويٌّ،
    نابلسيٌّ،
    يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،
    ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟
    __________________________________________________ _____________________
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:27 am

    أيظن ؟؟
    ______
    أيظن أني لعبة بيديه؟

    أنا لا أفكر في الرجوع إليه

    اليوم عاد كأن شيئا لم يكن

    وبراءة الأطفال في عينيه

    ليقول لي : إني رفيقة دربه

    وبأنني الحب الوحيد لديه

    حمل الزهور إليّ .. كيف أرده

    وصباي مرسوم على شفتيه

    ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي

    كيف التجأت أنا إلى زنديه

    خبأت رأسي عنده .. وكأنني

    طفل أعادوه إلى أبويه

    حتى فساتيني التي أهملتها

    فرحت به .. رقصت على قدميه

    سامحته .. وسألت عن أخباره

    وبكيت ساعات على كتفيه

    وبدون أن أدري تركت له يدي

    لتنام كالعصور بين يديه ..

    ونسيت حقدي كله في لحظة

    من قال إني قد حقدت عليه؟

    كم قلت إني غير عائدة له

    ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..
    __________________________________________________ ________________________
    في المقهى
    __________
    جواري اتخذت مقعدها كوعاء الورد في اطمئنانها
    وكتاب ضارع في يدها يحصد الفضلة من إيمانها
    يثب الفنجان من لهفته في يدي ، شوقا إلى فنجانها
    آه من قبعة الشمس التي يلهث الصيف على خيطانها
    جولة الضوء على ركبتها زلزلت روحي من أركانها
    هي من فنجانها شاربة وأنا أشرب من أجفانها
    قصة العينين .. تستعبدني من رأى الأنجم في طوفانها
    كلما حدقت فيها ضحكت وتعرى الثلج في أسنانها
    شاركيني قهوة الصبح .. ولا تدفني نفسك في أشجانها
    إنني جارك يا سيدتي والربى تسأل عن جيرانها
    من أنا .. خلي السؤالات أنا لوحة تبحث عن ألوانها
    موعدا .. سيدتي! وابتسمت وأشارت لي إلى عنوانها..
    وتطلعت فلم ألمح سوى طبعة الحمرة في فنجانها
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:28 am

    على الغيم
    ___________
    فَرَشتُ أهدابي.. فلن تتعَبي

    نُزْهتنا على دمِ المغربِ

    في غيمةٍ ورديّـةٍ.. بيتـُنــا

    نَسْبَحُ في بريقها المُذْهَبِ

    يسوقُنا العطرُ كما يشتهي

    فحيثُما يذهبْ بنا.. نَذْهَبِ..

    خذي ذراعي.. دربُنا فضّهٌ

    ووعدُنا في مخدعِ الكوكبِ

    أرجوكِ.. إنْ تمسّحتْ نجمةٌ

    بذيلِ فستانكِ.. لا تغضبي

    فإنها صديقةٌ .. حاولتْ

    تقبيلَ رِجليكِ ، فلا تعتبي

    ثِقي بحُبّي .. فهو أقصوصةٌ

    بِأَدْمُعِ النجومِ لم تُكْتَبِ

    حُبِّي بِلَونِ النار.. إنْ مرةً

    وَشْوَشْتُ عنه الحبَّ، يَسْتَغْرِبُ

    لا تَسأَليني..كيفَ أَحْبَبْتَني؟

    يَدفعني إليكِ شوقٌ نــبي..

    و اللهِ إنْ سَأَلتِني نجمةً

    قَلَعْتُها من أُفْقِها .. فاطلبي

    هل كان ينمو الوردُ في قمّتي؟

    لو لم تهلّي أنتِ في ملعبي

    و مطلبي لَديكِ ما يطلبُ

    العصفورُ عند الجدولِ المعشبِ

    و أنتِ لي ، ما العطرُ للوردة

    الحمراء، لا أكونُ إنْ تذهبي ..
    ________________________________________________-
    القبلة الأولى
    __________
    عامان .. مرا عليها يا مقبلتي

    وعطرها لم يزل يجري على شفتي

    كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها

    ولا يزال شذاها ملء صومعتي

    إذ كان شعرك في كفي زوبعة

    وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي

    قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل

    من الهوى أن تكوني أنت محرقتي

    لما تصالب ثغرانا بدافئة

    لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

    تروي الحكايات أن الثغر معصية

    حمراء .. إنك قد حببت معصيتي

    ويزعم الناس أن الثغر ملعبها

    فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟

    يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها

    شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي

    ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا

    ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..

    ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل

    طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟

    لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة

    يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي

    ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية

    نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت

    تركتني جائع الأعصاب .. منفردا

    أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.
    __________________________________________________ _____
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:29 am

    الشقيقتان
    ____________

    قلم الحمرة .. أختاه .. ففي شرفات الظن، ميعادي معه
    أين أصباغي.. ومشطي .. والحلي؟ إن بي وجدا كوجد الزوبعة
    ناوليني الثوب من مشجبه ومن الديباج هاتي أروعه
    سرحيني .. جمليني .. لوني ظفري الشاحب إني مسرعة
    جوربي نار .. فهل أنقذته؟ من يد موشكة أن تقطعه
    ما كذبت الله .. فيما أدعي كاد أن يهجر قلبي موضعة
    رحمة .. يا هند هل أمضى له وأنا مبهورة .. ممتقعة ..
    إنه الآن .. إلى موعدنا جبهة .. باذخة .. مرتفعة
    ورداء يحصد الشمس .. جوى وفم لون الفصول الأربعة
    لا أسميه .. وإن كان اسمه نقرة العود .. وبوح المزرعة
    لو سألت الريش من أجفانه أتقي البرد به .. لاقتلعه
    ركزي يا هند شغلى .. فعلى سحبات الرصد ميعادي معه
    _________________________________

    مع الجريدة
    __________
    أخرجَ من معطفهِ الجريده..

    وعلبةَ الثقابِ

    ودون أن يلاحظَ اضطرابي..

    ودونما اهتمامِ

    تناولَ السكَّرَ من أمامي..

    ذوَّب في الفنجانِ قطعتين

    ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين

    وبعدَ لحظتين

    ودونَ أن يراني

    ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..

    تناولَ المعطفَ من أمامي

    وغابَ في الزحامِ

    مخلَّفاً وراءه.. الجريده

    وحيدةً

    مثلي أنا.. وحيده
    __________________________________________________ __
    الى الصديقة الجديدة
    _________
    وَدَّعتُكِ الأمس ، و عدتُ وحدي

    مفكِّراً بنَوْحكِ الأخيرِ

    كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ

    كتبتُ بالضوءِ و بالعبيرِ

    كتبتُ أشياءَ بدون معنى

    جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ

    مَنْ أنتِ . . مَنْ رماكِ في طريقي ؟

    مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟

    و كانَ قلبي قبل أن تلوحي

    مقبرةً ميِّتَةَ الزُهورِ

    مُشْكلتي . . أنّي لستُ أدري

    حدّاً لأفكاري و لا شعوري

    أضَعْتُ تاريخي ، و أنتِ مثلي

    بغير تاريخٍ و لا مصيرِ

    محبَّتي نار ٌ فلا تُجَنِّي

    لا تفتحي نوافذ َ السعيرِ

    أريدُ أن أقيكِ من ضلالي

    من عالمي المسمَّم ِ العطورِ

    هذا أنا بكلِّ سيئاتي

    بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ

    كشفتُ أوراقي فلا تُراعي

    لن تجدي أطهرَ من شروري

    للحسن ثوراتٌ فلا تهابي

    و جرِّبي أختاهُ أن تثوري

    و لتْشقي مهما يكنْ بحُبِّي

    فإنَّه أكبر ُ من كبيرِ
    __________________________________________________
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:29 am

    شؤون صغيرة
    ___________
    تمر بها أنت .. دون التفات

    تساوي لدي حياتي

    جميع حياتي..

    حوادث .. قد لا تثير اهتمامك

    أعمر منها قصور

    وأحيا عليها شهور

    وأغزل منها حكايا كثيرة

    وألف سماء..

    وألف جزيرة..

    شؤون ..

    شؤونك تلك الصغيرة

    فحين تدخن أجثو أمامك

    كقطتك الطيبة

    وكلي أمان

    ألاحق مزهوة معجبة

    خيوط الدخان

    توزعها في زوايا المكان

    دوائر.. دوائر

    وترحل في آخر الليل عني

    كنجم، كطيب مهاجر

    وتتركني يا صديق حياتي

    لرائحة التبغ والذكريات

    وأبقي أنا ..

    في صقيع انفرادي

    وزادي أنا .. كل زادي

    حطام السجائر

    وصحن .. يضم رمادا

    يضم رمادي..

    ***

    وحين أكون مريضة

    وتحمل أزهارك الغالية

    صديقي.. إلي

    وتجعل بين يديك يدي

    يعود لي اللون والعافية

    وتلتصق الشمس في وجنتي

    وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة

    وأنت ترد غطائي علي

    وتجعل رأسي فوق الوسادة..

    تمنيت كل التمني

    صديقي .. لو أني

    أظل .. أظل عليلة

    لتسأل عني

    لتحمل لي كل يوم

    ورودا جميلة..

    وإن رن في بيتنا الهاتف

    إليه أطير

    أنا .. يا صديقي الأثير

    بفرحة طفل صغير

    بشوق سنونوة شاردة

    وأحتضن الآلة الجامدة

    وأعصر أسلاكها الباردة

    وأنتظر الصوت ..

    صوتك يهمي علي

    دفيئا .. مليئا .. قوي

    كصوت نبي

    كصوت وارتطام النجوم

    كصوت سقوط الحلي

    وأبكي .. وأبكي ..

    لأنك فكرت في

    لأنك من شرفات الغيوب

    هتفت إلي..

    ***

    ويوم أجيء إليك

    لكي أستعير كتاب

    لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب

    تمد أصابعك المتعبة

    إلى المكتبة..

    وأبقي أنا .. في ضباب الضباب

    كأني سؤال بغير جواب..

    أحدق فيك وفي المكتبة

    كما تفعل القطة الطيبة

    تراك اكتشفت؟

    تراك عرفت؟

    بأني جئت لغير الكتاب

    وأني لست سوى كاذبة

    .. وأمضى سريعا إلى مخدعي

    أضم الكتاب إلى أضلعي

    كأني حملت الوجود معي

    وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور

    وأنبش بين السطور .. وخلف السطور

    وأعدو وراء الفواصل .. أعدو

    وراء نقاط تدور

    ورأسي يدور ..

    كأني عصفورة جائعة

    تفتش عن فضلات البذور

    لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير

    تركت بإحدى الزوايا ..

    عبارة حب قصيرة ..

    جنينة شوق صغيرة

    لعلك بين الصحائف خبأت شيا

    سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..

    ***

    وحين نكون معا في الطريق

    وتأخذ - من غير قصد - ذراعي

    أحسن أنا يا صديق ..

    بشيء عميق

    بشيء يشابه طعم الحريق

    على مرفقي ..

    وأرفع كفي نحو السماء

    لتجعل دربي بغير انتهاء

    وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع

    لكي يستمر ضياعي

    وحين أعود مساء إلى غرفتي

    وأنزع عن كتفي الرداء

    أحس - وما أنت في غرفتي -

    بأن يديك

    تلفان في رحمة مرفقي

    وأبقي لأعبد يا مرهقي

    مكان أصابعك الدافئات

    على كم فستاني الأزرق ..

    وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع

    كأن ذراعي ليست ذراعي..
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:30 am

    أكبر من كل الكلمات
    ____________
    سيّدتي ! عندي في الدفترْ

    ترقصُ آلافُ الكلمات

    واحدةٌ في ثوبٍ أصفَرْ

    واحدةٌ في ثوبٍ أحمَرْ

    يحرقُ أطرافَ الصفحاتِ

    أنا لستُ وحيداً في الدنيا

    عائلتي .. حُزْمةُ أبيات

    أنا شاعرُ حُبٍّ جَوَّالٌ

    تعرفُهُ كلُّ الشُرُفاتِ

    تعرفهُ كلُّ الحُلْوَاتِ

    عندي للحبِّ تعابيرٌ

    ما مرَّتْ في بال دواة

    الشمسُ فتحتُ نوافذَها

    و تركتُ هنالكَ مرساتي

    و قطعتُ بحاراً .. و بحاراً

    أنبشُ أعماقَ الموجاتِ

    أبحثُ في جوف الصَدَفاتِ

    عن حرفٍ كالقمر الأخضرْ

    أهديهِ لعينيْ مولاتي

    *

    سيِّدتي ! في هذا الدفترْ

    تجدينَ ألوفَ الكلمات

    الأبيضَ منها و .. و الأحمَرْ

    الأزرقَ منها و .. و الأصفَرْ

    لكنَّكِ .. يا قمري الأخضَرْ

    أحلى من كلِّ الكلماتِ

    أكبرُ من كُلِّ الكلماتِ ..
    __________________________________________________ _
    رسالة جندي في جبهة السويس
    ____________
    يا والدي!

    هذي الحروفُ الثائرهْ

    تأتي إليكَ من السويسْ

    تأتي إليكَ من السويسِ الصابرهْ

    إني أراها يا أبي، من خندقي، سفنُ اللصوصْ

    محشودةٌ عندَ المضيقْ

    هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟

    يتسلّقونَ جدارنا..

    ويهدّدون بقاءنا..

    فبلادُ آبائي حريقْ

    إني أراهم، يا أبي، زرقَ العيونْ

    سودَ الضمائرِ، يا أبي، زُرقَ العيونْ

    قرصانهم، عينٌ من البللورِ، جامدةُ الجفونْ

    والجندُ في سطحِ السفينةِ.. يشتمونَ.. ويسكرونْ

    فرغتْ براميلُ النبيذِ.. ولا يزالُ الساقطونْ..

    يتوعّدونْ

    الرسالة الثانية 30/10/1956

    هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ

    أمرٌ جديدْ..

    لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركهْ

    هبطَ المظليّونَ خلفَ خطوطنا..

    أمرٌ جديدْ..

    هبطوا كأرتالِ الجرادِ.. كسربِ غربانٍ مُبيدْ

    النصفُ بعدَ الواحدهْ..

    وعليَّ أن أُنهي الرسالهْ

    أنا ذاهبٌ لمهمّتي

    لأرُدَّ قطّاعَ الطريقِ.. وسارقي حرّيتي

    لكَ.. للجميعِ تحيّتي.

    الرسالة الثالثة 31/10/1956

    الآنَ أفنَينا فلولَ الهابطينْ

    أبتاهُ، لو شاهدتَهم يتساقطونْ

    كثمارِ مشمشةٍ عجوزْ

    يتساقطونْ..

    يتأرجحونْ

    تحتَ المظلاتِ الطعينةِ

    مثلَ مشنوقٍ تدلّى في سكونْ

    وبنادقُ الشعبِ العظيمِ.. تصيدُهم

    زُرقَ العيونْ

    لم يبقَ فلاحٌ على محراثهِ.. إلا وجاءْ

    لم يبقَ طفلٌ، يا أبي، إلا وجاءْ

    لم تبقَ سكّينٌ.. ولا فأسٌ..

    ولا حجرٌ على كتفِ الطريقْ..

    إلا وجاءْ

    ليرُدَّ قطّاعَ الطريقْ

    ليخُطَّ حرفاً واحداً..

    حرفاً بمعركةِ البقاءْ

    الرسالة الرابعة 1/11/1956

    ماتَ الجرادْ

    أبتاهُ، ماتتْ كلُّ أسرابِ الجرادْ

    لم تبقَ سيّدةٌ، ولا طفلٌ، ولا شيخٌ قعيدْ

    في الريفِ، في المدنِ الكبيرةِ، في الصعيدْ

    إلا وشاركَ، يا أبي

    في حرقِ أسرابِ الجرادْ

    في سحقهِ.. في ذبحهِ حتّى الوريدْ

    هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ

    من حيثُ تمتزجُ البطولةُ بالجراحِ وبالحديدْ

    من مصنعِ الأبطالِ، أكتبُ يا أبي

    من بورسعيدْ..
    ________________________________________
    حبك طير أخضر
    __________
    حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ ..

    طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ ..

    يكبرُ يا حبيبتي كما الطيورُ تكبْرُ

    ينقُرُ من أصابعي

    و من جفوني ينقُرُ

    كيف أتى ؟

    متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ ؟

    لم أفتكرْ بالأمر يا حبيبتي

    إنَّ الذي يُحبُّ لا يُفَكِّرُ ...

    حُبُّكِ طفلٌ أشقرُ

    يَكْسِرُ في طريقه ما يكسرُ ..

    يزورني .. حين السماءُ تُمْطِرُ

    يلعبُ في مشاعري و أصبرُ ..

    حُبُّكِ طفلٌ مُتْعِبٌ

    ينام كلُّ الناس يا حبيبتي و يَسْهَرُ

    طفلٌ .. على دموعه لا أقدرُ ..

    *

    حُبُّكِ ينمو وحدهُ

    كما الحقولُ تُزْهِرُ

    كما على أبوابنا ..

    ينمو الشقيقُ الأحمرُ

    كما على السفوح ينمو اللوزُ و الصنوبرُ

    كما بقلب الخوخِ يجري السُكَّرُ ..

    حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي ..

    يُحيطُ بي

    من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ

    جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ

    حلمٌ من الأحلامِ ..

    لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ ..

    *

    حُبُّكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟

    أزَهْرَةٌ ؟ أم خنجرُ ؟

    أم شمعةٌ تضيءُ ..

    أم عاصفةٌ تدمِّرُ ؟

    أم أنه مشيئةُ الله التي لا تُقْهَرُ

    *

    كلُّ الذي أعرفُ عن مشاعري

    أنكِ يا حبيبتي ، حبيبتي ..

    و أنَّ من يًُحِبُّ ..

    لا يُفَكِّرُ ..
    ___________________________________________
    لاتحبيني
    ___________
    هذا .. الهوى ما عاد يغرينيَ ! فلتستريحيِ .. ولترُيحينيِ
    إن كان حبكِ .. في تقلبُه ما قد رأيتُ .. فلا تُحبينيِ
    حبي . . هو الدنيا بأجمعها أما هواك فليس يعنيني
    أحزانيَ الصغرى .. تعانقنيَ وتزورنيَ ... أن لم تزوريني
    ما همني .. ما تشعرين به إن أفتكاري فيكِ يكفيني
    فالحبُ . وهمٍ في خواطرنا كالعطر , في بال البساتين
    عيناكِ . من حزني خلقتُهما ما أنتِ ؟ ما عيناكِ ؟ من دوني
    فمُكِ الصغيرً ... أدرتهُ بيدي وزرعتهُ أزهار ليمون
    حتى جمالُك , ليس يذهلني إن غاب من حينٍ إلى حين
    فالشوقُ يفتحُ ألف نافدةٍ خضراء ... عن عينيكِ تغنينيَ
    لا فرق عنديَ يا معذبتيِ أحببتنيِ ، أم لم تُحبينيِ
    أنتِ أستريحيِ ... من هواي أنا لكن سألتكِ ... لا ترُيحني
    __________________________________________
    مهرجة
    ________
    أتريدين إذ وجدت العشيقا أتريدين أن أكون صديقا
    وتقولينها بكل غبــاء بؤبؤا جامدا . . ووجها صفيقا
    موقفي تعرفينه .. فتواري عن طريقي يا من أضعتي الطريقا
    مضحك ما اقترحت .. يا بهلوانا يستحق الرثاء .. لا التصفيقا
    أصديق .. وبعد خمس سنين كنت فيها الشذا وكنت الرحيقا
    يا له من منطق النساء .. أمثلي يقبل الآن أن يكون صديقــا
    أسالي ....... عن بصماتي كل ....... أشعلت فيه حريقا
    هكذا بين ليلة وضحاهـــا نتلاقى شقيقة .. وشقيقـــا
    فكأني لم أملأ الصدر لوزا وعلى الثغر ما سكبت العقيقا
    إطمئني .. فلن ازور نفسي قدر النسر أن يظل طليقــا
    ابدا .. لن أكون قطا أليفا تستضيفينه .. وثوبا عتيقا
    سيدا كنت .. في مقاصير حبي ومن الصعب أن أصير رقيقا
    __________________________________________________
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:31 am

    هذة بلاد الشقة المفروشة !
    _____________
    هـذي البـلادُ شـقَّـةٌ مَفـروشـةٌ ، يملُكُها شخصٌ يُسَمّى عَنترَهْ …

    يسـكَرُ طوالَ الليل عنـدَ بابهـا ، و يجمَعُ الإيجـارَ من سُكّـانهـا ..

    وَ يَطلُبُ الزواجَ من نسـوانهـا ، وَ يُطلقُ النـارَ على الأشجـار …

    و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المُعَطّـرَهْ ...

    هـذي البـلادُ كلُّهـا مَزرَعَـةٌ شخصيّـةٌ لعَنـترَهْ …

    سـماؤهـا .. هَواؤهـا … نسـاؤها … حُقولُهـا المُخضَوضَرَهْ …

    كلُّ البنايـات – هنـا – يَسـكُنُ فيها عَـنتَرَهْ …

    كلُّ الشـبابيك علَيـها صـورَةٌ لعَـنتَرَهْ …

    كلُّ الميـادين هُنـا ، تحمـلُ اسـمَ عَــنتَرَهْ …

    عَــنتَرَةٌ يُقـيمُ فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز …

    و فـي زجـاجـة الكُولا ، وَ فـي أحـلامنـا المُحتَضـرَهْ ...

    مـدينـةٌ مَهـجورَةٌ مُهَجّـرَهْ …

    لم يبقَ – فيها – فأرةٌ ، أو نملَـةٌ ، أو جدوَلٌ ، أو شـجَرَهْ …

    لاشـيء – فيها – يُدهشُ السّـياح إلاّ الصـورَةُ الرسميّـة المُقَرَّرَهْ ..

    للجـنرال عَــنتَرَهْ …

    فـي عرَبـات الخَـسّ ، و البـطّيخ …

    فــي البـاصـات ، فـي مَحطّـة القطـار ، فـي جمارك المطـار..

    فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا …

    و فـي كُلّ فئـات العُمـلَة المُزَوَّرَهْ …

    فـي غرفَـة الجلوس … فـي الحمّـام .. فـي المرحاض ..

    فـي ميـلاده السَـعيد ، فـي ختّـانه المَجيـد ..

    فـي قُصـوره الشـامخَـة ، البـاذخَـة ، المُسَـوَّرَهْ …

    مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينَـةُ المُسـتَعمَرَهْ …

    فَحُزنُنـا مُكّرَّرٌ ، وَمَوتُنـا مُكَرَّرٌ ،ونكهَةُ القهوَة في شفاهنـا مُكَرَّرَهْ …

    فَمُنذُ أَنْ وُلدنـا ،و نَحنُ مَحبوسُونَ فـي زجـاجة الثقافة المُـدَوَّرَهْ …

    وَمُـذْ دَخَلـنَا المَدرَسَـهْ ،و نحنُ لانَدرُسُ إلاّ سيرَةً ذاتيّـةً واحـدَهً …

    تـُخبرنـا عـن عَضـلات عَـنتَرَهْ …

    وَ مَكـرُمات عَــنتَرَهْ … وَ مُعجزات عَــنتَرَهْ …

    ولا نرى في كلّ دُور السينما إلاّ شريطاً عربيّاً مُضجراً يلعبُ فيه عَنتَرَهْ …

    لا شـيء – في إذاعَـة الصـباح – نهتـمُّ به …

    فـالخـبَرُ الأوّلُــ – فيهـا – خبرٌ عن عَــنترَهْ …

    و الخَـبَرُ الأخـيرُ – فيهـا – خَبَرٌ عن عَــنتَرَهْ …

    لا شـيءَ – في البرنامج الثـاني – سـوَى :

    عـزفٌ – عـلى القـانون – من مُؤلَّفـات عَــنتَرَهْ …

    وَ لَـوحَـةٌ زيتيّـةٌ من خـربَشــات عَــنتَرَهْ ...

    و بـاقَـةٌ من أردَئ الشـعر بصـوت عـنترَهْ …

    هذي بلادٌ يَمنَحُ المُثَقَّفونَ – فيها – صَوتَهُم ،لسَـيّد المُثَقَّفينَ عَنتَرَهْ …

    يُجَمّلُونَ قـُبحَهُ ، يُؤَرّخونَ عصرَهُ ، و ينشُرونَ فكرَهُ …

    و يَقـرَعونَ الطبـلَ فـي حـروبـه المُظـفَّرَهْ …

    لا نَجـمَ – في شـاشَـة التلفـاز – إلاّ عَــنتَرَهْ …

    بقَـدّه المَيَّـاس ، أو ضحكَـته المُعَبـرَهْ …

    يـوماً بزيّ الدُوق و الأمير … يـوماً بزيّ الكادحٍ الفـقير …

    يـوماً عـلى طـائرَةٍ سَـمتيّـةٍ .. يَوماً على دبّابَة روسيّـةٍ …

    يـوماً عـلى مُجَـنزَرَهْ …

    يـوماً عـلى أضـلاعنـا المُكَسَّـرَهْ …

    لا أحَـدٌ يجـرُؤُ أن يقـولَ : " لا " ، للجـنرال عَــنتَرَهْ …

    لا أحَـدٌ يجرؤُ أن يسـألَ أهلَ العلم – في المدينَة – عَن حُكم عَنتَرَهْ …

    إنَّ الخيارات هنا ، مَحدودَةٌ ،بينَ دخول السَجن ،أو دخول المَقبَرَهْ ..

    لا شـيء فـي مدينَة المائة و خمسين مليون تابوت سوى …

    تلاوَةُ القُرآن ، و السُرادقُ الكبير ، و الجنائز المُنتَظرَهْ …

    لا شيء ،إلاَّ رجُلٌ يبيعُ - في حقيبَةٍ - تذاكرَ الدخول للقبر ، يُدعى عَنتَرهْ …

    عَــنتَرَةُ العَبسـيُّ … لا يَترُكنـا دقيقةً واحدَةً …

    فـ مَرّةَ ، يـأكُلُ من طعامنـا … و َمـرَّةً يشرَبُ من شـرابنـا …

    وَ مَرَّةً يَندَسُّ فـي فراشـنا … وَ مـرَّةً يزورُنـا مُسَـلَّحاً …

    ليَقبَضَ الإيجـار عن بلادنـا المُسـتأجَرَهْ
    _________________________________________
    يوميات
    __________
    11

    أسائل دائما نفسي:

    لماذا لا يكون الحب في الدنيا؟

    لكل الناس .. كل الناس..

    مثل أشعة الفجر...

    لماذا لا يكون الحب قي الدنيا؟

    مثل الماء في النهر..

    ومثل الغيم والأمطار,

    و الأعشاب والزهر...

    أليس الحب للإنسان

    عمراً داخل العمر؟؟؟..

    لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟

    طبيعياً...

    كأية زهرة بيضاء..

    طالعة من الصخر...

    طبيعيا ...

    كلقيا الثغر بالثغر...

    ومنسابا

    كما شعري على ظهري...

    لماذا لا يحب الناس... في لين وفي يسر؟

    كما الأسماك في البحر؟؟؟

    كما الأقمار في أفلاكها تجري...

    لماذا لا يكون الحب في بلدي؟

    ضروريا..

    كديوان من الشعر؟؟
    _____________________________________--
    الافتتاحية
    ____________
    إلى امرأة لا تعاد

    تسمى . . مدينة حزني

    إلى من تسافر مثل السفينة في ماء عيني

    وتدخل وقت الكتابة

    ما بين صوتي وبيني

    أقدم موتي إليك .. على شكل شعر

    فكيف تظنين أني أغني؟
    ___________________________________
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:31 am

    المحاكمة
    ____________
    يعانق الشرق أشعاري .. ويلعنها

    فألف شكر لمن أطرى . . ومن لعنا

    فكم مذبوحة . .دافعت عن دمها

    وكل خائفة أهديتها وطنا

    وكل نهد . .أنا أيدت ثورته

    وما ترددت في أن أدفع الثمنا

    أنا مع الحب حتى حين يقتلني

    إذا تخليت عن عشقي .. فلست أنا
    _________________________________
    الاندلس

    كتبتِ لي يا غاليه..

    كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه

    عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..

    عن عقبة بن نافعٍ

    يزرع شتلَ نخلةٍ..

    في قلبِ كلِّ رابيه..

    سألتِ عن أميةٍ..

    سألتِ عن أميرها معاويه..

    عن السرايا الزاهيه

    تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها

    حضارةً وعافيه..

    لم يبقَ في إسبانيه

    منّا، ومن عصورنا الثمانيه

    غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،

    بجوف الآنيه..

    وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ

    ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..

    لم يبقَ من قرطبةٍ

    سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه

    سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..

    لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..

    قافيةٌ ولا بقايا قافيه..

    لم يبقَ من غرناطةٍ

    ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه

    وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"

    تلقاك في كلِّ زاويه..

    لم يبقَ إلا قصرُهم

    كامرأةٍ من الرخام عاريه..

    تعيشُ –لا زالت- على

    قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..

    مضت قرونٌ خمسةٌ

    مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه

    ولم تزل أحقادنا الصغيره..

    كما هيَه..

    ولم تزل عقليةُ العشيره

    في دمنا كما هيه

    حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..

    أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ

    مَضت قرونٌ خمسةٌ

    ولا تزال لفظةُ العروبه..

    كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..

    كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه

    نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..

    مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه

    كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..

    ***


    اكبر من كل الكلمات

    سيّدتي ! عندي في الدفترْ

    ترقصُ آلافُ الكلمات

    واحدةٌ في ثوبٍ أصفَرْ

    واحدةٌ في ثوبٍ أحمَرْ

    يحرقُ أطرافَ الصفحاتِ

    أنا لستُ وحيداً في الدنيا

    عائلتي .. حُزْمةُ أبيات

    أنا شاعرُ حُبٍّ جَوَّالٌ

    تعرفُهُ كلُّ الشُرُفاتِ

    تعرفهُ كلُّ الحُلْوَاتِ

    عندي للحبِّ تعابيرٌ

    ما مرَّتْ في بال دواة

    الشمسُ فتحتُ نوافذَها

    و تركتُ هنالكَ مرساتي

    و قطعتُ بحاراً .. و بحاراً

    أنبشُ أعماقَ الموجاتِ

    أبحثُ في جوف الصَدَفاتِ

    عن حرفٍ كالقمر الأخضرْ

    أهديهِ لعينيْ مولاتي

    *

    سيِّدتي ! في هذا الدفترْ

    تجدينَ ألوفَ الكلمات

    الأبيضَ منها و .. و الأحمَرْ

    الأزرقَ منها و .. و الأصفَرْ

    لكنَّكِ .. يا قمري الأخضَرْ

    أحلى من كلِّ الكلماتِ

    أكبرُ من كُلِّ الكلماتِ ..

    ****


    السيرة الداتية لسياف عربي

    أيها الناس:

    لقد أصبحت سلطانا عليكم

    فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...

    إننى لا أتجلى دائما..

    فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى

    اتركوا أطفالكم من غير خبز

    واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى

    إحمدوا الله على نعمته

    فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،

    والتاريخ لا يكتب دونى

    إننى يوسف فى الحسن

    ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى

    وجبينا نبويا كجبينى

    وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز

    فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى

    أيها الناس:

    أنا مجنون ليلى

    فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..

    واعبثوا أزواجكم كى يشكرونى

    شرف أن تأكلوا حنطة جسمى

    شرف أن تقطفوا لوزى وتينى

    شرف أن تشبهونى..

    فأنا حادثة ما حدثت

    منذ آلاف القرون..

    2

    أيها الناس:

    أنا الأول والأعدل،

    والأجمل من بين جميع الحاكمين

    وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين

    وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..

    كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى

    من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟

    من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..

    ومن يحيى عظام الميتين؟

    من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟

    من ترى يرسل للناس المطر؟

    من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟

    من ترى يصلبهم فوق الشجر؟

    من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟

    ويموتوا كالبقر؟

    كلما فكرت أن أتركهم

    فاضت دموعى كغمامة..

    وتوكلت علىلا الله ...

    وقررت أن أركب الشعب..

    من الآن.. الى يوم القيامه..

    3

    أيها الناس:

    أنا أملككم

    كما أملك خيلى .. وعبيدى

    وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى

    فاسجدوا لى فى قيامى

    واسجدوا لى فى قعودى

    أولم أعثر عليكم ذات يوم

    بين أوراق جدودى ؟؟

    حاذروا أن تقرأوا أى كتاب

    فأنا أقرأ عنكم..

    حاذروا أن تكتبوا أى خطاب

    فأنا أكتب عنكم..

    حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر

    فإنى بنواياكم عليم

    حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى

    فهذا عندنا إثم عظيم

    والزموا الصمت، إذا كلمتكم

    فكلامى هو قرآن كريم..

    4

    أيها الناس:

    أنا مهديكم ، فانتظرونى

    ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى

    أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال

    فى حب الوطن

    فأنا صرت الوطنه.

    إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات

    وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،

    وزرق الأغنيات

    إرفعوا فوق الميادين تصاويرى

    وغطونى بغيم الكلمات

    واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً..

    فأنا لست أشيخ..

    جسدى ليس يشيخ..

    وسجونى لا تشيخ..

    وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ..

    أيها الناس:

    أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى

    وأنا جنكيز خان جئتكم..

    بحرابى .. وكلابى.. سوجونى

    لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى

    فأنا أقتل كى لاتقتلونى....

    وأنا أشنق كى لا تشنقونى..

    وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى

    لكيلا تدفونى..

    5

    أيها الناس :

    اشتروا لى صحفا تكتب عنى

    إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع

    إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع

    ومدادا .. ومطابع

    كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع..

    إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى

    واطبخوا لى شاعرا،

    واجعلوه، بين أطباق طعامى..

    أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء

    فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى..

    واجعلونى نجم كل الأغلفة

    فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى

    فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد

    أشترى ديوان بشار بن برد

    وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد..

    فالملايين التى فى بيت مال المسلمين

    هى ميراث قديم لأبى

    فخذوا من ذهبى

    واكتبوا فى أمهات الكتب

    أن عصرى عصر هارون الرشيد...

    6

    يا جماهير بلادى:

    ياجماهير العشوب العربية

    إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية

    سجلوا صوتى على أشرطة

    إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية

    صورونى باسما مثل الجوكندا

    ووديعا مثل وجه المدلية

    صورونى...

    وأنا أفترس الشعر بأسنانى..

    وأمتص دماء الأبجدية

    صورونى

    بوقارى وجلالى،

    وعصاى العسكرية

    صورونى..

    عندما أصطاد وعلا أو غزالا

    صورونى..

    عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية

    يا جماهير العشوب العربية...

    7

    أيها الناس:

    أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..

    وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون

    وعن العشر الذى - من خلف ظهرى - تقرأون

    فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى

    بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل

    ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل

    أيها الناس: أنا سجانكم

    وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى

    إننى المنفى فى داخل قصرى

    لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى

    منذ أن جئت الى السلطة طفلا

    ورجال السيرك يلتفون حولى

    واحد ينفخ ناياً..

    واحد يضرب طبلا

    واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..

    منذ أن جئت الى السلطة طفلا..

    لم يقل لى مستشار القصر (كلا)

    لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا)

    لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا)

    لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا)

    إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها

    وأرى الشعب من الشرفة رملا..

    فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد

    أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..

    إنما أقتلكم .. كى أتسلى..
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:32 am

    شعراء الأرض المحتلة
    _______________________




    1

    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ

    يا مَن أوراقُ دفاتركمْ

    بالدمعِ مغمّسةٌ، والطينْ

    يا مَن نبراتُ حناجركمْ

    تشبهُ حشرجةَ المشنوقينْ

    يا مَن ألوانُ محابركمْ

    تبدو كرقابِ المذبوحينْ

    نتعلّم منكم منذُ سنينْ

    نحنُ الشعراءَ المهزومينْ

    نحنُ الغرباءَ عن التاريخِ، وعن أحزانِ المحزونينْ

    نتعلّمُ منكمْ ..

    كيفَ الحرفُ يكونُ له شكلُ السكّينْ .



    2

    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ

    يا أجملَ طيرٍ يأتينا من ليلِ الأسرْ

    يا حزناً شفّافَ العينين، نقيّاً مثلَ صلاةِ الفجرْ

    يا شجرَ الوردِ النابتِ من أحشاءِ الجمرْ

    يا مطراً يسقطُ .. رغمَ الظلمِ ، ورغمَ القهرْ

    نتعلّمُ منكم كيف يغنّي الغارقُ من أعماقِ البئرْ

    نتعلّمُ .. كيفَ يسيرُ على قدميهِ القبرْ

    نتعلّمُ كيفَ يكونُ الشعرْ ..

    فلدينا .. قد ماتَ الشعراءُ ، وماتَ الشعرْ ..

    الشعرُ لدينا درويشٌ ..

    يترنّحُ في حلقاتِ الذكرْ

    والشاعرُ يعملُ حوذياً لأميرِ القصرْ ..

    الشاعرُ مخصيُّ الشفتينِ .. بهذا العصرْ

    يمسحُ للحاكمِ معطفهُ ، ويصبُّ لهُ أقداحَ الخمرْ

    الشاعرُ مخصيُّ الكلماتِ ..

    وما أشقى خصيانَ الفكرْ ...



    3

    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..

    يا ضوءَ الشمسِ الهاربَ من ثقبِ الأبوابْ

    يا قرعَ الطبلِ القادمَ من أعماقِ الغابْ ..

    يا كلَّ الأسماءِ المحفورةِ في ريشِ الأهدابْ

    ماذا نخبركم يا أحبابْ ؟

    عن أدبِ النكسةِ ، شعرِ النكسةِ ، يا أحبابْ ..

    ما زلنا منذُ حزيران .. نحنُ الكُتّابْ

    نتمطّى فوقَ وسائدنا ..

    نلهو بالصرفِ وبالإعرابْ

    يطأُ الإرهابُ جماجمَنا

    ونقبِّلُ أقدامَ الإرهابْ

    نركبُ أحصنةً من خشبٍ

    ونقاتلُ أشباحاً وسرابْ ..

    ونُنادي : يا ربَّ الأربابْ

    نحنُ الضعفاءُ ، وأنتَ المنتصرُ الغلاّبْ

    نحنُ الفقراءُ ، وأنتَ الرزّاقُ الوهّابْ

    نحنُ الجبناءُ ، وأنتَ الغفّارُ التوّابْ

    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..

    ما عادَ لأعصابي أعصابْ

    حُرماتُ القدسِ قد انتُهكَتْ

    وصلاحُ الدينِ من الأسلابْ

    ونسمّي أنفسنا كُتّابْ ؟



    4

    محمودَ الدرويش .. سلاما

    توفيقَ الزيّاد .. سلاما

    يا فدوى طوقان .. سلاما

    يا مَن تبرونَ على الأضلاعِ الأقلاما ..

    نتعلّمُ منكم ، كيفَ نفجّرُ في الكلماتِ الألغاما ..

    شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..

    ما زالَ دراويشُ الكلمهْ

    في الشرقِ ، يكشُّونَ حَمَاما ..

    يحسونَ الشايَ الأخضرَ .. يجترّونَ الأحلاما ..

    لو أنَّ الشعراءَ لدينا ..

    يقفونَ أمامَ قصائدكمْ ..

    لَبَدَوْا .. أقزاماً .. أقزاما ..
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:33 am

    الممثلون

    ____________________



    (1)



    حين يصيرُ الفكرُ في مدينةٍ

    مُسَطَّحاً كحدوةِ الحصانْ ..

    مُدوَّراً كحدوةِ الحصانْ ..

    وتستطيعُ أيُّ بندقيّةٍ يرفعُها جَبانْ

    أن تسحقَ الإنسانْ

    حينَ تصيرُ بلدةٌ بأسرِها ..

    مصيدةً .. والناسُ كالفئرانْ

    وتصبحُ الجرائد الموَجَّههْ ..

    أوراقَ نعيٍ تملأُ الحيطانْ

    يموتُ كلُّ شيءْ

    يموتُ كلُّ شيءْ

    الماءُ ، والنباتُ ، والأصواتُ ، والألوانْ

    تُهاجِرُ الأشجارُ من جذورِها

    يهربُ من مكانِه المكانْ

    وينتهي الإنسانْ



    (2)



    حينَ يصيرُ الحرفُ في مدينةٍ

    حشيشةً يمنعُها القانونْ

    ويصبحُ التفكيرُ كالبغاءِ ، واللّواطِ ، والأفيونْ

    جريمةً يطالُها القانونْ

    حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ

    ضفادعاً مفقوءةَ العيونْ

    فلا يثورونَ ولا يشكونْ

    ولا يغنّونَ ولا يبكونْ

    ولا يموتونَ ولا يحيونْ

    تحترقُ الغاباتُ ، والأطفالُ ، والأزهارْ

    تحترقُ الثمارْ

    ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه

    أذلَّ من صرصارْ ..



    (3)

    حينَ يصيرُ العدلُ في مدينةٍ

    سفينةً يركبُها قُرصانْ

    ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه

    محاصَراً بالخوفِ والأحزانْ

    حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ

    أكبرَ من مساحةِ الأجفانْ

    يسقطُ كلُّ شيءْ

    الشمسُ ، والنجومُ ، والجبالُ ، والوديانْ

    والليلُ ، والنهارُ ، والبحارُ ، والشطآنْ

    واللهُ .. والإنسانْ



    (4)



    حينَ تصيرُ خوذةٌ .. كالربِّ في السّماءْ

    تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ

    تمعسُهمْ .. تهرسُهمْ ..

    تميتُهمْ .. تبعثُهمْ ..

    تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ

    حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ

    ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ ..

    مِمسَحَةً .. والفكرُ كالحذاءْ

    حينَ تصيرُ نسمةُ الهواءْ

    تأتي بمرسومٍ من السلطانْ

    وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها ..

    تأتي بمرسومٍ من السلطانْ

    وقطرةُ الماءِ التي نشربُها

    تأتي بمرسومٍ من السلطانْ

    حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها

    ماشيةً تعلفُ في زريبةِ السلطانْ

    يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ

    وتُجهَضُ النساءْ ..

    وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا ..

    مشنقةً سوداءْ



    (5)



    متى سترحلونْ ؟

    المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ ..

    متى سترحلونْ ؟

    والناسُ في القاعةِ يشتمونَ .. يبصقونْ

    كانتْ فلسطينُ لكمْ ..

    دجاجةً من بيضِها الثمينِ تأكلونْ

    كانتْ فلسطينُ لكمْ ..

    قميصَ عثمانَ الذي بهِ تُتاجِرونْ

    طوبى لكمْ ..

    على يديكمْ أصبحتْ حدودُنا من وَرَقٍ

    فألفُ تُشكَرونْ ..

    على يديكمْ أصبحتْ بلادُنا

    إمرأةً مباحةً .. فألفُ تُشكَرونْ



    (6)



    حربُ حُزيرانَ انتهتْ ..

    فكلُّ حربٍ بعدَها ، ونحنُ طيّبونْ

    أخبارُنا جيّدةٌ

    وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ

    جمرُ النراجيلِ ، على أحسنِ ما يكونْ

    وطاولاتُ الزّهرِ .. ما زالتْ على أحسنِ ما يكونْ

    والقمرُ المزروعُ في سمائِنا

    مدَوَّرُ الوجهِ على أحسنِ ما يكونْ

    وصوتُ فيروزَ ، من الفردوسِ يأتي : " نحنُ راجعونْ "

    تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ "

    صاروا على مِترَينْ من أبوابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ "

    ناموا على فراشِنا ، و "نحنُ راجِعونْ "

    وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ :

    " إنّا إلى الله لَراجعونْ " ...



    (7)



    حربُ حزيرانَ انتهتْ

    وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ

    كُتّابُنا على رصيفِ الفكرِ عاطلونْ

    من مطبخِ السلطانِ يأكلونْ

    بسيفهِ الطويلِ يضربونْ

    كُتّابُنا ما مارسوا التفكيرَ من قرونْ

    لم يُقتَلوا .. لم يُصلَبوا ..

    لم يقِفوا على حدودِ الموتِ والجنونْ

    كُتّابُنا يحيونَ في إجازةٍ ..

    وخارجَ التاريخِ .. يسكنونْ ..

    حربُ حزيرانَ انتهتْ

    جرائدُ الصباحِ ما تغيّرتْ

    الأحرفُ الكبيرةُ الحمراءُ .. ما تغيّرتْ

    الصورُ العاريةُ النكراءُ .. ما تغيّرتْ

    والناسُ يلهثونْ .. تحتَ سياطِ الجنسِ يلهثونْ

    تحتَ سياطِ الأحرفِ الكبيرةِ الحمراءِ .. يسقطونْ

    الناسُ كالثيرانِ في بلادِنا ، بالأحمرِ الفاقعِ يُؤخَذونْ ...



    (8)



    حربُ حزيرانَ انتهتْ ...

    وضاعَ كلُّ شيءْ ..

    الشّرفُ الرّفيعُ ، والقلاعُ ، والحصونْ

    والمالُ والبنونْ

    لكنّنا .. باقونَ في محطّةِ الإذاعهْ ..

    " فاطمةٌ تُهدي إلى والدِها سلامَها .. "

    " وخالدٌ يسألُ عن أعمامِه في غَزَّةَ .. وأينَ يقطنونْ ؟ "

    " نفيسةٌ قد وضعتْ مولودَها .. "

    " وسامرٌ حازَ على شهادةِ الكفاءهْ .. "

    " فطمئنونا عنكُمُ ..

    " عنوانُنا المخيّمُ التسعونْ .. "



    (9)



    حربُ حزيرانَ انتهتْ ..

    كأنَّ شيئاً لم يكنْ ..

    لم تختلفْ أمامَنا الوجوهُ والعيونْ

    محاكمُ التفتيشِ عادتْ .. والمفتّشونْ

    والدونكشوتيّونَ .. ما زالوا يُشَخِّصونْ

    والناسُ من صعوبةِ البُكاءِ يضحكونْ

    ونحنُ قانِعونْ ..

    بالحربِ قانعونْ .. والسلمِ قانعونْ

    بالحرِّ قانعونْ .. والبردِ قانعونْ

    بالعقمِ قانعونْ .. والنسلِ قانعونْ

    بكلِّ ما في لوحِنا المحفوظِ في السماءِ قانعونْ ..

    وكل ما نملكُ أن نقولَهُ :

    " إنّا إلى اللهِ لَراجعونْ " ...



    (10)



    إحترقَ المسرحُ مِن أركانِهِ

    ولم يَمُتْ ـ بعدُ ـ الممثِّلونْ ..
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:34 am

    ملاحظات في زمن الحب والحرب

    ____________________________



    1

    ألاحظتِ شيئاً ؟

    ألاحظتِ أنَّ العلاقةَ بيني وبينكِ ..

    في زمنِ الحرب ..

    تأخذُ شكلاً جديدا

    وتدخلُ طوراً جديدا

    وأنّكِ أصبحتِ أجملَ من أيِّ يومٍ مضى ..

    وأنّي أحبّكِ أكثرَ من أيَّ يومٍ مضى ..

    ألاحظتِ ؟

    كيفَ اخترقنا جدارَ الزمنْ

    وصارتْ مساحةُ عينيكِ

    مثلَ مساحةِ هذا الوطنْ ..



    2

    ألاحظتِ ؟

    هذا التحوّلَ في لونِ عينيكِ

    حينَ استمعنا معاً .. لبيانِ العبورْ

    ألاحظتِ ؟

    كيف احتضنتُكِ مثل المجانينِ ..

    كيفَ عصرتُكِ مثلَ المجانين ..

    كيفَ رفعتُكِ .. ثم رميتُكِ ..

    ثم رفعتُكِ .. ثم رميتُكِ ..

    فاليومَ عرسٌ ..

    وتشرينُ سيّدُ كلِّ الشّهورْ ..

    ألاحظتِ ؟

    كيفَ تجاوزتُ كلَّ ضفافي ؟

    وكيفَ غمرتُكِ مثلَ مياهِ النهورْ

    ألاحظتِ .. كيفَ اندفعتُ إليكِ ؟

    كأنّي أراكِ لأوّلِ مرّهْ ..

    ألاحظتِ كيفَ انسجمْنا ..

    وكيفَ لَهِثنا .. وكيفَ عَرِقنا ..

    وكيفَ استحَلْنا رماداً .. وكيفَ بُعِثنا ..

    كأننا نمارسُ فِعلَ الغرامْ ..

    لأوّلِ مرّهْ ..



    3

    ألاحظتِ ؟

    كيفَ تحرّرتُ من عقدةِ الذَّنْبِ ..

    كيفَ أعادتْ

    ليَ الحربُ كلَّ ملامحِ وجهي القديمهْ

    أحبُّكِ في زمنِ النصرِ ..

    إن الهوى لا يعيشُ طويلاً

    بظلِّ الهزيمهْ



    4

    هل الحربُ تُنقذنا بعدَ طول الضّياع ؟

    وتُضرمُ أشواقَنا الغافيهْ

    فتجعلَني بدويَّ الطِّباعْ

    وتجعلَكِ امرأةً ثانيهْ



    5

    ألاحظتِ ؟

    كيفَ اكتشفنا طفولَتنا

    بعدَ ستِّ سنين

    وكيفَ رجعنا أخيراً ..

    لمملكةِ العشقِ والعاشقينْ

    أأحسستِ مثلي ؟

    بأنَّ رجالَ المظلاّتِ كانوا ..

    يحطّونَ مثل الحَمامِ على راحتَيْنا

    وأنَّ جنودَ المغاويرِ كانوا ..

    يمرّون فوقَ عروقِ يدينا ..

    ألاحظتِ ؟

    كيفَ نثرنا عليهمْ

    عقودَ البنفسجِ والياسمينْ

    وكيف ركضنا إليهمْ ..

    وكيف انحنَينا ..

    أمامَ بنادقهمْ خاشعينْ

    لأاحظتِ كيفَ ضحكنا ..

    وكيف بكَينا ..

    وكيفَ عبرنا الجسورَ معَ العابرينْ



    6

    تركتُ عصورَ انحطاطي ورائي ..

    تركتُ عصورَ الجفافْ

    وجئتُ على فرسِ الريحِ والكبرياءِ

    لكي أشتري لكِ ثوبَ الزّفافْ ..



    7

    تصيرينَ في زمنِ الحربِ ..

    مصقولةً كالمرايا

    ومسحوبةً كالزرافهْ

    وبينَ يدينا تذوبُ الحدودً

    وتُلغى المسافهْ



    8

    قرأتُ خرائطَ جسمكِ ..

    في كتبي المدرسيّهْ ..

    ولا زلتُ أحفظُ أسماءَ كلِّ النهورِ ،

    وأشكالَ كلِّ الصخورِ ،

    وعاداتِ كلِّ البوادي

    ولا زلتُ أحفظُ أعمارَ كلِّ الجيادِ

    فكيفَ أفرّقُ بين حرارةِ جسمكِ أنتِ ..

    وبينَ حرارةِ أرضِ بلادي ؟



    9

    وجدنا أخيراً .. حدودَ فمَينا

    عثرنا على لغةٍ للحوارْ

    وكانَ حزيرانُ يجلسُ فوقَ يدينا

    ويحبسُنا في كهوفِ الغُبارْ

    وكنتُ أحبُّكِ ..

    لكنَّ ليلَ الهزيمةِ صادرَ منّي النهارْ

    وكنتُ أريدَ الوصولَ أليكِ ..

    ولكنّهم أنزلوني .. قُبيلَ رحيلِ القطارْ ..

    وكنتُ أفكّرُ فيكِ كثيراً ..

    وأحلُمُ فيكِ كثيراً ..

    وكنتُ أهَرِّبُ شعري إليكِ

    برغمِ الحصارْ

    ولكنّهم أعدموني مراراً

    وأرخوا عليَّ السّتارْ

    ولكنْ برغمِ تعدُّدِ موتي

    بقيتُ أحبُّكِ .. يا زهرةَ الجُلَّنارْ



    10

    أحبُّكِ أنتِ ..

    وأكتبُ حبّي على وجهِ كلِّ غمامهْ

    وأعطي مكاتيبَ عشقي ..

    لكلِّ يمامهْ

    أحبُّكِ في زمنِ العنفِ ..

    مَن قالَ إنّي أريدُ السلامهْ ؟

    أحبُّكِ .. يا امرأةً من بلادي

    وأنوي ، على شفتيكِ ، الإقامهْ



    11

    ألاحظتِ ؟

    كم تشبهينَ دمشقَ الجميلهْ

    وكم تشبهينَ المآذنَ ..

    والجامعَ الأمويَّ ..

    ورقصَ السّماحِ ..

    وخاتمَ أمّي ..

    وساحةَ مدرستي ..

    وجنونَ الطفولهْ

    ألاحظتِ كم كنتِ أنثى ؟

    وكم كنتُ ممتلئاً بالرجولهْ

    ألاحظتِ ؟

    كيفَ تألّقَ وجهكِ .. تحتَ الحرائقْ

    وكيفَ دبابيسُ شَعركِ ..

    صارت بنادقْ ..

    ألاحظتِ .. كيفَ تغيّرَ تاريخُ عينيكِ ..

    في لحظاتٍ قليلهْ ..

    فأصبحتِ سيفاً بشكلِ امرأهْ

    وأصبحتِ شعباً بشكلِ امرأهْ

    وأصبحتِ كلَّ التراثِ ..

    وكلَّ القبيلهْ ..



    12

    ألاحظتِ ؟

    كم كنتِ رائعةَ الحُسنِ ، ذاكَ المساءْ

    وكيفَ جلستِ أمامي ..

    كعاصمةِ الكبرياءْ ..

    وكيفَ تغيّرَ إيقاعُ صوتِكِ

    حتى تصوّرتُ صوتَكِ ..

    ينبوعَ ماءْ ..

    وزهرةِ دفلى ، على شَعرِ المجدليّهْ

    ألاحظتِ ؟

    أنّكِ صرتِ دمشقَ ..

    بكلِّ بيارقها الأمويّهْ

    ومِصرَ .. بكلِّ مساجدِها الفاطميّهْ

    وصرتِ حصوناً ..

    وأكياسَ رملٍ ..

    ورَتلاً طويلاً من الشهداءْ

    ألاحظتِ ..

    أنّكِ صرتِ خلاصةَ كلِّ النساءْ

    وصرتِ الكتابةَ والأبجديّهْ ..



    13

    أحبُّكِ ..

    عندَ اشتدادِ العواصفِ

    لا تحتَ ضوءِ الشموعِ

    ولا تحتَ ضوءِ القمرْ ..

    وأعلنُ للناسِ أنّي أعارضُ ضوءَ القمرْ

    وأكرهُ ضوءَ القمرْ ..

    أحبُّكِ ..

    حينَ تكونُ الشوارعُ مغسولةً بدموعِ المطرْ

    وحينَ تصيرُ بلونِ النحاسِ

    ثيابُ الشجرْ

    أحبُّكِ ..

    مزروعةً في عيونِ الصّغارْ

    ومسكونةً بهمومِ البشرْ

    ومولودةً في مياهِ البحارِ

    وطالعةً من ضميرِ الحجرْ ..

    أحبُّكِ ..

    حينَ يسافرُ شَعركِ في الريحِ ..

    دونَ جوازِ سفرْ

    وحينَ يغمغمُ نهدُكِ ..

    كالذئبِ .. في لحظاتِ الخطرْ

    فهل تعرفينَ عشيقاً ؟

    أحبَّكِ يوماً بهذا القَدَرْ



    14

    أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ

    أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ

    أحبُّكِ مرفوعةَ الرأسِ مثلَ قبابِ دمشقَ ..

    ومثلَ مآذنِ مصرَ ...

    فهل تسمحينَ بتقبيلِ جبهتِكِ العاليهْ ؟

    وهل تسمحينَ بنسيانِ وجهي القديمِ ..

    وشِعري القديمِ ..

    ونسيانِ أخطائيَ الماضيهْ

    وهل تسمحينَ بتغييرِ ثوبكِ ؟

    إنَّ حزيرانَ ماتَ ..

    وإنّي بشوقٍ لرؤيةِ أثوابكِ الزّاهيهْ ..

    أحبُّكِ أكثرَ ممّا ببالِكِ ..

    أكثرَ ممّا ببالِ البحارِ .. وبالِ المراكبْ

    أحبُّكِ ..

    تحتَ الغُبارِ ، وتحتَ الدمارِ ، وتحتَ الخرائبْ

    أحبُّكِ .. أكثرَ من أيِّ يومٍ مضى ..

    لأنَّكِ أصبحتِ حبّي المحاربْ ..
    ____________________

    يا ست الدنيا يا بيروت
    __________________________




    1

    يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ...

    مَنْ باعَ أسواركِ المشغولةَ بالياقوتْ؟

    من صادَ خاتمكِ السّحريَّ،

    وقصَّ ضفائركِ الذهبيّهْ؟

    من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضرواينْ؟

    من شطبَ وجهكِ بالسّكّين،

    وألقى ماءَ النارِ على شفتيكِ الرائعتينْ؟

    من سمّمَ ماءَ البحرِ، ورشَّ الحقدَ على الشطآنِ الورديّهْ؟

    ها نحنُ أتينا.. معتذرينَ.. ومعترفينْ

    أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّهْ..

    فقتلنا امرأة.. كانت تُدعى (الحريّهْ)...





    2

    ماذا نتكلّمُ يا بيروتْ..

    وفي عينيكِ خلاصةُ حزنِ البشريّهْ

    وعلى نهديكِ المحترقين.. رمادُ الحربِ الأهليّهْ

    ماذا نتكلّمُ يا مروحةَ الصّيفِ، ويا وردتَهُ الجوريّهْ؟

    من كانَ يفكّر أن نتلاقى - يا بيروتُ - وأنتِ خرابْ؟

    من كانَ يفكّر أن تنمو للوردةِ آلافُ الأنيابْ؟

    من كانَ يفكّر أنَّ العينَ تقاتلُ في يومٍ ضدَّ الأهدابْ؟

    ماذا نتكلّم يا لؤلؤتي؟

    يا سنبلتي..

    يا أقلامي..

    يا أحلامي..

    يا أوراقي الشعريّهْ..

    من أينَ أتتكِ القسوةُ يا بيروتْ،

    وكنتِ برقّةِ حوريّهْ؟

    لا أفهمُ كيف انقلبَ العصفورُ الدوريُّ..

    لقطّةِ ليلٍ وحشيّهْ..

    لا أفهمُ أبداً يا بيروتْ

    لا أفهمُ كيف نسيتِ اللهَ..

    وعُدتِ لعصرِ الوثنيّهْ..



    3

    قومي من تحتِ الموجِ الأزرقِ، يا عِشتارْ

    قومي كقصيدةِ وردٍ ..

    أو قومي كقصيدةِ نارْ

    لا يوجدُ قبلكِ شيءٌ.. بعدكِ شيءٌ.. مثلكِ شيءٌ..

    أنتِ خلاصاتُ الأعمارْ..

    يا حقل اللؤلؤِ..

    يا ميناءَ العشقِ..

    ويا طاووسَ الماءْ..

    قومي من أجلِ الحبِّ، ومن أجلِ الشّعراءْ

    قومي من أجل الخبزِ، ومن أجلِ الفقراءْ

    الحبُّ يريدكِ.. يا أحلى الملكاتْ..

    والربُّ يريدكِ.. يا أحلى الملكاتْ..

    ها أنتِ دفعتِ ضريبةَ حسنكِ مثل جميعِ الحسناواتْ

    ودفعتِ الجزيةَ عن كلِّ الكلماتْ..



    4

    قومي من نومكِ..

    يا سُلطانةُ، يا نوَّارةُ، يا قنديلاً مشتعلاً في القلبْ

    قومي كي يبقى العالمُ يا بيروتْ..

    ونبقى نحنُ..

    ويبقى الحبّْ...

    قومي..

    يا أحلى لؤلؤةٍ أهداها البحرْ

    الآن عرفنا ما معنى ..

    أن نقتلَ عصفوراً في الفجرْ

    الآنَ عرفنا ما معنى ..

    أن ندلقَ فوقَ سماءِ الصّيفِ زجاجةَ حبرْ

    الآن عرفنا ..

    أنّا كُنّا ضدَّ اللهِ .. وضدَّ الشّعرْ ..



    5

    يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ ..

    يا حيثُ الوعدُ الأوّلُ .. والحبُّ الأوّلُ ..

    يا حيثُ كتبنا الشعرَ ..

    وخبّأناه بأكياسِ المُخملْ ..

    نعترفُ الآنَ .. بأنّا كُنّا يا بيروتُ،

    نُحبّكِ كالبدوِ الرُحّلْ ..

    ونُمارسُ فعلَ الحبِّ .. تماماً

    كالبدوِ الرُحَّلْ ...

    نعترفُ الآنَ .. بأنَّكِ كُنتِ خليلتنا

    نأوي لفراشكِ طولَ اللّيل ...

    وعندَ الفجرِ، نهاجرُ كالبدوِ الرُحَّلْ

    نعترفُ الآنَ .. بأنّا كُنّا أميّينَ ..

    وكُنّا نجهلُ ما نفعلْ ..

    نعترفُ الآنَ، بأنّا كُنّا مِن بينِ القَتَلَهْ ..

    ورأينا رأسكِ ..

    يسقطُ تحتَ صخورِ الرَوْشَةِ كالعصفورْ

    نعترفُ الآنَ ..

    بأنّا كُنّا - ساعةَ نُفِّذَ فيكِ الحُكمُ -

    شهودَ الزورْ ..



    6

    نعترفُ أمامَ اللهِ الواحدِ ..

    أنّا كُنّا منكِ نغارُ ..

    وكانَ جمالكِ يؤذينا ..

    نعترفُ الآنَ ..

    بأنّا لم ننصفْكِ .. ولم نعذُرْكِ .. ولم نفهمْكِ ..

    وأهديناكِ مكانَ الوردةِ سِكّينا ...

    نعترفُ أمامَ اللهِ العادلِ ...

    أنّا راودناكِ ..

    وعاشرناكِ ..

    وضاجعناكِ ..

    وحمّلناكِ معاصينا ..

    يا ستَّ الدنيا، إن الدنيا بعدكِ ليستْ تكفينا ..

    الآنَ عرفنا .. أنَّ جذوركِ ضاربةٌ فينا ..

    الآنَ عرفنا .. ماذا اقترفتْ أيدينا ..



    7

    اللهُ .. يفتّشُ في خارطةِ الجنّةِ عن لُبنانْ

    والبحرُ يفتّشُ في دفترهِ الأزرقِ عن لُبنانْ

    والقمرُ الأخضرُ ..

    عادَ أخيراً كي يتزوّجَ من لُبنانْ ..

    أعطيني كفّكِ يا جوهرةَ اللّيلِ، وزنبقةَ البلدانْ

    نعترفُ الآنَ ..

    بأنّا كُنّا ساديّينَ، ودمويّينَ ..

    وكُنّا وكلاءَ الشيطانْ

    يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ ..

    قومي من تحتِ الرَدمِ، كزهرةِ لوزٍ في نيسانْ

    قومي من حُزنكِ ..

    إنَّ الثورةَ تولدُ من رحمِ الأحزانْ

    قومي أكراماً للغاباتِ ..

    وللأنهارِ ..

    وللوديانِ ..

    قومي إكراماً للإنسانْ ..

    إنّا أخطأنا يا بيروتُ ..

    وجئنا نلتمسُ الغفرانْ ..



    8

    ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ المجنونهْ ..

    يا نهرَ دماءٍ وجواهرْ ..

    ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ القلبِ الطيّبِ ..

    يا بيروتُ الفوضى ..

    يا بيروتُ الجوعِ الكافرِ .. والشّبعِ الكافرِ ..

    ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العدلِ ..

    ويا بيروتُ الظلمِ ..

    ويا بيروتُ السّبْيِ ..

    ويا بيروتُ القاتلِ والشاعرْ ..

    ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العشقِ ..

    ويا بيروتُ الذبحِ من الشّريانِ إلى الشّريانْ ..

    ما زلتُ أحبُّكِ رغمَ حماقاتِ الإنسانْ

    ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ ..

    لماذا لا نبتدئُ الآنْ؟

    ____________
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:35 am

    دعوة اصطياف للخامس من حزيران

    في الذكرى السنوية الخامسة لنكسة حزيران (يونيو) 1967
    ______________________________________






    1

    سنةٌ خامسةٌ.. تأتي إلينا

    حاملاً كيسكَ فوقَ الظهرِ، حافي القدمينْ

    وعلى وجهكَ أحزانُ السماواتِ، وأوجاعُ الحسينْ

    سنلاقيكَ على كلِّ المطاراتِ.. بباقاتِ الزهورْ

    وسنحسو –نخبَ تشريفكَ- أنهارَ الخمورْ

    سنغنّيكَ أغانينا..

    ونُلقي أكذبَ الأشعارِ ما بينَ يديكْ

    وستعتادُ علينا.. مثلما اعتدنا عليكْ..



    2

    نحنُ ندعوكَ لتصطافَ لدينا

    مثلَ كلِّ السائحينْ

    وسنعطيكَ جناحاً ملكياً

    لكَ جهزناهُ من خمسِ سنينْ

    سوفَ تستمتعُ بالليلِ.. وأضواء النيونْ

    وبرقصِ الجيركِ..

    والجازِ..

    وأفلامِ الشذوذْ..

    فهُنا.. لا نعرفُ الحزنَ.. ولا من يحزنونْ

    سوفَ تلقى في بلاديَ ما يسرُّكْ:

    شققاً مفروشةً للعاشقينْ

    وكؤوساً نُضّدت للشاربينْ

    وحريماً لأميرِ المؤمنين..

    فلماذا أنتَ مكسورُ الجناحْ؟

    أيها الزائرُ ذو الوجهِ الحزينْ

    ولدينا الماءُ.. والخضرةُ.. والبيضُ الملاحْ

    ونوادي الليلِ تبقى عندنا مفتوحةً حتى الصباحْ..

    فلماذا تتردّد؟

    سوفَ ننسيكَ فلسطينَ..

    ونستأصلُ من عينيكَ أشجارَ الدموعْ

    وسنُلغي سورةَ (الرحمن).. و(الفتح)..

    ونغتالُ يسوعْ..

    وسنُعطيكَ جوازاً عربياً..

    شُطبتْ منهُ عباراتُ الرجوعْ...



    3

    سنةٌ خامسةٌ..

    سادسةٌ..

    عاشرةٌ..

    ما تهمُّ السنواتْ؟

    إنَّ كلَّ المدنِ الكبرى من النيلِ.. إلى شطِّ الفراتْ

    ما لها ذاكرةٌ.. أو ذكرياتْ

    كلُّ من سافرَ في التيهِ نسيناهُ..

    ومن قدْ ماتَ ماتْ..

    ما تهمُّ السنواتْ؟

    نحنُ أعددنا المناديلَ، وهيأنا الأكاليلَ،

    وألفنا جميعَ الكلماتْ

    ونحتنا، قبلَ أسبوعٍ، رخامَ الشاهداتْ

    أيها الشرقُ الذي يأكلُ أوراقَ البلاغاتْ..

    ويمشي –كخروفٍ- خلفَ كلِّ اللافتاتْ

    أيها الشرقُ الذي يكتبُ أسماءَ ضحاياهْ..

    على وجهِ المرايا..

    وبطونِ الراقصاتْ..

    ما تهمُّ السنوات؟

    ما تهمُّ السنوات؟
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:35 am

    الخطاب

    ___________________________





    (1)



    أوقَفوني ..

    وأنا أضحكُ كالمجنونِ وحدي

    من خطابٍ كانَ يلقيهِ أميرُ المؤمنينْ

    كلّفتني ضحكتي عشرَ سنينْ

    سألوني ، وأنا في غرفةِ التحقيقْ ، عمّن حرّضوني

    فضحكتْ ..

    وعن المالِ ، وعمّن موّلوني ..

    فضحكتْ ..

    كتبوا كلَّ إجاباتي .. ولم يستجوبوني .

    قالَ عنّي المدّعي العام ، وقالَ الجندُ حينَ اعتقلوني :

    إنني ضدَّ الحكومَهْ

    لم أكنْ أعرفُ أنَّ الضحكَ يحتاجُ لترخيصِ الحكومَهْ

    ورسومٍ ، وطوابعْ ..

    لم أكنْ أعرفُ شيئاً .. عن غسيلِ المخِّ .. أو فرمِ الأصابعْ

    في بلادي ..

    ممكنٌ أن يكتبَ الإنسانُ ضدَّ الله .. لا ضدَّ الحكومهْ

    فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إنْ كنتُ ضحكتْ

    كانَ في ودّي أن أبكي .. ولكنّي ضحكتْ





    (2)



    كُنتُ بعدَ الظهرِ في المقهى .. وكانَ البهلوانْ

    يلبسُ الطرطورَ بالرأسِ .. ويلقي كلَّ (ما يطلبهُ المستمعونْ)

    عن حزيرانَ الذي صارَ معَ الأيامِ .. (ما يطلبهُ المستمعونْ)

    واحتفالاً مثلَ عيدِ الفطرِ والأضحى ..

    أراجيحَ ، وكعكاً ، وفطائرْ ..

    وزياراتِ مقابرْ ..

    كنتُ أسترجعُ أفكاري ، وكانَ المخبرونْ

    كالجراثيمِ .. على كلِّ الفناجينِ ، وفي كلِّ الصحونْ ..

    كنتُ أصغي .. كألوفِ البسطاءِ الطيّبينْ

    لكلامِ البهلوانْ

    وهوَ يحكي .. ثم يحكي .. ثم يحكي ..

    مثلَ صندوقِ العجائبْ

    .. وتذكّرتُ ليالي رمضانْ

    وأرجوازَ الذي كانَ له ألفُ لسانٍ ولسانْ

    وتذكّرتُ فلسطينَ التي صارتْ حقيبهْ

    ما لها في الأرضِ صاحبْ

    كانَ في حنجرتي ملحٌ ، وحزني كانَ في حجمِ الكواكبْ

    فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن حطّمتُ صندوقَ العجائبْ

    وتقيّأتُ على وجهِ أميرِ المؤمنينْ

    وكبيرِ الياورانْ

    واسترحتْ ..

    كانَ في ودّيَ أن أبكي ..

    ولكنّي ضحكتْ ..





    (3)



    نشروا في صحفِ اليومِ تصاويري .. على أوّلِ صفحهْ ..

    واعترافاتي على أولِ صفحهْ ..

    فضحكتْ ..

    قدّموني للإذاعاتِ طعاماً ، ولأسنانِ الصحافهْ

    جعلوني - دونَ أن أدري - خُرافهْ

    ربطوني بالسّفاراتِ .. وأحلافِ الأجانبْ

    فضحكتْ ..

    إنني لم أشتغلْ من قبلُ قوّاداً .. ولا كنتُ حصاناً للأجانبْ

    أنا عبدٌ من عبادِ اللهِ مستورٌ ومغمورٌ ، ومحدودُ المواهبْ

    أسمعُ الأخبارَ كالناسِ .. وأستقبلُ مأمورَ الضرائبْ

    زوجتي طيّبةُ القلبِ ، وعندي ولدانْ

    وأبي حاربَ ضدَّ التُركِ في الشامِ .. وماتْ

    أنا لا أفهمُ في النحوِ .. وفي الصرفِ .. وفي علمِ الكلامْ

    غيرَ أني لم أعدْ أفهمُ - من بعدِ حزيرانَ - الكلامْ ..

    لم أعدْ أهضمُ حرفاً .. من أكاذيبِ أمير المؤمنينْ

    صارت الألفاظُ مطاطاً ..

    وصارت لغةُ الحكّامِ صمغاً وعجينْ

    خدّروني بملايينِ الشعاراتِ .. فنمتْ

    وأروني القدسَ في الحلمِ ..

    ولم أجدَ القدسَ ، ولا أحجارَها ، حينَ استفقتْ

    فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن كنتُ ضحكتْ

    كانَ في ودّيَ أن أبكي .. ولكنّي ضحكتْ





    (4)



    كنتُ في المخفرِ مكسوراً .. كبللور كنيسهْ

    نافخاً (سورةَ ياسين) بوجهِ القاتلينْ

    لم أكنْ أملكُ إلا الصبرَ .. (واللهُ يحبُّ الصابرينْ)

    وجراحي .. كبساتينِ أريحا ..

    يمطرُ الياقوتُ منها .. ويضوعُ الياسمينْ

    وفلسطينُ على الأرضِ .. حمامهْ

    سقطَتْ تحتَ نعالِ المخبرينْ ..

    كنتُ وحدي ..

    لم يزرْني أحدٌ في السجنْ ..

    إلا جبلُ الكرملِ ، والبحرُ ، وشمسُ الناصرَهْ

    كنتُ وحدي ..

    وملوكُ الشرقِ كانوا جُثثاً فوقَ مياهِ الذاكرهْ

    كنتُ مجروحاً .. ومطروحاً على وجهي ، كأكياسِ الطحينْ

    أيّها السّادةُ : لا تندهشوا ..

    كلّنا في نظرِ الحاكمِ .. أكياسُ طحينْ

    كلّنا - بعد حزيرانَ - خِرافٌ

    نتسلّى بحشيشِ الصبرِ .. (واللهُ يحبُّ الصابرينْ)

    فأطالَ اللهُ في عمرِ أميرِ المؤمنينْ

    نائبِ اللهِ على الأرضِ .. كبيرِ العادلينْ





    (5)



    أيّها السّادةُ :

    إني وارثُ الأرضِ الخرابْ

    كلّما جئتُ إلى بابِ الخليفهْ

    سائلاً عن (شرمِ الشيخِ) وعن (حيفا) ..

    و (رامَ الله) و (الجولانِ) أهداني خطابْ ..

    كلّما كلّمتُهُ - جلَّ جلالُهْ -

    عن حزيرانَ الذي صارَ حشيشاً .. نتعاطاهُ صباحاً ومساءْ

    واحتفالاً مثلَ عيدِ الفطرِ ، والأضحى ، وذكرى كربلاءْ

    ركبَ السيّارةَ المكشوفةَ السقف .. وغطّى صدرهُ بالأوسمهْ

    ورشاني بخطابْ ..

    كلّما ناديتُهُ : يا أميرَ البرّ .. والبحرِ .. ويا عالي الجنابْ

    سيفُ إسرائيلَ في رقبتِنا .. سيفُ إسرا .. سيفُ إسـ ...

    ركبِ السيّارةَ المكشوفةَ السقف .. إلى دارِ الإذاعهْ

    ورشاني بخطابْ ..

    ورماني بينَ أسنانِ الجواسيسِ ، وأنيابِ الكلابْ

    فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن كنتُ كفرتْ

    وَصَفوا لي صبرَ أيّوبَ دواءً .. فشربتْ

    أطعموني ورقَ النشّافِ .. ليلاً ونهاراً .. فأكلتْ

    أدخلوني لفلسطينَ على أنغامِ (ما يطلبهُ المستمعونْ)

    أدخلوني في دهاليزِ الجنونْ ..

    فاعذروني - أيّها السّادةُ - إن كنتُ ضحتْ

    كان في ودّيَ أن أبكي ..

    ولكنّي ضحكتْ ..
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:36 am

    حوار مع أعرابي أضاع فرسه


    ___________________________


    1

    لو كانتْ تسمعُني الصحراءْ

    لطلبتُ إليها أن تتوقّف عن تفريخِ ملايينِ الشعراءْ

    وتحرِّر هذا الشّعب الطيّبَ من سيفِ الكلماتْ

    ما زلنا منذُ القرنِ السّابعِ ، نأكلُ أليافَ الكلماتْ

    نتزحلقُ في صمغِ الرّاءاتْ

    نتدحرجُ من أعلى الهاءاتْ

    وننامُ على هجوِ جريرٍ

    ونفيقُ على دمعِ الخنساءْ

    ما زلنا منذ القرنِ السابعِ .. خارجَ خارطةِ الأشياءْ

    نترقّبُ عنترةَ العبسيَّ .. يجيءُ على فَرَسٍ بيضاءْ

    ليفرِّجَ عنّا كربتَنا .. ويردَّ طوابيرَ الأعداءْ ..

    ما زلنا نقضمُ كالفئرانِ .. مواعظَ سادتِنا الفقهاءْ

    نقرأُ (معروفَ الإسكافيَّ) ونقرأُ (أخبارَ الندماءْ)

    ونكاتَ جُحا ..

    و (رجوعَ الشيخِ) ..

    وقصّةَ (داحسَ والغبراءْ) ..

    يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

    الكلمةُ كانتْ عصفوراً ..

    وجعلنا منها سوقَ بغاءْ ..



    2

    لو كانتْ نَجدٌ تسمعُني

    والربعُ الخالي يسمعني

    لختمتُ أنا بالشّمعِ الأحمرِ سوقَ عُكاظْ

    وشنقتُ جميعَ النجّارينَ .. وكلَّ بياطرةِ الألفاظْ

    ما زلنا منذُ ولادتِنا ..

    تسحقُنا عجلاتُ الألفاظْ

    لو أُعطى السّلطةَ في وطني

    لقلعتُ نهارَ الجمعةِ أسنانَ الخُطباءْ

    وقطعتُ أصابعَ من صبغوا .. بالكلمةِ أحذيةَ الخُلفاءْ

    وجلدتُ جميعَ المنتَفعينَ بدينارٍ .. أو صحنِ حساءْ

    وجلدتُ الهمزةَ في لغتي .. وجلدتُ الياءْ

    وذبحتُ السّينَ .. وسوفَ .. وتاءَ التأنيثِ البلهاءْ

    والزخرفَ والخطَّ الكوفيَّ ، وكلَّ ألاعيبِ البُلغاءْ

    وكنستُ غبارَ فصاحَتنا ..

    وجميعَ قصائدنا العصماءْ ..

    يا بلدي ..

    كيفَ تموتُ الخيلُ .. ولا يبقى إلا الشعراءْ ؟



    3

    لو أُعطى السُّلطة في وطني

    أعدمتُ جميعَ المنبطحينَ على أبوابِ مقاهينا

    وقصصتُ لسانَ مغنّينا

    وفقأتُ عيونَ القمرِ الضاحكِ من أحزانِ ليالينا

    وكسرتُ زجاجتَهُ الخضراءْ ..

    وأرحتُكَ يا ليلَ بلادي ..

    من هذا الوحشِ الآكلِ من لحمِ البُسطاءْ ..



    4

    يا بلدي الطيّبَ .. يا بلدي

    لو تنشفُ آبارُ البترولِ .. ويبقى الماءْ

    لو يُخصى كل المنحرفينَ .. وكلُّ سماسرةِ الأثداءْ

    لو تُلغى أجهزةُ التكييفِ .. من الغرفِ الحمراءْ

    وتصيرُ يواقيتُ التيجانِ .. نعالاً في أقدامِ الفقراءْ ..

    أو أملكُ كرباجاً بيدي ..

    جرّدتُ قياصرةَ الصحراءِ من الأثوابِ الحضريَّهْ

    ونزعتُ جميعَ خواتمهمْ

    ومحوتُ طلاءَ أظافرهمْ

    وسحقتُ الأحذيةَ اللمّاعةَ .. والسّاعاتِ الذهبيّهْ

    وأعدتُ حليبَ النُوقِ لهمْ

    وأعدتُ سروجَ الخيلِ لهمْ

    وأعدتُ لهم ، حتّى الأسماءَ العربيّهْ



    5

    لو يكتُبُ في يافا الليمونُ .. لأرسلَ آلافَ القُبلاتْ

    لو أنَّ بحيرةَ طبريّا ..

    تُعطينا بعضَ رسائلِها ..

    لاحترقَ القارئُ والصفحاتْ ..

    لو أنَّ القدسَ لها شفةٌ ..

    لاختنقت في فمها الصلواتْ

    لو أنَّ .. وما تُجدي (لو أنَّ) .. ونحنُ نسافرُ في المأساةْ

    ونمدُّ الأرضَ المحتلّهْ .. حبْلاً شعريَّ الكلماتْ

    ونمدُّ ليافا منديلاً طُرِّزَ بالدمعِ .. وبالدعواتْ



    يا بلدي الطيّبَ .. يا بلدي

    ذبحَتْكَ سكاكينُ الكلماتْ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:37 am

    حوار ثوري مع طه حسين


    ___________________________


    ضـوءُ عينَيْـكَ أمْ هُمْ نَجمَتانِ؟

    كُلُّهمْ لا يَـرى .. وأنـتَ تَراني



    لسـتُ أدري مِن أينَ أبدأُ بَوْحي

    شجرُ الدمـعِ شـاخَ في أجفاني



    كُتِبَ العشقُ ، يا حبيبـي ، علينا

    فـهـوَ أبكـاكَ مثلما أبكـانـي



    عُمْرُ جُرحي .. مليونَ عامٍ وعامٍ

    هلْ تَرى الجُرحَ من خِلال الدُخانِ؟



    نَقَشَ الحـبُّ في دفاتـرِ قـلبـي

    كُـلَّ أسمـائِهِ ... وما سَـمَّـاني



    قالَ : لا بُدَّ أن تَمـوتَ شـهـيداً

    مثلَ كُلِّ العشّـاقِ ، قلتُ عَسَـاني



    وطويـتُ الدُّجـى أُسـائلُ نفسي

    أَبِسَيْفٍ .. أم وردةٍ قد رمـاني ؟



    كيفَ يأتي الهوى، ومن أينَ يأتي؟

    يعـرفُ الحـبُّ دائماً عـنواني



    صَدَقَ الموعدُ الجميلُ .. أخيـراً

    يا حبيبي ، ويا حَبيـبَ البَيَـانِ



    ما عَلَينـا إذا جَلَسْـنا بـِرُكـنٍ

    وَفَتَحْنـا حَـقائِـبَ الأحـزانِ



    وقـرأنـا أبـا العـلاءِ قـليـلاً

    وقَـرَأنـا (رِسَـالةَ الغُـفْـرانِ)



    أنا في حضـرةِ العُصورِ جميعاً

    فزمانُ الأديبِ .. كـلُّ الزّمانِ ..



    *



    ضوءُ عينَيْكَ .. أم حوارُ المَـرايا

    أم هُـما طائِـرانِ يحتـرِقانِ ؟



    هل عيـونُ الأديبِ نهورُ لهيبٍ

    أم عيـونُ الأديبِ نَهرُ أغاني ؟



    آهِ يا سـيّدي الذي جعلَ اللّيـلَ

    نهاراً .. والأرضَ كالمهرجانِ ..



    إرمِ نـظّارَتَيْـكَ كـي أتملّـى

    كيف تبكي شـواطئُ المرجـانِ



    إرمِ نظّارَتَيْكَ ... ما أنـتَ أعمى

    إنّمـا نحـنُ جـوقـةُ العميـانِ



    *



    أيّها الفارسُ الذي اقتحمَ الشـمسَ

    وألـقـى رِداءَهُ الأُرجـوانـي



    فَعلى الفجرِ موجةٌ مِـن صهيـلٍ

    وعلى النجـمِ حافـرٌ لحصـانِ ..



    أزْهَرَ البـرقُ في أنامِلكَ الخمـسِ

    وطارَتْ للغـربِ عُصفـورَتـانِ



    إنّكَ النهـرُ .. كم سـقانا كؤوسـاً

    وكَسـانا بالـوردِ وَ الأقـحُـوانِ



    لم يَزَلْ ما كَتَبْتَهُ يُسـكِـرُ الكـونَ

    ويجـري كالشّهـدِ تحـتَ لساني



    في كتابِ (الأيّامِ) نوعٌ منَ الرّسمِ

    وفـيهِ التـفـكيـرُ بالألـوانِ ..



    إنَّ تلكَ الأوراقِ حقـلٌ من القمحِ

    فمِـنْ أيـنَ تبـدأُ الشّـفـتـانِ؟



    وحدُكَ المُبصرُ الذي كَشَفَ النَّفْسَ

    وأسْـرى في عُـتمـةِ الوجـدانِ



    ليـسَ صـعباً لقـاؤنـا بإلـهٍ ..

    بلْ لقاءُ الإنسـانِ .. بالإنسـانِ ..



    *



    أيّها الأزْهَـرِيُّ ... يا سارقَ النّارِ

    ويـا كاسـراً حـدودَ الثـوانـي



    عُـدْ إلينا .. فإنَّ عصـرَكَ عصرٌ

    ذهبـيٌّ .. ونحـنُ عصـرٌ ثاني



    سَـقَطَ الفِكـرُ في النفاقِ السياسيِّ

    وصـارَ الأديـبُ كالـبَهْـلَـوَانِ



    يتعاطى التبخيرَ.. يحترفُ الرقصَ

    ويـدعـو بالنّصـرِ للسّـلطانِ ..



    عُـدْ إلينا .. فإنَّ مـا يُكتَبُ اليومَ

    صغيرُ الـرؤى .. صغيرُ المعاني



    ذُبِحَ الشِّعـرُ .. والقصيدةُ صارَتْ

    قينـةً تُـشتَـرى كَكُـلِّ القِيَـانِ



    جَـرَّدوها من كلِّ شيءٍ .. وأدمَوا

    قَـدَمَيْهـا .. باللّـفِ والـدّورانِ



    لا تَسَـلْ عـن روائـعِ المُـتنبّي

    والشَريفِ الرّضـيِّ ، أو حَسَّانِ ..



    ما هوَ الشّعرُ ؟ لـن تُلاقي مُجيباً

    هـوَ بيـنَ الجنـونِ والهذيـانِ



    *



    عُـدْ إلينا ، يا سيّدي ، عُـدْ إلينا

    وانتَشِلنا من قبضـةِ الطـوفـانِ



    أنتَ أرضعتَنـا حليـبَ التّحـدّي

    فَطحَنَّـا الـنجـومَ بالأسـنانِ ..



    واقـتَـلَعنـا جـلودَنـا بيدَيْنـا

    وفَـكَكْنـا حـجـارةَ الأكـوانِ



    ورَفَضْنا كُلَّ السّلاطينِ في الأرضِ

    رَفـَضْنـا عـِبـادةَ الأوثـانِ



    أيّها الغاضبُ الكبيـرُ .. تأمَّـلْ

    كيفَ صارَ الكُتَّـابُ كالخِرفـانِ



    قَنعـوا بالحياةِ شَمسَاً .. ومرعىً

    و اطمَأنّـوا للمـاءِ و الغُـدْرانِ



    إنَّ أقسـى الأشياءِ للنفسِ ظُلماً ..

    قَلَمٌ في يَـدِ الجَبَـانِ الجَبَـانِ ..



    يا أميرَ الحُروفِ .. ها هيَ مِصرٌ

    وردةٌ تَسـتَحِمُّ في شِـريـانـي



    إنّني في حُمّى الحُسينِ، وفي اللّيلِ

    بقايـا من سـورةِ الـرّحمـنِ ..



    تَسـتَبِدُّ الأحـزانُ بي ... فأُنادي

    آهِ يا مِصْـرُ مِـن بني قَحطـانِ



    تاجروا فيكِ.. ساوَموكِ.. استَباحوكِ

    وبَـاعُـوكِ كَـاذِبَاتِ الأَمَـانِـي



    حَبَسـوا الماءَ عن شـفاهِ اليَتامى

    وأراقـوهُ في شِـفاهِ الغَـوانـي



    تَركوا السّـيفَ والحصانَ حَزينَيْنِ

    وباعـوا التاريـخَ للشّـيطـانِ



    يشترونَ القصورَ .. هل ثَمَّ شـارٍ

    لقبـورِ الأبطـالِ في الجَـولانِ ؟



    يشـترونَ النساءَ .. هل ثَمَّ شـارٍ

    لدمـوعِ الأطـفالِ في بَيسـانِ ؟



    يشترونَ الزوجاتِ باللحمِ والعظمِ

    أيُشـرى الجـمـالُ بالميزانِ ؟



    يشـترونَ الدُّنيا .. وأهـلُ بلادي

    ينكُشـونَ التُّـرابَ كالدّيـدانِ ...



    آهِ يا مِصـرُ .. كَم تُعانينَ مِنـهمْ

    والكبيـرُ الكبيـرُ .. دوماً يُعاني



    لِمَنِ الأحمـرُ المُـراقُ بسَـيناءَ

    يُحاكي شـقـائـقَ النُعـمانِ ؟



    أكَلَتْ مِصْـرُ كِبْدَها .. وسِـواها

    رَافِـلٌ بالحـريرِ والطيلَسَـانِ ..



    يا هَوَانَ الهَوانِ.. هَلْ أصبحَ النفطُ

    لَـدَينا .. أَغْـلى من الإنسـانِ ؟



    أيّها الغارقـونَ في نِـعَـمِ اللهِ ..

    ونُعـمَى المُرَبْرَباتِ الحِسـانِ ...



    قدْ رَدَدْنا جحافلَ الـرّومِ عنكـمْ

    ورَدَدْنا كِـسـرى أنـوشِـرْوانِ



    وحَـمَيْنا مُحَـمَّـداً .. وعَـلِيَّـاً

    وحَـفَظْنـا كَـرامَـةَ القُـرآنِ ..



    فادفعـوا جِـزيَةَ السّيوفِ عليكُمْ

    لا تعيـشُ السّـيوفُ بالإحسانِ ..



    *



    سامِحيني يا مِصرُ إنْ جَمَحَ الشِّعرُ

    فَطَعْمُ الحـريقِ تحـتَ لِسـاني



    سامحيني .. فأنتِ أمُّ المروءَاتِ

    وأمُّ السّماحِ والغُفرانِ ..



    سامِحيني .. إذا احترَقتُ وأحرَقْتُ

    فليسَ الحِيادُ في إمكاني



    مِصرُ .. يا مِصرُ .. إنَّ عِشقي خَطيرٌ

    فاغفري لي إذا أَضَعْتُ اتِّزاني ...
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:37 am

    جمال عبد الناصر


    ________________________
    1

    قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ

    قتلناكَ..

    ليسَ جديداً علينا

    اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ

    فكم من رسولٍ قتلنا..

    وكم من إمامٍ..

    ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ

    فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ

    وأيامُنا كلُّها كربلاءْ..



    2

    نزلتَ علينا كتاباً جميلاً

    ولكننا لا نجيدُ القراءهْ..

    وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ

    ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا..

    تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ..

    تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ

    وتعرى..

    وتشقى..

    وتعطشُ وحدكْ..

    ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ

    نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ

    ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً

    ونتركهم يعلكونَ الهواءْ



    3

    قتلناكَ..

    يا جبلَ الكبرياءْ

    وآخرَ قنديلِ زيتٍ..

    يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ

    وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ

    قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا

    وقُلنا المنيَّهْ

    لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟

    فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا..

    سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ..

    رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ

    أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ

    لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ..

    لماذا ظهرتْ؟

    فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ

    ونحنُ التقلّبُ..

    نحنُ التذبذبُ..

    والباطنيّهْ..

    نُبايعُ أربابنا في الصباح..

    ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ..



    4

    قتلناكَ..

    يا حُبّنا وهوانا

    وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،

    وكنتَ أبانا..

    وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا

    بأنّا قتلنا مُنانا..

    وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ..

    كانتْ دِمانا

    نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا..

    أعدتَ إلينا صِبانا

    وسافرتَ فينا إلى المستحيل

    وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا..

    ولكننا

    حينَ طالَ المسيرُ علينا

    وطالتْ أظافرُنا ولحانا

    قتلنا الحصانا..

    فتبّتْ يدانا..

    فتبّتْ يدانا..

    أتينا إليكَ بعاهاتنا..

    وأحقادِنا.. وانحرافاتنا..

    إلى أن ذبحنكَ ذبحاً

    بسيفِ أسانا

    فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ..

    وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا…



    5

    أبا خالدٍ.. يا قصيدةَ شعرٍ..

    تقالُ.

    فيخضرُّ منها المدادْ..

    إلى أينَ؟

    يا فارسَ الحُلمِ تمضي..

    وما الشوطُ، حينَ يموتُ الجوادْ؟

    إلى أينَ؟

    كلُّ الأساطيرِ ماتتْ..

    بموتكَ.. وانتحرتْ شهرزادْ

    وراءَ الجنازةِ.. سارتْ قريشٌ

    فهذا هشامٌ..

    وهذا زيادْ..

    وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ

    وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ

    وهذا يجاهدُ في نومهِ..

    وفي الصحوِ..

    يبكي عليهِ الجهادْ..

    وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً..

    وبعدكَ..

    كلُّ الملوكِ رمادْ..

    وفودُ الخوارجِ.. جاءتْ جميعاً

    لتنظمَ فيكَ..

    ملاحمَ عشقٍ..

    فمن كفَّروكَ..

    ومَنْ خوَّنوكَ..

    ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ..

    أُنادي عليكَ.. أبا خالدٍ

    وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ

    وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ

    وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد…
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:38 am

    جريمة شرف أمام المحاكم العربية

    _______________________



    1

    ... وفقدتَ يا وطني البكارهْ

    لم يكترثْ أحدٌ ..

    وسُجّلتِ الجريمةُ ضدَّ مجهولٍ ،

    وأُرخيتِ السّتارهْ

    نسيتْ قبائلُنا أظافرَها ،

    تشابهتِ الأنوثةُ والذكورةُ في وظائفِها ،

    تحوّلتِ الخيولُ إلى حجارهْ ..

    لم تبقَ للأمواسِ فائدةٌ ..

    ولا للقتلِ فائدةٌ ..

    فإنَّ اللحمَ قد فقدَ الإثارهْ ..



    2

    دخلوا علينا ..

    كانَ عنترةُ يبيعُ حصانهُ بلفافتَيْ تبغٍ ،

    وقمصانٍ مشجَّرةٍ ،

    ومعجونٍ جديدٍ للحلاقةِ ،

    كانَ عنترةُ يبيعُ الجاهليّهْ ..

    دخلوا علينا ..

    كانَ إخوانُ القتيلةِ يشربونَ (الجِنَّ) بالليمونِ ،

    يصطافونَ في لُبنانَ ،

    يرتاحونَ في أسوانَ ،

    يبتاعونَ من (خانِ الخليليِّ) الخواتمَ ..

    والأساورَ ..

    والعيونَ الفاطميّهْ ..



    3

    ما زالَ يكتبُ شعرهُ العُذريَّ ، قَيسٌ

    واليهودُ تسرّبوا لفراشِ ليلى العامريّهْ

    حتى كلابُ الحيِّ لم تنبحْ ..

    ولم تُطلَقْ على الزاني رصاصةُ بندقيّهْ

    " لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " !

    ونحنُ ضاجعنا الغزاةَ ثلاثَ مرّاتٍ ..

    وضيّعنا العفافَ ثلاثَ مرّاتٍ ..

    وشيّعنا المروءةَ بالمراسمِ ، والطقوسِ العسكريّهْ

    " لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " !

    ونحنُ غيّرنا شهادَتنا ..

    وأنكرنا علاقَتنا ..

    وأحرقنا ملفّاتِ القضيّهْ ..



    4

    الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ..

    وعُمّالُ النظافةِ يجمعونَ أصابعَ الموتى ،

    وألعابَ الصّغارْ

    الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ..

    وذاكرةُ المدائنِ ،

    مثلُ ذاكرةِ البغايا والبحارْ

    الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ،

    وتمتلئُ المقاهي مرّةً أخرى ،

    ويحتدمُ الحوارْ

    - إنَّ الجريمةَ عاطفيّهْ

    - إنَّ النساءَ جميعهنَّ مغامِراتٌ ، والشريعةُ

    عندنا ضدَّ الضحيّهْ ..

    - يا سادتي : إنَّ المخطّطَ كلَّهُ من صنعِ أمريكا،

    وبترولُ الخليجِ هو الأساسُ ، وكلُّ ما يبقى

    أمورٌ جانبيّهْ

    - ملعونةٌ أمُّ السياسةِ .. نحنُ نحبُّ أزنافورَ ،

    والوسكيَّ بالثلجِ المكسّرِ ، والعطورَ الأجنبيّهْ

    - إنَّ النساءَ بنصفِ عقلٍ ، والشريعةُ عندَنا ضدَّ الضحيّهْ



    5

    العالمُ العربيُّ ، يبلعُ حبّةَ (البثِّ المباشرْ) ..

    (يا عيني عالصبر يا عيني عليهْ)

    والعالمُ العربيُّ يضحكُ لليهودِ القادمينَ إليه

    من تحتِ الأظافرْ ..



    6

    يأتي حزيرانُ ويذهبُ ..

    والفرزدقُ يغرزُ السكّينَ في رئتَيْ جريرْ

    والعالمُ العربيُّ شطرنجٌ ..

    وأحجارٌ مبعثرةٌ ..

    وأوراقٌ تطيرْ ..

    والخيلُ عطشى ،

    والقبائلُ تُستجارُ ، فلا تُجيرْ ..

    (الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنهُ في السّاعةَ الأولى وخمس دقائق ،

    شربَ اليهودُ الشايَ في بيروتَ ، وارتاحوا قليلاً في فنادقها ،

    وعادوا للمراكبِ سالمينْ)



    - لا شيءَ مثلَ (الجنِّ) بالليمونِ .. في زمنِ الحروبِ

    - وأجملُ الأثداءِ ، في اللمسِ ، المليءُ المستديرْ ..



    (الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنّهم طافوا بأسواقِ المدينة ،

    واشتروا صُحفاً وتفّاحاً ، وكانوا يرقصونَ الجيركَ في حقدٍ ،

    ويغتالونَ كلَّ الراقصينْ)



    - إنَّ السّويدياتِ أحسنُ من يمارسنَ الهوى

    - والجنسُ في استوكهولمَ يُشربُ كالنبيذِ على الموائدْ ..

    - الجنسُ يُقرأُ في السّويدِ مع الجرائدْ



    (الناطقُ الرسميُّ يعلنُ في بلاغٍ لاحقٍ ،

    أنَّ اليهودَ تزوّجوا زوجاتِنا ، ومضوا بهنَّ .. فبالرفاهِ وبالبنينْ)



    7

    العالمُ العربيُّ غانيةٌ ..

    تنامُ على وسادةِ ياسمينْ

    فالحربُ من تقديرِ ربِّ العالمينْ

    والسّلمُ من تقديرِ ربِّ العالمين ْ



    8

    قرّرتُ يا وطني اغتيالَكَ بالسفَرْ

    وحجزتُ تذكرتي ،

    وودّعتُ السّنابلَ ، والجداولَ ، والشَّجرْ

    وأخذتُ في جيبي تصاويرَ الحقولِ ،

    أخذتُ إمضاءَ القمرْ

    وأخذتُ وجهَ حبيبتي

    وأخذتُ رائحةَ المطرْ ..

    قلبي عليكَ .. وأنتَ يا وطني تنامُ على حَجَرْ



    9

    يا أيّها الوطنُ المسافرُ ..

    في الخطابةِ ، والقصائدِ ، والنصوصِ المسرحيّهْ

    يا أيّها الوطنُ المصوَّرُ ..

    في بطاقاتِ السّياحةِ ، والخرائطِ ، والأغاني المدرسيّهْ

    يا أيّها الوطنُ المحاصَرُ ..

    بينَ أسنانِ الخلافةِ ، والوراثةِ ، والأمارهْ

    وجميعِ أسماءِ التعجّبِ والإشارهْ

    يا أيّها الوطنُ ، الذي شعراؤهُ

    يضَعونَ - كي يُرضوا السّلاطينَ -

    الرموشَ المستعارهْ ..



    10

    يا سيّدي الجمهورَ .. إنّي مستقيلْ

    إنَّ الروايةَ لا تُناسبني ، وأثوابي مرقّعةٌ ،

    ودَوري مستحيلْ ..

    لم يبقَ للإخراجِ فائدةٌ ..

    ولا لمكبّراتِ الصوتِ فائدةٌ ..

    ولا للشّعرِ فائدةٌ ، وأوزانِ الخليلْ

    يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني ..

    إذا ضيّعتُ ذاكرتي ، وضيّعتُ الكتابةَ والأصابعْ

    ونسيتُ أسماءَ الشوارعْ ..

    إني قتلتُكَ ، أيّها الوطنُ الممدّدُ ..

    فوقَ أختامِ البريدِ .. وفوقَ أوراقِ الطوابعْ ..

    وذبحتُ خيلي المُضرباتِ عن الصهيلْ

    إنّي قتلتُكَ .. واكتشفتُ بأنني كنتُ القتيلْ

    يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني

    فدَورُ مهرّجِ السّلطانِ .. دَورٌ مستحيلْ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    dost
    نجم المنتدى.
    نجم المنتدى.
    dost


    ذكر
    المشاركات : 3771
    العمر : 45
    المزاج : عصبي
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: السيره الذاتيه لنزار قبانى .....     السيره الذاتيه لنزار قبانى .....  - صفحة 2 Emptyالأربعاء أغسطس 25, 2010 8:39 am

    بيروت محظيتكم .. بيروت حبيبتي

    ____________________________



    1

    سامحينا..

    إن تركناكِ تموتينَ وحيدهْ ..

    وتسلّلنا إلى خارجِ الغرفةِ نبكي كجنودٍ هاربينْ

    سامحينا ..

    إن رأينا دمكِ الورديَّ ينسابُ كأنهارِ العقيقْ

    وتفرّجنا على فعلِ الزِنا ..

    وبقينا ساكتينْ ..



    2

    آهِ .. كم كُنّا قبيحينَ، وكُنّا جُبناءْ ..

    عندما بعناكِ، يا بيروتُ، في سوقِ الإماءْ

    وحجزنا الشققَ الفخمةَ في حيِّ (الإليزيه) وفي (مايفير) لندنْ ...

    وغسلنا الحزنَ بالخمرةِ، والجنسِ، وقاعاتِ القِمارْ

    وتذكّرنا - على مائدةِ الروليتِ، أخبارَ الديارْ

    وافتقدنا زمنَ الدِفْلى بلُبنانْ ..

    وعصرَ الجُلَّنارْ ..

    وبكينا مثلما تبكي النساءْ ..



    3

    آهِ .. يا بيروتُ،

    يا صاحبةَ القلبِ الذهبْ

    سامحينا ...

    إن جعلناكِ وقوداً وحَطبْ

    للخلافاتِ التي تنهشُ من لحمِ العربْ

    منذُ أن كانَ العربْ !



    4

    طمئنيني عنكِ ...

    يا صاحبةَ الوجهِ الحزينْ

    كيفَ حالُ البحرِ ؟

    هل هم قتلوهُ برصاصِ القنصِ مثلَ الآخرينْ ؟

    كيفَ حالُ الحبِّ ؟

    هل أصبحَ أيضاً لاجئاً ..

    بين ألوفِ اللاجئينْ ؟

    كيفَ حالُ الشعرِ ؟

    هل بعدكِ - يا بيروتُ - من شعرٍ يُغنّى ؟

    ذبَحَتنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى ..

    أفرغتْنا من معانينا تماماً ..

    بعثرتْنا في أقاصي الأرضْ ..

    منبوذينَ ..

    مسحوقينَ ..

    مَرضى ..

    مُتعبينْ ..

    جعلتْ منّا - خلافاً للنبوءاتِ ..

    يهوداً تائهينْ ...



    5

    هذهِ المرّةُ .. لم يغدرْ بنا

    جيشُ إسرائيلْ ..

    لكنّا انتحرنا ...



    6

    إصفحي، سيّدتي بيروتُ، عنّا

    نحنُ لم نهجركِ مختارينَ .. لكنّا قرِفنا ..

    من مراحيضِ السّياسه ..

    وملَلنا ..

    من ملوكِ السّيركِ .. والسيركِ .. وغشِّ اللاعبينْ

    وكفرنا..

    بالدكاكينِ التي تملأُ أرجاءَ المدينهْ ..

    وتبيعُ الناسَ حقداً وضغينهْ ..

    وبطاطينَ .. وسجاداً .. وبنزيناً مهربْ ..

    آهِ يا سيّدتي كم نتعذّبْ ..

    عندما نقرأُ أنَّ الشّمس في بيروتَ، صارتْ

    كُرةً في أرجلِ المرتزقينْ ...



    7

    ما الذي نكتبُ، يا سيّدتي ؟

    نحنُ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ صَدَقنا ..

    ثمّ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ كذبنا

    ماذا نكتبُ يا سيّدتي ؟

    نحنُ لا نملكُ أن نحتجَّ ..

    أو نصرخَ ..

    أو نبصقَ ..

    أو نكشفَ عن خيبتنا ..

    أو نتمنّى ..

    أخرستنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى ...



    8

    طلبوا منّا بأن ندخلَ في مدرسةِ القتلِ ..

    ولكنّا رفضنا ..

    طلبوا أن نشطرَ الربَّ لنصفينِ ..

    ولكنّا اختجلنا ..

    إننا نؤمنُ باللهِ ..

    لماذا جعلوا اللهَ هنا .. من غيرِ معنى ؟

    طلبوا منّا بأن نشهدَ ضدَّ الحبِّ ..

    لكنْ ما شهدنا ..

    طلبوا منّا .. بأن نشتمَ بيروتَ التي قمحاً .. وحبّاً

    وحناناً .. أطعمَتْنا ...

    طلبوا ..

    أن نقطعَ الثديَ الذي من خيرهِ، نحنُ رضِعنا ..

    فاعتذرنا ..

    ووقفنا ضدَّ كلِّ القاتلينْ

    وبقينا مع لُبنانَ سهولاً .. وجبالا ..

    وبقينا مع لُبنانَ جنوباً .. وشمالا ..

    وبقينا مع لُبنانَ صليباً .. وهلالا ..

    وبقينا مع لُبنانَ الينابيعِ ..

    ولُبنانَ العناقيدِ ..

    ولُبنان الصبابهْ ..

    وبقينا مع لُبنانَ الذي علّمنا الشعرَ ..

    وأهدانا الكتابهْ



    9

    آهِ يا سيّدتي بيروتْ ..

    لو جاءَ السّلامْ

    ورجعنا، كالعصافيرِ التي ماتتْ من الغُربةِ والبردِ ..

    لكي نبحثَ عن أعشاشنا بينَ الحُطامْ ..

    ولكي نبحثَ عن خمسينَ ألفاً ..

    قُتلوا من غيرِ معنى ..

    ولكي نبحثَ عن أهلٍ وأحبابٍ لنا

    ذهبوا من غيرِ معنى ..

    وبيوتٍ .. وحقولٍ .. وأراجيحَ .. وأطفالٍ ..

    وألعابٍ .. وأقلامٍ .. وكُرّاساتِ رسمٍ ..

    أُحرقتْ من غيرِ معنى ...

    آهِ ... يا سيّدتي بيروتْ ..

    لو جاءَ السلامْ

    ورجعنا ..

    كطيورِ البحرِ، مذبحوينَ شوقاً وحنينا

    وبنا شوقٌ إلى (منقوشةِ الزّعترِ) .. واللّيلْ ..

    ومَن كانوا يبيعونَ عقودَ الياسمينْ

    فمنَ الجائزِ، يا بيروتُ، أن لا تعرفينا ..

    قد تغيّرتِ كثيرا ..

    وتغيّرنا كثيرا ..

    وكبرنا نحنُ - في عامينِ - آلافَ السنينْ



    10

    إحتملنا نفيَنا عشرينَ شهرا ..

    وشربنا دمعنا عشرينَ شهرا ..

    وبحثنا في زوايا الأرضِ عن عشقٍ جديدٍ

    غيرَ أنّا ما عشقنا ..

    وشربنا الخمرَ من كلِّ الدوالي ..

    غيرَ أنّا ما سكِرنا ..

    وبحثنا عن بديلٍ لكِ،

    يا أعظمَ بيروتَ ..

    ويا أطيبَ بيروتَ ..

    ويا أطهرَ بيروتَ ..

    ولكنْ ما وجدنا

    ورجعنا ..

    نلثمُ الأرضَ التي أحجارُها تكتبُ شعرا ..

    والتي أشجارُها تكتبُ شعرا ..

    والتي حيطانُها تكتبُ شعرا ..

    وأخذناكِ إلى الصّدرِ ..

    حقولاً .. وعصافيرَ .. وكورنيشاً .. وبحرا ..

    وصرخنا كالمجانينِ على سطح السّفينهْ :

    أنتِ بيروتْ ..

    ولا بيروتُ أخرى
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    السيره الذاتيه لنزار قبانى .....
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 2 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    sher :: قسم الأبداعات الأدبية :: الأدب و الشعر-
    انتقل الى: